مدافن "الصدقة" لم تعد مقصورة على الفقراء بعد جنون الأسعار أسعار المقابر تشتعل وتنافس الوحدات السكنية مقابر 6 أكتوبر والرحاب ومدينة نصر تصل إلى 200ألف جنيه مقابر السيدة نفيسة والإمام الشافعى تبدأ من 20ألف جنيه ل5 أمتار حانوتية الهرم والعمرانية والكيت كات: الغُسل يبدأ من 700 ويصل إلى 1500جنيه فراشة الغورية وفيصل: الصوان يبدأ من 2500جنيه ويصل إلى 4000جنيه قارئو القرآن يتقاضى 1000جنيه.. والمشاهير منهم يتقاضون 30 ألف جنيه تأجير قاعات المناسبات ب"المساجد" يصل إلى 2500جنيه
"كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام".. فالله عز وجل أكد لنا فى آيات الذكر الحكيم، أن الحقيقة الراسخة فى حياة البشر جميعًا هى "الموت"، والتى ينتقل بعدها الإنسان من الدار الدنيا إلى "الآخرة"، لتكون نهاية الرحلة بأن يوارى بنى آدم الثرى. ولكن فى الآونة الأخيرة، أصبحت مقولة "إكرام الميت دفنه" ليست سهلة على قطاع ليس بقليل من المصريين الذين باتوا يواجهون مشكلة كبيرة فى دفن ذويهم بعد الارتفاع الكبير فى الأسعار، عقب تعويم الجنيه وانخفاض قيمة العملة المحلية، والذى أثر على قدرة الكثيرين على شراء المقابر، وتحمل تكلفة مراسم الدفن من "حانوتية ومغسلاتية وفراش العزاء والتربية وقارئي القرآن"، ولعل الأمر اللافت أن مشكلة ارتفاع تكاليف دفن الموتى تتجلى فى محافظتى القاهرةوالجيزة عن نظيرتهما من المحافظات، نظرًا لوجود مقابر عائلية للأهالى فى القرى والنجوع. يعانى الكثير من الأسر فى الآونة الأخيرة، من صعوبة فى الحصول على مقبرة توارى أجساد موتاهم، حيث أصبحت معاناة الحصول على مقبرة أصعب من الحصول على شقة سكنية وذلك بسبب الأسعار التى تتكلفها المقبرة . «المصريون»، خاضت مغامرة وسط بعض المقابر فى أحياء قاهرة المعز، كالأباجية والسيدة نفيسة والأمام الشافعى والبساتين وباب الوزير والغفير والمجاورين والتونسى، للوقوف على أسعارها ومعانات بعض الأسر فى الحصول على مقبرة لدفن موتاهم . البداية كانت لنا من مقابر الأباجية بمنطقة السيدة عائشة بمحافظة القاهرة، وبها نوعان من المقابر، نوع يظهر فيه الرفاهية والبذخ وأخرى تدل على فقر أصحابها ومعاناتهم فى الدنيا وهو ما ظهر جليًا فى مدافنهم . التقينا بعم محمود.ع، تربى معين من قبل محافظة القاهرة، حيث قال إن ترب الأباجية تضم ما يزيد على مليون ونصف المليون مقبرة مقسمة إلى مناطق حسب المكانة الاجتماعية لكل عائلة إلى جانب مدافن الصدقة. وأضاف عم «محمود» ل«المصريون»، أن المكانة الاجتماعية للعائلة تفرض عليها بناء أحواش والتى تكون مساحتها أكبر من المقبرة، حيث يتعدى ثمن الحوش الواحد 150 ألف جنيه، بينما المقبرة العادية والتى تبلغ مساحتها من 5 أمتار مربعة والمقسمة إلى جزأين واحدة خاصة بالنساء وأخرى بالرجال فيبلغ سعرها من 20 إلى 25 ألف جنيه. وأشار، إلى أن هناك ما يسمى بمقابر الصدقة، وهى عبارة عن مقابر أكثر فقرًا من غيرها، حيث تكون بالاشتراك من قبل بعض العائلات الأكثر فقرًا، بمبلغ 48 جنيهًا سنويًا بموجب كارنيه باسم العائلة . ذهبنا بعد ذلك إلى مقابر حى البساتين، المعروفة بمقابر الباشاوات والوزراء والتقينا ب« علي.ع» الذى قال إن مقابر البساتين عبارة عن مقابر للباشاوات والوزراء ويكون لكل واحد فى العائلة مقبرة تحمل اسمه وعمله، أما مقابر العائلات تختلف نوعًا ما عن مقابر الوزراء والباشاوات من حيث كونها تحمل اسم العائلة ويدفن جميعهم بها. وأضاف ل« المصريون»، أن مقابر البساتين تختلف عن مقابر الأباجية والسيدة نفيسة من حيث العدد، لافتًا إلى أن المسئول عن مدافن منطقة البساتين أحد أفراد عائلة الشامى ابن أقدم سكان البساتين. وتابع« المساحة فى مقابر البساتين لم تعد تتحمل بناء مقابر أخرى فمساحة الحوش الواحد تتعدى 250 مترًا تقريبًا مما أدى إلى نفاد المنطقة المخصصة لبناء المقابر منذ فترة زمنية كبيرة». مقابر الغفير، ليس للفقراء مكانًا بها هذا ما أكده رضا .ع تربى، حيث قال إن مدافن الغفير كلها أحواش ويتراوح سعر الحوش الواحد بين 100 ألف جنيه إلى ما يزيد عن المليون جنيه، وهذا بحسب المساحة والتشطيبات، كما أن هناك أحواش يتعدى مساحتها 70 مترًا ومقسمة إلى 10 عيون. وعلى الجانب الآخر، انتقلنا إلى مقابر السيدة نفيسة فالتقينا ب« محمود .س» والذى بيّن لنا أن منطقة السيدة نفيسة تنقسم إلى عدة مناطق تزيد على 40 منطقة كل واحدة منها تضم من 500 إلى 700 مقبرة، موضحًا أن كل منطقة معين عليها تربى من قبل إدارة الحى التابع للمحافظة. وأوضح «محمود»، أن هناك فرقًا فى الأسعار بين المدافن المبنية وبين المساحات الخالية، فالمساحة الخالية يبلغ المتر الواحد 300 جنيه، بينما المقابر البسيطة المبنية والتى يبلغ مساحتها ما بين 4 و6 أمتار فيكون سعرها 30 ألف جنيه، وتكون مقسمة إلى عينين واحدة للرجال والأخرى خاصة بالسيدات. ولفت إلى أن هناك ما يسمى بالأحواش ذات المساحة الكبيرة ويزيد سعرها على النصف مليون جنيه وذلك بحسب التشطيب الداخلى والخارجى للمدفن، حيث يعتمد الأمر على ما تم استخدامه فى التشطيبات فهناك عائلات تقوم باستخدام الرخام والجرانيت وبعض المعادن كالنحاس للوجهات الخارجية للمقبرة وهو ما يرفع سعرها ويجعلها أقرب إلى الفيلا. الأمر اختلف إلى حد كبير فى مقابر التونسى وباب الوزير، وتعد أقل سعرًا بين المقابر وهو ما أوضحه أحد العاملين بالمنطقة، والذى فضل عدم ذكر اسمه، حيث قال إن منطقتى التونسى وباب الوزير من المناطق الأكثر فقرًا وبها نصيب كبير من الفقراء. وأضاف، أن تلك المناطق متنوعة فى الأسعار والمساحات، فالفقراء سيجد من المقابر التى تتناسب مع إمكانياته وإن لم يستطع فهناك مقابر الصدقة التى يشترك فيها كل ما لم يستطع شراء مقبرة، موضحًا أن المقبرة التى تتسع لفرد واحد لا تزيد على 10 آلاف جنيه والتى تسع شخصين تصل إلى 15 ألف جنيه وتتراوح مساحتها بين7 و5 أمتار . وتابع:« الأمر يختلف بالنسبة للحوش عن المقبرة، فالحوش يصل إلى 300 ألف جنيه وفقًا لمساحته وتشطيبه والشوارع التى يطل عليها، كما أن هناك بعض المقابر التى تضم ما يزيد على 3 غرف وتكون مقسمة بين الرجال والحريم فكل منهما له مكانه الخاص». أما مقابر الإمام، فتقسيماتها تشبه إلى حد كبير مقابر السيدة نفيسة، فبحسب عم عبدالحليم .