تساءلت ونحن نتابع جرائم الانتخابات البرلمانية المصرية من ترويع الناخبين ببلطجة أمنية وشرطية بالاعتقالات واستخدام الطلقات المطاطية والقنابل المسيلة للدموع- أمريكية الصنع- والإرهاب المؤسسي المدفوع الأجر والسيوف والسنخ والشوم ضد الإخوان المسلمين والمعارضة، وقلت : تُرى لو حدث أقل من هذا الاعتداء الغاشم على المواطنين في دول أخرى هل كانت أجهزة الدعاية الأمريكيةوالغربية وسياط السيدة كوندي تتجاهل تأديب الفاعل ؟ هل اختفت دعوى السيد بوش الديمقراطية في دهاليز الصفقات المشبوهة؟ ألم يرى ويسمع- هو وأعوانه- استغاثة السيدة ديمقراطية وصراخ السيدة عدالة ؟ ربما ليس لهذه المشاهد العبثية للانتخابات البرلمانية ترجمة في اللغات الحية كالإنجليزية !! يبدو أن نبي الديمقراطية المزعوم " جورج دبيلو بوش" اختفى في ظروف دولية غامضة، وما زال البحث جاريا عن ذراعه الأيمن السيدة " كونداليزا " كما أصيب الناطق باسم البيت الأبيض( عفوا أقصد بيت النبوة الكاذبة ) بحالة خرس وصمم مفاجئين أدت إلي استساخ بيانين مطاطيين ومتضاربين يصلحان لكل المناسبات والأماكن والأوقات. ومن المرجح صدق التسريبات الإخبارية التي أشارت إلى احتضار السيدتان حرية وحقوق الإنسان اللتان رعاهما مصدروا الحرية أقصد سيدة الإرهاب الدولي الأولي أمريكا ووصيفاتها دول أوربا الغربية ذوات التاريخ الاستعماري الدموي البغيض، لماذا ؟ لأنها ديمقراطية حسب طلب البائع السيد بوش. وأغلب الظن أن دول الغرب تأثرت مع الأمين العام للأمم المتحدة باختفاء السيد بوش المنتظر في أدغال العراق ومستنقعات الدم بالفلوجة والرمادي وهيت والقائم، وبصحبته فريق المقاولات الصحفية لشراء ذمم الصحافة والصحفيين العراقيين، ولذلك لم يصدر أي بيان يستنكر ما جري. فمنذ أن اعتلت السيدة أمريكا " القوة العظمى الأولى في العالم " سدة الحكم بأمر الله، ونبي الديمقراطية المنتظر ، وهو يتدخل في كل كبيرة وصغيرة في دول العالم من جزر القمر إلى كوبا وفنزويلا وليبيا والسودان وإيران، ولم تسلم من نبوءاته بالديمقراطية كل من سوريا ولبنان، وأغرقت ديمقراطيته المسلحة أفغانستان والعراق بطوفان الدم، كما أغرقت فيتنام بالمن والسلوى من قبل. وتواترت أنباء أخري- لم تثبت صحتها بعد- تقول: إن الحزب الحاكم في مصر قد اختطف هذا الجزء من الكرة الأرضية وانتقل به إلي كوكب آخر، ولم تهبط عليه سفن الفضاء الأمريكية، وبعيدا عن عيون المخابرات الأمريكية (السي أي إيه) والمارينز، وبالتالي ليس للسيدة كونداليزا أن تعنف رئيس الدولة أو وزير خارجيته على المناظر التي بثت على الفضائيات من كوكب ملاكي اسمه مصر، وما يرجح صدق هذا الخبر غياب مؤسسات الأممالمتحدة عن أحداث البلطجة الأمنية والشرطية ضد المواطنين العزل لمنعهم من اختيار نوابهم في البرلمان، مع أن أمريكا وفرنسا ومجلس الأمن يعرفون دبيب النمل في بلد عربي مجاور اسمه لبنان. وتؤكد آخر التسريبات وجود صفقة بين الحزب المصري الحاكم ونبي الديمقراطية المنتظر جورج بوش، يتم بمقتضاها تجويع الشعب المصري ووأد حريته وانتهاك إنسانيته وحلمه واختطاف الدور المصري وترحيله إلى كوكب جمهوريات الموز مقابل تأييد احتلال العراق ضمان أمن إسرائيل والتطبيع والخصخصة وتجاهل النبي المنتظر لجرائم النظام الحاكم حتى يحل دور التهامه بعد الثور الأبيض. العجيب في الأمر أن مدعي حمل رسالة الديمقراطية- السيد بوش- لم يعلم بهذه الانتهاكات التي يعاقب عليها حتى قانون الغابة، بالرغم من أنه يتلقى تعليمات الرسالة مباشرة( حسب ادعائه) ممن يعلم الغيب وأخفى. حكمة المقال : الحرية والديمقراطية ولقمة العيش لن يحميها بوش، ولا يمنحها مستبد، ولكنها تنتزع من أنياب الحاكم انتزاعا بالعرق والدأب. حكمة أخبارية : لم تعرف فصيلة الحيوانات وقاحة في النفاق السياسي مثلما ابتدعته قريحة " القط". ----------------------------------------------- بقلم د/ أحمد دراج [email protected]