نجح فريق اتحاد جدة في قيد لاعبيه الاجانب الستة في القائمة التي ستلعب في كأس العالم للأندية باليابان. ونجح ايضا في استخدام نفوذه لرفع الايقاف عن لاعبه اسامة المولد! في ضوء ذلك سيواجه الاتحاد فريق الاهلي في مباراة الافتتاح بخلطة من لاعبين برازيليين وافارقة بالاضافة الى لاعبين محليين يتمتعون جميعا بمهارات عالية وخبرات دولية كبيرة. سبحان الله.. ما يحدث حاليا من طغيان الاقتصاد القوي وقدرته على بناء فرق قوية تحرز البطولات، سبق ان طبقه الاهلي محليا بسبب قدراته الاقتصادية التي لا يوجد لها نظير في الاندية المصرية، فقد استطاع بسلطان المال والنفوذ أن يضم إليه أفضل لاعبين في الدوري المصري، فلا يوجد لاعب نجم او موهوب في الاندية الاخرى، إلا واستطاع بأمواله الكثيرة أن يغريهم بالانتقال اليه، خاصة أن مغارة علي بابا ستفتح لهم على مصراعيها باحرازهم البطولات وتحطيم الارقام القياسية في عدد مرات الفوز. المهندس عدلي القيعي هو اسطى هذه النظرية بلا منازع. لا مانع عنده من تفريغ كل أندية مصر من لاعبيها المميزين ما دامت خزينة الاهلي تجري فيها الاموال انهارا! قارنوها مثلا بخزينة الاسماعيلي الغلبان والذي يستحق مقاسمة البطولات والارقام التي حطمها الاهلي "فيفتي فيفتي". فأكثر من نصف نجومه ارتدوا القميص الأحمر وحققوا له انتصاراته المدوية وسمعته القارية والعالمية! في اول مؤتمراته الصحفية بعد توليه رئاسة الاسماعيلي كشف الدكتور عبدالمنعم عمارة انه لم يجد في الخزينة سوى عشرة آلاف جنيه لا غير! كل لاعب في الاهلي حصل على اكثر من مليون جنيه بعد الفوز بكأس رابطة الابطال الافريقية. يعني مكافأته تساوي عشرة اضعاف ما يصرفه الاسماعيلي على جميع اللاعبين والموظفين والاداريين والمدربين، إذا اعتبرنا ان الاصل في ذلك هو المبلغ اليتيم الموجود في خزينته! كيف يمكن لفريق ان يلعب جيدا ويحصد البطولات وخزينته خاوية؟.. اللاعب سيفكر الف مرة في المقابل الذي سيأخذه من الجري بعرض الملعب وطوله، وعن المكافأة التي سيحصل عليها في حالة الفوز ببطولة! من الطبيعي ان ينهزم هذا اللاعب نفسيا قبل ان يلعب، وان يجد انه لا فائدة من بذل العرق لأنه قد لا يجد ثمنا لصابون الاستحمام بعد انتهاء المباراة! ليس غريبا ان تنحدر معنوياته وتهبط الى الحضيض وهو يرى زملاءه السابقين في الفريق من اصحاب الملايين والسيارات الفارهة والجماهيرية العريضة يساندهم نفوذ الاقتصاد والجبروت ويجري وراءهم المعلنون ليتشرفوا بثانية واحدة من اطلالتهم للترويج لسلعة معينة! الاهلي في البطولة العالمية يشرب من نفس الكأس المر أمام فريق أقوى منه اقتصاديا ونفوذا. فمن الصعب ان يجاري عدلي القيعي أو غيره أموال النفط. أضف الى ذلك ان المكافأة المخصصة لكل لاعب اتحادي في حالة الفوز على الاهلي فقط تزيد عن المليون ريال! ليس من حقنا ان نشتكي فهذه هي لغة الاحتراف التي لا تعترف بدموع العاجزين والاندية الفقيرة. هي نفس اللغة التي تصدى بها الاهلي لمنتقديه بشأن اغراء لاعبي الاندية وخطفهم وتجميدهم وبعد انطفائهم يسألهم الرحيلا! شئنا أم أبينا لن يكون هناك دوري مصري قوي دون ان تتمكن الاندية من موارد اقتصادية ضخمة تعادل او تقارب الاهلي وهذا مستحيل! لا يوجد ناد في مصر، وضمنا الزمالك، يستطيع ان يدفع ما يدفعه الاهلي. وهذه امامنا خزينة الزمالك التي لم تجد لتنفقه في التوسعات الانشائية التي شهدها بعد تولي مرتضى منصور سوى المليونين اللذين تبرع بهما رئيس اتحاد جدة منصور البلوي! الزمالك لا يجد حاليا مقدم العقد الذي اتفق بشأنه مع حارسه الدولي عبدالواحد السيد الذي كاد يقع في قبضة عدلي القيعي لولا ميوله الزملكاوية الشديدة "جاته نيله في حظه الهباب"!