ر الغفير، الذى يحرس مقابر المنطقة فإن المقابر بالإمام الشافعى عبارة عن تقسيمات، فكل منطقة من هذه التقسيمات تضم ما يزيد على 500 مقبرة . وأوضح عبدالحليم ل«المصريون»، أن المساحة الخالية التى لم يبن عليها أى شيء والتى تصل مساحتها إلى 10 أمتار يبلغ سعرها 40 ألف جنيه، لكن الأمر يختلف كليًا عن الأحواش التى يصل سعرها إلى 250 ألف جنيه وذلك بحسب التشطيبات المستخدمة فى الوجهات الخارجية للمقبرة، متابعًا، هناك عمال يتقاضون رواتب من قبل أصحاب هذه المقابر مقابل رعايتها وتنظيفها . مقابر الوفاء والأمل بمدينة نصر، والتى تصل إلى ما يقرب من المليون ونصف المليون مقبرة والذى يطلق عليها مقابر الطبقة العُليا، حيث يقول أحد سكان منطقة مدينة نصر والذى لديه مقبرة بمنطقة الوفاء والأمل، إن المقبرة التى أشتراها منذ ما يقرب من ثلاث سنوات والتى تبلغ مساحتها 70 مترًا حصل عليها بمبلغ 350 ألف جنيه. وأكد فى تصريحه ل«المصريون»، أن أحد أقاربه اشترى مقبرة منذ شهور قليلة يبلغ مساحتها 100 متر بمبلغ 450 ألف جنيه، موضحًا أن أسعار المقابر بالنسبة لمدينة نصر تختلف عن الكثير من المناطق . تتنوع مناطق بيع المقابر على أطراف القاهرة، خاصة بالمدن الجديد، فى 15 مايو و6 أكتوبر وبدر والرحاب والعبور ومدينة نصر والتجمع الخامس والقطامية والبساتين والوفاء والأمل، إضافة إلى المقابر الجديدة على طرق السويس والفيوم والواحات والعين السخنة، وتتنوع المساحات بين 20م و 40م و 60م و 80م . يقول هشام عباس، أحد العاملين فى تجارة المقابر، إن هناك تفاوتًا كبيرًا حدث فى أسعار المقابر بعد ارتفاع سعر الدولار، وذلك نتيجة زيادة تكاليف الإنشاء من مواد البناء وارتفاع تكلفة النقل والتى تستلزم نقل الخامات إلى المنطقة الجبلية الكائنة فيها المقبرة. ورصد عباس، أسعار المقابر ل"المصريون" قائلاً: "تختلف الأسعار بحسب المناطق والمساحات، فمثلاً فى مدينة 15 مايو تقدر سعر المقبرة مساحة 21 مترًا وتحتوى على عينين وصالة بنحو 47 ألف جنيه، فيما يقدر سعر المقبرة مساحة 40 مترًا وتحتوى على عينين كبيرتين وصالة بنحو 140 ألف جنيه، أما بالنسبة للأسعار فى منطقة 6 أكتوبر فترتفع عن مثيلتها فى 15 مايو حيث تبلغ سعر المقبرة مساحة 40 مترًا بنحو 170 ألف جنيه فيما يرتفع سعر المقبرة مساحة 60 مترًا إلى 200 ألف جنيه. وأشار عباس، إلى أنه يلجأ فى بعض الأحيان إلى بيع الأرض فقط للمشترى ومساعدته فى استخراج التصاريح ومساعدته أيضًا فى البناء حيث من المحتمل أن يتراوح