"سخرت حياتي لأولادي منذ 26 عاما ورفضت الزواج واليوم جنيت ثمرة تربيتى بتكريم الرئيس عبد الفتاح السيسى لى، وأحسست أن مصر كلها اليوم هى التى كرمتنى"، بهذه الكلمات قالت عائشة أحمد عثمان ابنة قرية صفط أبو جرج بمركز بنى مزار شمال محافظة المنيا، التى لم تسعها الفرحة حين سمعت خبر فوزها بلقب الأم المثالية عن محافظة المنيا وبدأت الحديث تليفونيًا وهى تحاول أن تحبس دموع الفرحة والحزن معًا، لأنها لم تنس وفاء الزوج وعهدها مع أولادها حتى تخرجوا جميعًا من الجامعة. أكدت عائشة عثمان أنها ظلت طوال حياتها تعيش من أجل أولادها بعد أن تقدمت من بين 18 سيدة في المنيا تقدمن لنيل لقب الأم المثالية قالت: "إننى تعديت سن الستين ب4 سنوات سجدت لله شكرا بعد سماعى خبر الفوز ، وقلت لنفسى"الحمد لله" اليوم أديت واجبى وحق أولادى عليا بعد أكثر من ربع قرن من المعاناة والكفاح. وأشارت: "ما حدث لها اليوم من تكريم هو إحساس رائع وجميل عندما تجد الدولة تكرمها على مجهود بذلته طوال عمرها وسنوات طويلة أفنتها بين الظروف الصعبة". وتستكمل: "لكن الآن أنا أشعر براحة البال وبفخر أبنائي بي وهذا ما كنت أتمناه بعد وفاة زوجي من 26 سنة، وترك لي طفلين صغيرين قمت على رعايتهما حتي تخرجا من كلية التجارة، وتلك كانت جائزتى الكبرى، أن أري قرة عيني تكبر أمامي واليوم كان أكبر تكريم بلقائي برئيس الجمهورية الذي شد علي يدي وهنأني بعيد الأم قائلا: "كل عام وأنت طيبة يا أمي". قال نجلها الأكبر عمار محمد ربيع 30 عاما: "أمي قصة كفاح لو أردت ان أسطرها أحتاج إلي كتب كثيرة، فقد توفي والدي في عام 1991، وكان يعمل مدرسا بالتربية والتعليم ووالدتي ربة منزل، ترك لنا معاشا بسيطا لا يكفي أن يسد جوع أطفال تحتاج رعاية خاصة أنا وشقيقتي سارة كنا صغار لا تتجاوز أعمارنا 5 سنوات، ولكن والدتي لم تستسلم للظروف وقررت أن تعمل لتربيتنا، فأخذت تتاجر في كل شيء وتستقطع اللقمة من أجل أن تطعمنا بها". فقررنا رد الجميل لها أنا وشقيقتي، وكانت مديرية التضامن بالمنيا، قد أعلنت عن فتح باب التقدم للأم المثالية، فقررت أن أتقدم لها بطلب لكي أرد الجميل كتبنا قصة كفاحها وقدمناها للشئون الاجتماعية بمركز بني مزار، كان لدينا الأمل في إسعاد والدتنا والحمد لله فقد فازت والدتنا باللقب رغم المنافسة الشرسة من المنافسات لها على اللقب". وأضاف: "والدي توفي وترك لنا 81 جنيها معاشا ومنزل ريفي أقل من المتوسط، وكان علي والدتي أن تعمل لسد احتياجاتنا وشقيقتي وصبرت وتعبت كثيرًا حتي تخرجنا من كلية التجارة، وأنا الآن موظف وشقيقتي تزوجت". واختتم نجلها عمار: "أشكر الدولة والرئيس أن كرم والدتى اليوم، ونشعر أن مصر كلها هى التى هنأت أمى وقالت لها كل سنة وأنت طيبة يا أمى وأتمنى أن تنال أمى حجة إلى بيت الله الحرام حتى تختتم حياتها بشرف الزيارة لقبر الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم".