كشفت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية، أن السبب الحقيقي وراء سحب إسرائيل سفيرها من القاهرة في هدوء منذ أسابيع قليلة، هو وجود مخاوف أمنية من خطر يهدد حياة الأخير. وتابعت الصحيفة في تقرير لها، أن السفير الإسرائيلي دويد جوفرين، غادر القاهرة في نهاية العام الماضي بسبب الاضطرابات الأمنية في مصر، وخوف السلطات الإسرائيلية من وجود خطر يهدد حياته، مضيفةً أن الشكوك حول وجود خطر يهدد حياة "جوفرين" تم التأكد منها من خلال المتحدث باسم جهاز الأمن الإسرائيلي "شاباك". ونقل التقرير عن مصادر إسرائيلية، أن السفير يمارس مهام عمله حاليًا من القدس، وأن الحكومة الإسرائيلية تتمنى أن يتمكن من العودة إلى مقر عمله قريبًا، مشيرًا إلى أنه لم يتم الإفصاح بعد عن نوع التهديدات التي تعرض لها "جوفرين"، إلا أنه لا يخفى على أحد حجم التهديدات الأمنية التي تتعرض لها مصر مؤخرًا على يد الجماعات الإرهابية المتطرفة. وأوضح التقرير، أن حدث سحب "جوفرين" يسلط الضوء على الصعوبات التي تواجه العلاقة بين إسرائيل ودولتي مصر والأردن، كونهما الدولتين العربيتين الوحيدتين التي تجمعها علاقات دبلوماسية بإسرائيل، مشيرًا إلى أن العلاقات بين الدولتين بدأت في الفترة التي تلت حرب أكتوبر والتي عرفت ب"السلام البارد" إبان عام 1980. وأشار التقرير، إلى أنه على الرغم من العلاقات الدبلوماسية الهادئة التي تجمع البلدين، إلا أن مواطنيها يخالفون المسئولين الرأي ونادرًا ما يتبادلون الزيارات، مسترجعة حادثة إشعال النار في السفارة الإسرائيلية سبتمبر 2011 واحتجاز 6 من عناصر الأمن الإسرائيلي داخلها. يذكر أن "جوفرين" تسلم مهام منصبه في الصيف الماضي، بعد أن طلب سلفه حاييم كورين مغادرة منصبه بسبب القيود الأمنية التي تُفرض عليه، مشيرًا إلى أن "جوفرين" يتحدث العربية بطلاقة، علاوة على أنه أصدر مقطع فيديو على موقع يوتيوب عند استلامه مهام منصبه، يقدم فيه نفسه للمجتمع المصري، ويعبر عن إعجابه بثقافتهم وتمنياته لمسار العلاقة بين البلدين. واعتبر التقرير، أن المشاكل الأمنية التي تواجه مصر حاليًا أكثر شدة من قبل، وبالتالي لابد من تضافر جهود الأمن من مصر وإسرائيل، خاصةً مع معارك مصر المستمرة لمجابهة الإرهاب المتمركز في شبه جزيرة سيناء، إلا أن المحلل السياسي أمين المهدي وضع احتمالية جديد لسحب السفير الإسرائيلي ألا وهي خلاف دبلوماسي في الكواليس بين البلدين، وليس لقلق أمني كما ادعى المسئولون.