من 12 إلى 17 ألف جنيه. ومن جهته يقول وليد محمد، مواطن، إن عملية بيع وشراء المقابر تكون فى المناطق الجديدة فقط حيث إن غالبية القرى والنجوع فى محافظات الصعيد والوجه القبلى تكون متوارثة عبر الأجيال أو يتم اقتطاع جزء من أراضيهم وإنشاء مقبرة، وفى بعض الأحيان يتم شراء نصف قيراط أو ما شابه بقيمة تصل إلى 50 ألف جنيه وبناء مقبرة للعائلة كلها . ويشير ماهر سيد تاجر مقابر، إلى أن ارتفاع الدولار ساهم فى زيادة أسعار المقابر إلى الضعف تقريبًا، وذلك بعد أن ارتفعت أسعار المواد المستخدمة فى البناء من الأسمنت والطوب الوردى المخصص لبناء المدافن والذى ارتفعت قيمة الألف طوبة منه بنحو 150 جنيهًا و 200 جنيه، كما أن العمل فى الجبل يختلف عن العمل فى المدن من حيث ارتفاع تكلفة العمالة والنقل. ويضيف ل"المصريون"، أن أسعار المقابر تختلف من منطقة إلى أخرى حسب المستوى الاجتماعى لها وحسب طبيعة الشكل والبناء، وتبنى المقابر بمساحات 21 مترًا بقيمة تبدأ من 41 ألف جنيه إلى 60 ألف جنيه ومساحة 40 مترًا يبدأ سعرها من 120 وحتى 140 ألف جنيه، أما مساحة 80 مترًا فيبدأ سعرها من 200 ألف جنيه، وغالبًا ما تكون الأسعار مرتفعة فى المقابر الموجودة بمدينة نصر والقطامية والرحاب وطريق السويس، بينما توجد أسعار متوسطة فى مدينة 6 أكتوبر بحسب المكان فهناك مقابر يبدأ سعرها من 120 ألفًا وحتى 250 ألف جنيه. وأشار، إلى أن البيع يتم بشكل فورى بالحصول على الأموال وفى بعض الأماكن يتم عن طريق التقسيط، لكن مع ارتفاع جميع الأسعار والغلاء الذى أصاب المجتمع المصرى أصبح المواطنون يفضلون الشراء بالتقسيط حتى وإن كانوا يملكون قيمة المقبرة بالكامل ،لافتًا إلى إن هناك العديد من مقابر الصدقة يلجأ إليها الفقراء الذين لا يستطيعون شراء المقابر. «تكاليف المقرئ» يرصد القارئ الشيخ محمود حماد الصعيدي، معاناة زملاء مهنته بعد غلاء الأسعار الذى أصاب المواطنين قائلاً ل"المصريون": إن ما يتقاضاه القارئ يعد إحياء للمناسبات الدينية والتى تتمثل فى تشييع المتوفى عبر إقامة سرادق لتلقى العزاء أو إحياءً لذكراه بعد 40 يومًا كما يحدث فى غالبية محافظات الجمهورية، يتم تقديره وفقًا لكل منطقة بحسب إمكانيات القارئ ومدى شهرته ومدى مكانة عائلة المتوفى الاجتماعية . وأوضح، أنه قبل موجة الغلاء التى حدثت فى مصر منذ ثلاثة أشهر كان يتقاضى القارئ فى الليلة الواحدة ما قيمته بالمتوسط 500 جنيه فى عدد من محافظات الصعيد لكنها ارتفعت إلى نحو 1000 جنيه خاصة بعد أن انخفضت قيمة الجنيه الشرائية فى ظل التزام القارئ بتوفير احتياجات أسرته المعيشية من مأكل ومشرب وعلاج وملبس وأشياء أخرى مما دفعه وسط تقبل الطرف الأخرى إلى زيادة "أتعابه" إلى الضعف تقريبًا. وأوضح أن هناك بعض القرّاء المعروفين تصل أجورهم إلى 30 ألف جنيه والبعض 25 ألفًا وهناك من يحصل على 40 ألف جنيه، ومنذ أيام استضافت إحدى عائلات الصعيد