في تعليقه على فوز القيادي العسكري في حركة حماس, يحيى السنوار, برئاسة المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة, قال الكاتب والمحلل الفلسطيني مؤمن بسيسو, إن هناك ما يشبه الإجماع بين المراقبين حول أن ما حدث بمثابة "انقلاب داخلي" في حماس. وأضاف بسيسو في تصريحات ل"الجزيرة", أن اختيار قائد عسكري يشير إلى تغير دراماتيكي طرأ على توجهات حماس بشأن اختيار قادتها، وهو أمر لم تعتده الحركة في كافة انتخاباتها الداخلية السابقة منذ انطلاقها عام 1987. وتابع " المراقبون يرون أن تصدر السنوار لرئاسة المكتب السياسي لغزة نقلة نوعية أو انقلاب داخلي في حركة حماس، ورغم ذلك, فإن ذلك يعتبر أيضا تطورا طبيعيا في ظل عدم رضى الكثير من أبناء وكوادر الحركة عن أداء القيادة السياسية السابقة فيما يتعلق بمعالجاتها لعدد من القضايا"، مشيرا إلى أن ثقة مجمل أعضاء الحركة بالجناح العسكري, هي من دفعت بصعود السنوار إلى هذا المنصب. واستطرد "الصف الداخلي لحماس يشعر بارتياح كبير لصعود السنوار، نظرا لما يتمتع به من صفات قيادية لا تتوافر في كثير من القيادات السياسية السابقة". وخلص بسيسو إلى القول :" إن تقلد السنوار هذا الموقع المهم والحساس سيمنحه هامشا واضحا من الحركة ليشكل عنصر قوة ودعم لأفكاره وتوجهاته, في مواجهة إسرائيل". وكانت حماس انتخبت في 13 فبراير الأسير المحرر يحيى السنوار رئيسا لمكتبها في قطاع غزة، وخليل الحية نائبا له. وحسب "الجزيرة", جرى انتخاب الأسير المحرر والقيادي البارز في الجناح العسكري لحماس يحيى السنوار أثناء انتخابات داخلية للحركة أجريت على مستوى مناطق قطاع غزة المختلفة، بينما فاز القيادي خليل الحية بمنصب نائب رئيس المكتب في غزة. وقد شارك في الانتخابات الداخلية آلاف من أعضاء الحركة في القطاع. ومن بين الفائزين أيض بعضوية المكتب السياسي لحماس في غزة, محمود الزهار وعماد العلمي وصلاح البردويل وعطا الله أبو السبح. كما أعيد انتخاب أحمد بحر لرئاسة مجلس شورى الحركة في القطاع. ومن المقرر أن تستكمل حماس انتخاباتها الداخلية في الضفة الغربية وخارج فلسطين قبل انتخاب رئيس المكتب السياسي منتصف مارس القادم. وحسب مراقبين, فإن الأوفر حظا للفوز هو إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي للحركة ومسئول مكتبها السابق في قطاع غزة. يشار إلى أن يحيى السنوار أسير محرر كان قد أفرج عنه في صفقة تبادل مع الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط. وقد عين السنوار فور الإفراج عنه مستشارا لهنية، كما أصبح مسؤولا عن ملف الأسرى الإسرائيليين لدى كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة.