(1) عجبا.. نقلق ونحزن ونرتجف ونغضب وننتفض لهزائمنا الرياضية ولا ننطق ببنت شفة ولا تتحرك فينا شعرة ولا يرف لنا جفن واحد لهزائمنا الحضارية والتعليمية والتنموية والاقتصادية والثقافية .. مع أنّ هاته من تلك.. فما الإخفاق الرياضي سوى صورة عن الهزيمة والتراجع الحضاري الشامل فمتى نلتفت لأحوالنا ومشاكلنا وتحدياتنا بعين الحقيقة والصرامة والجدية والشمول والاتزان. (2) نظرتنا للمشاكل والأزمات دوما نظرة واحدة ..ننظر بعين المشكلة والمأزق لا بعين الحل والأفق ..كل مشاكلنا موجودة في العالم ولها شبيهاتها في كل بقعة من الأرض .. ولها الحل الأمثل أيضا..فإما أن نضرب على أدمتنا ونحفر عميقا لنجد ونبدع الحلول التي تليق بنا ، وإما أن نبقى ندور في دوامة الفراغ وإنتاج الفراغ ..فقط هناك العقل السليم المتزن والتفكيرالمنطقي والعبقرة في إسقاط الحلول على ما يناسب بيئتنا وهويتنا ومصالحنا ومبادئنا أيضا..العبقرية دوما موجودة ..موجود في مكان ما ..في إنسان ما ..في تفكير وفكرة ما ..ما علينا سوى البحث واستفراغ الجهد وعدم الاستسلام للواقع واليأس والإحباط..ومتى سلكنا هذا النهج القويم الصعب الممتنع في الاقتباس من الآخر سننسج لا محالة رؤيتنا وطريقتنا في تذليل العقبات التي تكبلنا والحواجز التي تقهرنا..لا أن نبقى ننتج ونراكم المشاكل ونؤلف من المشكلة ألف مشكلة أخرى، في رحلة من التيه لا حد لها ولا هداية . (3) أمة تنفق جل أوقاتها في الصراعات والمناكفات والحوارات الفارغة ..أمة يصعب عليها فهم المستقبل ورهاناته وتحدياته..كف ننفق كل هذا الكم الهائل من الكلام والكلام المضاد في مواضيع لا طائل منها سوى سب فلان ..وشتم علان ..وتخوين الآخر ..هل هذا الطريق يؤدي إلى إنتاج مفيد لأمة تبحث عن منافذ لتنهض وتؤسس للمستقبل ..هل هذا يدل على التيه أم على الرشاد ... على الحكمة أم على الحماقة .. هل هذه هي طريق المجد أم ترانا نكذب على أنفسنا ونكرر الهزائم والخيبات الجديدة ..هل أخطأنا الطريق أم نتعمد عدم الوصول إليه عن سبق إصرار وترصد . ...تولانا الله برحمته.. .. كاتب جزائري