مع بداية العهد الجديد للرئيس الأمريكي ترامب وبإجراءاته الجديدة المتسمة بالكراهية و العنصرية ضد الوافدين المسلمين العرب وغير العرب، بدأت ترتسم ملامح أمريكا جديدة ...أمريكا مخيفة ومنعزلة... أمريكا منحدرة نحو منعرج خطير وغير مألوف ولا مأمون العواقب...أمريكا متنكرة للحقوق والحريات وحقوق الإنسان والتعارف والتعاون الإنساني الطبيعي ، الذي طالما كتبته وبشرت به العالم و تغنت به في مواثيقها وبنود دساتيرها عبر تاريخ طويل..لا ندري كيف تكون ملامح التعامل مع الأجانب في العهد الجديد..ولا ندري كيف تكون صورة أمريكا بلد الحريات العقدية والفكرية ..هل تتراجع إلى الوراء وتنتكس الطريق الذي رسمته النضالات التاريخية ضد العنصرية والتفرقة العرقية والجنسية ، وتختار الطريق المتعرج عبر التخويف من الآخر و بسياسة غلق الأبواب والنوافذ وبناء الجدران . ---- كيف تنغلق دولة عظمى فجأة وبهذه الصورة وتعتبر دولا كاملة بشعوبها وحضارتها خطرا على أمنها القومي..هل يمكن أن يكون الإسلام الحضاري بعلمائه ومفكريه العرب وغير العرب خطرا على أمريكا وهناك آلاف المسلمين المتعايشين مع المسيحيين ومع الديانات الأخرى عبر مئات السنين دون أن يشكلوا أي خطر أو معضلة أو أزمة أو توتر ..ماذا بوسع الرئيس الجديد أن يفعل مع مليار مسلم في العالم هل يفكر بأنهم كلهم إرهابيون مفسدون وخطر وخارجون عن القانون والكون والحياة ..ثم ماذا عن المسلمين المتواجدين في مؤسسات الدولة الأمريكية وفي المجتمع الأمريكي هل يُنفون ويطردون خارج البلد وهم من ساهم في بنائه وتعايشوا مع بقية الشعب الأمريكي بكافة مكوناته. ----- هل تدري الإدارة الأمريكية الجديدة أنها بإجراءاتها المتسرعة والفجائية قد صادمت المجتمع الدولي، وساهمت في صنع صورة سلبية عن أمريكا العصر الجديد..وتنكرت لنضالات الشعوب في سبيل التعاون والتسامح ..وتجاهلت للمواثيق بين الدول المبنية على الانفتاح وتقبل الثقافات وتنقل الأشخاص ومحاربة العزلة والانغلاق والتطرف والعنصرية والكراهية بين الشعوب ..هل تدري الادارة الجديدة مدى الدهشة التي خلفتها القرارات الأخير ة تجاه اللاجئين و المهاجرين أو الزائرين..أليست أمريكا وطن بُني على الهجرة والمهاجرين ..والكثير من الأمريكيين اليوم في الأصل هم مهاجرون ومن القارات الخمس ..هل فعلا أمريكا اليوم دخلت في نفق مظلم بفعل ما اتخذته الإدارة الحالية من إجراءات وقرارات خطيرة وجائرة تُعكر العلاقات الدولية المضطربة أصلا بفعل التدخلات الدولية وصراع المصالح والتضارب بين كبرى الطموحات التي لا تُولي للشعوب المقهورة أدنى اهتمام. ** كاتب جزائري ...