أعربت الإدارة الأمريكية عن قلقلها العميق إزاء إعادة سجن أيمن نور زعيم حزب الغد ، مؤكدة أن سجن نور يعد خطوة جديدة في سلسلة التطورات التي شهدتها مصر مؤخرا ، والتي أحدثت قلقا عميقا لدى الولاياتالمتحدة . ونقلت صحيفة "الفايننشيال تايمز" البريطانية ، عن جريج سوليفان، الناطق باسم مكتب شئون الشرق الأدنى بالخارجية الأمريكية قوله ": هذه خطوة أخرى في سلسلة الأحداث التي سببت قلقاً عميقاً لنا إزاء التطورات الأخيرة في مصر ، بما في ذلك التقارير الواردة عن اعتقال مرشحي المعارضة وحملات الترهيب والترويع التي شنتها قوات الأمن المصرية علي الناخبين في الجولة الثانية والثالثة من الانتخابات البرلمانية " . وأكد سوليفان أن واشنطن أجرت اتصالات عديدة مع السلطات المصرية بخصوص قضية نور وأنها ستتابع تطورات هذه القضية عن كثب خلال الأيام المقبلة. يذكر أن أيمن نور يحاكم بتهمة تزوير توكيلات مؤسسي حزب الغد الذي حصل على ترخيص بمزاولة النشاط السياسي في شهر أكتوبر من العام الماضي، وقد تصل عقوبة هذه التهمة إلى السجن لمدة 15 عام علي الأقل. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن أيمن نور لم يكن معروفا خارج مجلس الشعب المصري ومنطقة باب الشعرية، دائرته الانتخابية، قبل بداية العام الحالي لكنه حظي بشهرة عالمية عندما سجن لمدة 6 أسابيع خلال العام الحالي إلي أن تعرض الرئيس مبارك لضغوط شديدة من الادارة الأمريكية لتخفيف القيود المفروضة علي الحياة السياسية في مصر. ولفتت إلى أن سجن أيمن نور ساعده أيضاً علي تعزيز وضعيته بين أوساط المجتمع المصري قبيل انتخابات الرئاسة التي حصل فيها علي نسبة 7.6 % من إجمالي أصوات الناخبين الذين شاركوا في التصويت. وألمحت " "الفايننشيال تايمز" إلي تعرض نور لسلسلة متلاحقة من الضغوط والمكائد أدت إلي حدوث انشقاق في حزب الغد وسط اتهامات بتدخل الحكومة في هذه العملية ،وذلك فضلاً عن فقده لمقعده في مجلس الشعب. وذكرت الصحيفة أن محنة حزب الغد أكدت علي ضعف أحزاب المعارضة العلمانية المصرية التي تواجه قيوداً متواصلة علي أنشطتها في وقت احتدم فيه الصراع بين النظام الحاكم وجماعة الإخوان المسلمين علي استقطاب المجتمع المصري. ورأت الصحيفة البريطانية أنه وعلي العكس من الأحزاب العلمانية المعارضة، ظهرت جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمعتدلة كجبهة معارضة قوية في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على الرغم من محاولات الحكومة المصرية لوقف تقدمها وقوة دفعها بشتى الطرق. على جانب آخر ، نظم المئات من الصحفيين المصريين وأعضاء الحركة المصرية من أجل التغيير " كفاية " أمس وقفة احتجاجية أمام مقر نقابة الصحفيين ، احتجاجا على الاعتداءات التي تعرض لها الصحفيون على يد رجال الأمن خلال تغطية الانتخابات البرلمانية ، لكن الوقفة سرعان مع تحولت إلى مظاهرة ضخمة جابت شوارع وسط القاهرة . وردد المتظاهرون ، الذين انضموا إليهم أعضاء من حركة شباب من أجل التغيير ، هتافات منددة باعتداء رجال الأمن على الصحفيين ورجال الإعلام ، مثل " مش ها نسلم مش ها نبيع .. قلم الصحفي مش للبيع " ، كما رفع المتظاهرون لافتات تحمل عبارات " الاعتداء على الصحفيات اعتداء على كرامتنا جميعا " و " الضابط شريك البلطجي .. والدليل الانتخابات " . وشارك في المظاهرة عدد من أنصار الدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد المعارض ، والذي صدر أمس الأول قرارا بحبس على ذمة قضية التوكيلات المزورة ، ورفع أنصاره لافتات تطالب بالإفراج عنه ، كما رفع عدد من المتظاهرين صور للمستشارة نهى الزيني ، التي فضحت شهادتها تزوير الانتخابات في دائرة دمنهور ، ورفعوا لافتات تقول " قاضية بألف رجل " . وتحرك المتظاهرون وسط تواجد مكثف لقوات الأمن ، التي حاصرت المتظاهرين ومنعتهم من التوجه إلى ميدان التحرير .