من حين لآخر، يطل الكاتب الصحفي شريف الشوباشي ليتحدث عن عدم فرضية الحجاب، وعلى الرغم من تعرضه لهجوم شديد من جانب الرافضين لدعوته، إلا أنه طالب اليوم عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بعمل لجان توعية في كافة إحياء الجمهورية لتوعية النساء بعدم فرضية الحجاب . وقال الشوباشي ل"المصريون"، إن "فكرة اللجان جاءت له من خلال ما فعلته الجماعات الإسلامية منذ أن دأبت قبل 30عامًا على نشر الحجاب من خلال مجهودات خفية وجماعية، الهدف منها تشجيع البنات على ارتداء الحجاب"، مشيرًا إلى أن "هذه الجماعات هي من أرغموا النساء على ارتداء الحجاب ومن كانت لا ترتديه كانت تشوه ويطلق عليها ألفاظ نابية"، حسب زعمه. وعن سبب عودته للتحدث عن فكرة خلع الحجاب بالرغم من الهجوم الحاد الذي لاقه جراء طرح الفكرة من قبل، أوضح الشوباشي أنه لديه "أفكار تنويرية" يريد أن يطرحها على المصريين ليعرف حقيقة ما يعتقده. وأشار إلى أنه لا يوجد في التاريخ كله شخص طرح أفكار تنويرية إلا ولاقى هجومًا عنيفًا، مدللاً على ذلك بما حدث مع محمد عبده ورفاعى رافع الطهطاوي في فترة من حياتهما، بشأن أفكارهما التي كان البعض يعتقد غير صحيحة. وأوضح أن "الإسلام دين وليس نظرية سياسية قابلة للتطبيق"، معتبرًا أن "الجماعات الإسلامية هي من ربطت بين الدين والسياسة". وزعم الشوباشي مع العديد من الأساتذة بجامعة الأزهر، "كانوا متفقين معي بنسبة 100% في عدم فرضية الحجاب في الإسلام"، وفق قوله. بدوره أكد الدكتور عبدالحليم منصور، رئيس قسم الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون جامعة الأزهر فرع المنصورة، أن الحديث عن عدم فرضية الحجاب وتشكيل لجان إلكترونية بالمحافظات لإقناع السيدات بعدم فرضيته، مخالف للدلائل القرآنية والسنة النبوية المشرفة. وأضاف ل "المصريون"، أنه "لا يوجد تواصل بين بعض علماء الأزهر الشريف والقائمين على تلك الحملات التي تسعى للتشكيك في فرضية الحجاب"، مشيرًا إلى أن الغرض من ذلك هو تشكيك الناس في مؤسسة الأزهر وفقدان الثقة فيها من خلال نشر شائعات مغرضة. ولفت إلى أنه "في العصر الحديث يمكن القبول بعدم فرضية النقاب، أما الحجاب فهو فرض لأنه يستر عورة المرأة بشكل كبير ويحافظ على وقارها، واستقر على حكمه منذ عصر الرسول صل الله عليه وسلم حتى وقتنا هذا، حسبما جاء في الكتاب والسنة المطهرة". وأوضح أن "الحديث عن فرضية الحجاب لن يفيد المجتمع بشيء بل إنها يساعد في انحلال المجتمع وفقدان الثقة في ثوابته، وهناك أشياء أخرى أولى بالاهتمام مثل مشاكل المجتمع والأزمات الاقتصادية والتعريف ببعض المخاطر التي باتت هينة عند الناس، منها على سبيل المثال وليس الأزهر نسبة الطلاق الكبيرة التي تتسبب في تشتيت الأسرة وهدم كيان المجتمع". وشدد على أن ما يحدث من حملات شأنها إثارة البلبلة في الشارع المصري، والتشكيك في مؤسسة الأزهر وقوامها، الثابت، مؤكدًا عدم وجود أي شكاوي من نساء مصر باعتباره قيدًا على المرأة أو عائق لحريتها. وأكد أن هناك جهات مختصة قادرة على توضيح الأمور ووضعها في نصابها الصحيح وليس لجهة جاهلة بعلم تلك الأمور أن تقدم على تشويه الحقائق ونشر الفواحش في المجتمع. وقال عبدالحليم، إن مؤسسة الأزهر تتعرض إلى حملات تشويه وهجوم إعلامي ممنهج وفج على الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، رغم دوره البارز على مستوى العالم الإسلامي الذي يشيد به القاصي والداني. واتهم الجماعات الإرهابية والمتطرفة بأنها "أكبر المستفيد من تدمير الأزهر وفقدان ثقته لدى المصريين، لأنه سيفتح المجال للفتاوى المتشددة والمتطرفة بعد إسقاط منهج الأزهر الوسطي المستنير"، معتبرًا أن "أي شخص يهاجم الأزهر وثوابت الدين يخدم الجماعات الإرهابية".