تسبب موكب المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، خلال زيارتها لمصر التي بدأت الخميس وانتهت صباح اليوم الجمعة، في انزعاج قطاع من المواطنين، جراء إرباكه حركة السير بشوارع القاهرة. سكان القاهرة يدفعون ثمن الزيارة وشهد محيط مقر رئاسة الجمهورية، والطرق المؤدية إلى مطار القاهرة، وشوارع مدينة نصر والعباسية ومصر الجديدة والدقي والجيزة حالة من الارتباك المروري، في ظل تكثيفات أمنية وغلق شوارع وطرق رئيسية، لمرور موكب المستشارة الألمانية، ما أثار غضب مواطنين. وانتشرت قوات الشرطة بالملابس الرسمية والمدنية ونصبت المتاريس الحديدية وسيارات الأمن في العديد الشوارع التي مرت بها ميركل، وتم رفع جميع السيارات المنتظرة على جوانب الطرق، والكشف عن المفرقعات بواسطة الأجهزة الحديثة والكلاب البوليسية، ومنع مرور الدراجات البخارية. فيما قام مسئولو محافظة القاهرة بتنظيف الشوارع وغسلها بسيارات المياه وتزيين الأعمدة والشوارع التي مر منها الموكب من شمال إلى جنوبالقاهرة ومن الشرق إلى الغرب، ورفع الأعلام المصرية والألمانية على أعمدة النور. وكتب أحد المواطنين عبر "تويتر": " الدائري مقفول ساعتين . لزيارة ميركل والسيسي للاهرامات . مش عارف الناس زعلانه ليه ؟ انها الدولة العميقة ذات النظام الثابت مختلف الوجوه". بينما ذكر آخر: " الدائرى فااضى والبحر الاعظم فاضى والهرم فاضى والجيزه فاضيه مصر كلها فاضيه علشان زياره #ميركل للقريه الفرعونيه ايه الروقان اللى مصر فيه ده". وحرصت "ميركل" في ختام اليوم الأول لزيارتها مصر على عقد لقاء الخميس، مع عدد من النشطاء الحقوقيين الذين اشتكوا من غلق الحكومة المصرية منظماتهم أو منعتهم من السفر وتحاكمهم بتهمة تلقي تمويل أجنبي، منهم رئيس الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان "جمال عيد"، والمدير التنفيذي للمفوضية المصرية للحقوق والحريات "محمد لطفي"، وكلاهما ممنوعان من السفر. وتناول اللقاء تناول ملف المعتقلين في مصر ومحاكمة العشرات من الحقوقيين المصريين بتهمة التمويل الأجنبي ومنعهم من السفر وضرورة إطلاق الشباب المعتقلين، وتأخر العفو الرئاسي عن معتقلين وصحفيين وحقوقيين. وكتب جمال عيد على "فيس بوك" أن الحديث دار مع "ميركل" عن التوسع في بناء السجون، ورحيل الكفاءات المصرية، والتوسع في استخدام الحبس الاحتياطي بشكل مخالف للقانون. وجاء نص تدوينته كما يلي: حول لقاء المستشارة الألمانية انجيلا ميركل وجهت لي الدعوة لحضور لقاء مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ، خلال زيارتها القصيرة لمصر ، تم اللقاء في مقر اقامة السفير الالماني في حوالي السابعة والنصف مساء اليوم ، بحضور بعض الزميلات والزملاء . بعد ترحيب المستشارة ميركل ، اعلنت انها تريد السماع مني ومن زملائي، حين تحدثت ذكرت الصعوبات الاقتصادية والارهاب الذي تواجهه مصر ، وضرورة رغم ذلك ألا نضع الحريات السياسية والديمقراطية في مواجهة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ، بل أن نعمل على تطويرهما معا ، جنبا الى جنب. لان احدهما لا يغني عن الاخر. وانني سوف ابدأ بطرح بعض المعلومات ، ثم اقول رأيي. وعن المعلومات ، ذكرت التوسع في بناء السجون لتبلغ 19 سجن عقب ثورة يناير ، والرحيل الواسع لكفاءات مصرية خارج مصر كثير منهم شباب وأكاديميين وصحفيين ، والكثير منهم غير متهمين مما يعني انهم ليسوا هاربين من احكام ولكن من مناخ يعادي احلامهم ، عن التوسع في استخدام الحبس الاحتياطي لسنوات بشكل مخالف للقانون ، وضربت مثال بالصحفي شوكان ، عن العدد الغير مسبوق من الصحفيين السجناء وضربت مثال بالصحفي هشام جعفر ، عن التوسع في المنع من السفر دون اخطار من يتم منعه ، عن التضييق على الاعلاميين المستقلين ولجوء العديد منهم لاعلام دولي بحثا عن مناخ يرحب بحرية التعبير ، وعن رأيي ، تكلمت عن وعينا بصعوبة الاوضاع في مصر بعد الثورة وانه لا ينبغي توجيه النقد فقط ، بل تقديم مبادرات الاصلاح، واننا قدمنا مبادرات لاصلاح الداخلية واصلاح الاعلام ، تم الترحيب والاحتفاء بها عقب الثورة ، ثم اهدارها الان. وأن إقرار العدالة ومحاربة الفساد أولى خطوات محاربة الارهاب ، لكننا نرى التعلل بالازمة الاقتصادية ومحاربة الارهاب لحرماننا من الديمقراطية ، التي اعتقد انهم يكرهونها ، رغم أن الديمقراطية و المجتمع المدني بكل تنويعاته ضرورة لحماية المجتمع من مصير دول مثل سوريا والعراق. وأن حرية التعبير لا تعني الكلمة الواحدة الرأي الواحد ، بل لابد من التنوع والحوار ، والتضييق على المجتمع المدني واغلاق المؤسسات لحد لاغلاق مكتبات عامة تخدم الفقراء والشباب ، لا يخدم الدولة أو المجتمع بأي شكل. ثم كررت التاكيد على ضرورة سيادة القانون والعدالة ومكافحة الفساد ، كوسيلة تحد من الغضب الواسع ، خاصة لدي الشباب. وختمت المستشارة ميركل بقولها ، ان الناس تسعى للحرية وانها تتفهم ذلك ، وأن هناك ضرورة لدعم من يعملون لدعم المجتمع ، لأن الشعور بالخطر يؤدي لفقدان الثقة ، وانها شخصيا تعرف ذلك باعتبارها من المانياالشرقية سابقا.