أحد القراء المعروفين الذى طلب زيادة أجرة قراءته فى عزاء فقيدهم إلى خمسة آلاف جنيه على المبلغ المحدد بنحو 20 ألفًا، وذكر أن السبب هو ارتفاع الدولار . «اللى بيموت دلوقتى ممكن ميبقاش معاه ثمن كفنه»، بهذه الكلمة البسيطة عبر بعض الحانوتية والمغسلتية فى عدد من المناطق بمحافظة الجيزةوالقاهرة، عن معاناة الأهالى الذين لا يستطيعون تدبير تكاليف موت ذويهم، بسبب موجة غلاء الأسعار. حانوتى الغورية.."الميت بيتكلف 1255 جنيهًا" قال طارق الشيخ صاحب مكتب حانوتى الأزهر بالغورية, إن الكفن سعره ارتفع سعر التوب للرجال والملس للنساء إلى 150 جنيهًا من بعد 80 جنيهًا بسبب ارتفاع سعر الدولار لاستيراد القماش من الخارج. وتابع: "أما بالنسبة للمِغَسل أجرة أيده تبدأ من 150 إلى 400 جنيه غير أنه يحصل على إكرامية من الأهل المتواجدين أثناء الغُسل, والأدوات التى يتم استخدامها ماء الورد الزجاجة تكلف 5جنيهات وزيت الكافور ب20 جنيهًا وماء سِدر ب20 جنيهًا وزجاجة مِسك ب 10 جنيهات. ويواصل: "الخشبة التى تغطى المتوفى من فترة قريبة كان يتم عملها عند النجار لكل متوفى بشكل خصوصى لكن الآن تواجدها أساسى عند الحانوتى, والحمالين لصندوق المتوفى لهم أجر خاص يقدر من 400 إلى 650 جنيهًا من بعد 250 إلى 400 جنيه". حانوتى الجمالية: "ناس سابت أبوها مرمى فى الشارع عشان معهاش ثمن كفنه" داخل حى الجمالية، وخاصة داخل زقاق شارع الخرنفش، يطل عليك الحج محمود ربيع أحد مغسلى الموتى بوجه بشوش وثقة يقول: "أنا بغسل الميتين دون أجر ومبسوط لأنى متأكد أن أجرى عند الله كبير". ويروى محمود، عن أحد أهالى الموتى، الذى ترك والده الذى كان يسكن حى الحسين دون دفنه حتى لا يتكلف ثمن الكفن، وذلك بعد ارتفاع أسعار الكفن الشرعي، ليبدأ من 120 إلى 250 جنيهًا، مما جعلنا نكفنه وندفنه فى مدافن الصدقة دون أحد من أهله. وتابع: "سيارة نقل الموتى من 250 إلى 500 جنيه لنقل الجثة أما المغسل يصل سعره إلى 800 جنيه ومن يفتح التربة يأخد 1000 جنيه". مغسلتية الجمالية: "أقدم الكفن بدون مقابل للفقراء" ومن الحج محمود إلى الحاجة عزة محمود، التى تعمل "مغسلة" موتى منذ 30 عامًا، تقول "عزة" إن الحالات الفقيرة كثيرة وتقدم لهم الكفن بدون مقابل حتى لا يشعرون أنها صدقة وخاصة بعد ارتفاع الأسعار المخيف التى تعانى منه البلاد مؤكدة، أن الله دائمًا لا يخذلها فى رجاء أو دعوة منذ العمل فى هذه المهنة. حانوتى فيصل: "الدنيا بقت غلا وفى حانوتية تستغل الوضع" من حانوتية الغورية والجمالية إلى حانوتى "فيصل"، يقول محمد الصعيدى القاطن فى شارع العشرين بأول فيصل، :"أى ميت بنتحمل تكلفة موته ببلاش، لأن فيه ناس كتير بدفع تبرعات لينا وإحنا بنجيب الأكفان وبندفع ثمن العربيات والنعش وكله، ملناش دعوه إنه فقير ولا حتى غنى لأننا بنعمل كدا ثواب لله عز وجل". ويواصل "الصعيدي" حديثه لنا ويقول: "الدنيا غليت والأسعار بقت غالية والكفن نفسه بقى سعره غال عشان كدا فيه ناس كتير بتشترى أكفان وتديها لينا، عشان لو حد مات نتكفل بيه، لأن فيه ناس كتير بالذات الأيام دى مع الغلا مش بتكون قادرة تجيب حتى ثمن كفنها". وتابع: "أنا عن نفسى كمان بغسل الميت ومش برضى أخد أى فلوس من أهله، لكن فيه حانوتية كتير بيستغلوا الوضع وبيتعاملوا مع الميت كأنه سلعة أو حاجة بيتاجروا بيها". حانوتى الهرم: "الميت بيكلف أهله 1500جنيه وفيه ناس مش بتقدر تدفع" وهنا يروى لنا "م.م" حانوتى منطقة الطالبية هرم، قصته مع الموتي، ويقول: "دلوقتى بقى اللى بيموت بيرتاح لكن بيغلب أهله معاه لأن تكلفة الموت بقت صعبة ومبقتش زى الأول، يعنى عندك مثلًا الكفن دلوقتى ثمنه وصل من 60 جنيهًا ل120 لطالع، ده غير أجرة المغسل نفسه لأنه بياخد 200 جنيه عندنا فى المنطقة". ويواصل: " كمان العربية إللى بننقل بيها الميت رفعت سعرها هى كمان وبقت العربية تتكلف 300 جنيه". ويستكمل حديثه ل"المصريون": "أنتى فاكره إن الموضوع بيخلص لحد هنا لاء لأن أول ما بيرحوا المدافن التربى بياخد منهم مبلغ كبير عشان بس يفتحلهم التربة، والمبلغ إللى بياخده 1000 جنيه، وفيه ناس كريمة شوية ممكن تاخد من أهل الميت 700 أو800 جنيه". مُغسلة العمرانية: "الكفن غلى بسبب الدولار وبنجمع تمن الأكفان" الحاجة صفية محمد، مغسلة للسيدات فى أحد أحياء العمرانية بالجيزة، تسرد لنا قصتها مع الغُسل وتقول: " والله والله حالة الناس بقت صعبة جدًا، بسبب الغلاء اللى أثر على كل حاجة فى حياتنا حتى الميت مسبهوش فى حاله، لأن الكفن غلى بسبب الدولار". وتستكمل: "أنا عن نفسى بتجيلى تبرعات من ناس ربنا يكرمهم بتجبلى الأكفان وكل لوازم الغسل، وفعلاً أى حد بيجيلى مش قادر بديله كفنه وبغسله ببلاش لأنى مش عاوزة حاجة غير الستر ورضا ربنا عز وجل". وتتابع: "بصى بسبب الفقر والغلاء ده أنا ممكن يجيلى فى الشهر الواحد 20 حالة مش معاها فلوس تكلفة الميت، وربنا يستر على عبيده". حانوتى الكيت كات.. "متوسط تكلفة الغُسل للمتوفى 728.5 جنيه" من فيصل والهرم إلى الكيت كات، وهنا يقول أحمد الجندى، إن سعر الكفن يبدأ من 100 إلى 180 جنيهًا حسب الخامة, والتوب ال 30 مترًا يقدر بأعلى من 300 جنيه, بالنسبة للمستلزمات اللوف المستخدم فى الغُسل ب 10 جنيهات والصابون الواحدة ب 3.5 جنيه وكيلو القطن ب 60 جنيهًا بدلاً من 36 جنيهًا ماء الورد الصندوق به 24 قطعة ب 32 جنيهًا بدلاً من 18 جنيهًا . وأضاف الجندى، "أن المِغَسل أجرة أيده تحدد حسب إكرامية أهل المتوفى وممكن تتعدى ال 200 جنيه, والسيارة التى تنقل الجثمان للمقابر يقدر أجرتها حسب بُعد المكان ومثلآ فى مدافن باب النصر وسيدى عمر تكلف 150 جنيهًا, أما الصندوق الذى ينقل عليه المتوفى لن يتم إدخاله فى الحساب بل يستخدم مجانى" . فراشة الموتى وقاعات العزاء فى المساجد فراشة الهرم وفيصل: "الصوان يتكلف 3000 أو 4000 جنيه" يقول الحاج أحمد الصعيدى، أحد أصحاب محال الفراشة بمنطقة فيصل: "غلاء الأسعار أثر علينا كفراشين، وطبعًا حركة الشغل بتاعتنا قلت مبقتش زى الأول". وتابع حديثه ل"المصريون": "يعنى عندك مثلًا أقل صوان ممكن يكلف أصحاب الميت 3000 أو4000 جنيه". ويضيف: "لو واحد حب يجيب كام كرسى مش كتير ممكن يكلفوه 1000جنيه، وعندك كمان أقل دستة كراسى بيكون فيها 10 كراسى بنفرشها ب20 جنيهًا، وكمان فيه أنواع تانى أغلى وأغلى على حسب الطلب". أما مسجد "نصر الدين" فى الهرم تكون أسعار قاعات العزاء فيه مرتفعة نوعًا ما، حيث أكد لنا عامل المسجد أن ثمن القاعة يبلغ 2000 جنيه، وهذا سعر مناسب مقارنة بأسعار المساجد فى الدقى والمهندسين. فراشة الكيت كات: "متوسط الصوان 2750 جنيهًا يقول عباس عاشور صاحب محل فراشة, إن أسعار الخامات والعمال التى تستخدم فى عمل سرادق العزاء ارتفعت هذه الآونة، بينما الإقبال انخفض، وتابع: "إذا كنت بتشتغل على 6 أماكن فى الشهر الآن لو اتنين خير وبركة, لأن كل شىء متعلق بالاستيراد". ويضيف عاشور: " شراء المقعد ب 90 جنيهًا من بعد 45 جنيهًا لكن التأجير 2جنيه للمقعد العادى و5 جنيهات للفندقى, القماش القلع الذى يغطى به السرادق ب 35 جنيهًا بدلاً من 18 جنيهًا للمتر, والواجهة ثمن التَرك فيها من 350 إلى 400 جنيه بدلاً من 150 جنيهًا.. الأعمدة تتراح أسعارها من 100 إلى 110 إلى 200 جنيه, الميكروفون ب 200 جنيه تأجير بدلاً من 60 جنيهًا, لمبة الإضاءة البيضاء الفلورا ب 60 جنيهًا بدلاً من 18 جنيهًا.. وأجرة عمال رباط الفراشة الواحد يحصل على 150 جنيهًا فى اليوم". فراشة الغورية.. "متوسط سعر صوان العزاء 3140 جنيهًا ".. و" الأسعار ارتفعت للضعف" أما الحاج سلامة سلامة محمد، صاحب محل فراشة, يقول إن أسعار السرادق للعزاء ارتفعت الضعف لأن الغلاء أثر على كل شىء من قماش وميكروفون والخشب المصنوع منه المقاعد, ويقدر أقل سعر للسرادق من 2500 إلى 3000جنيه تشمل الخيامية والأعمدة الخشب والمقاعد والسجاد والكهرباء. و يتابع: "يتم تأجير المقاعد بالدستة و ال 10 تقدر ب 20جنيهًا لكن تختلف من منطقة لأخرى وحسب نوعية الخشب مثلاً فى مدينة نصر الدستة تؤجر ب 50 جنيهًا فى اليوم, والسيارة التى تنقل العمال أقل أجرة لها ب 120 جنيهًا". تأجير قاعات المساجد تشهد ارتفاعًا فى الأسعار قال عامل بمسجد خالد بن الوليد فى الكيت كات, إن تأجير قاعة المناسبات للعزاء تكلفتها لا تقل عن 2500 جنيه فى اليوم، بالإضافة إلى ما يسمى ببدل أرضية داخل القاعة ب300 جنيه ولنصب فراشة على سلالم القاعة تتراوح قيمتها من 800 إلى 1000 جنيه, وهذه الأسعار وفقًا لوزارة الأوقاف التى وضعتها. وتابع، بأنه توجد قاعة مساجد للمناسبات على الكورنيش, لكن لا تتبع الوزارة, ورغم ذلك أسعارها منخفضة جدًا واليوم تقدر ب 750 جنيهًا مع مراعاة ضرورة إحضار أهل المتوفى للشاى والسكر المستخدم فى العزاء للحاضرين أى يمكن أن تصل إلى 1000جنيه.