د.حسن الشافعي: الحجاب «قرار حر» للمرأة المصرية منذ الثمانينيات د.مختار مرزوق: الحجاب فريضة بنص قرآني صريح لا يقبل التأويل د.ليلي صبحي: دعوات خلع الحجاب تطلقها قلة مأجورة لمحاربة الإسلام «البناء والتنمية»: محاولة لإلهاء الناس عن القضايا الجوهرية والأزمات اليومية أثارت دعوة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي لمليونية "خلع الحجاب" بميدان التحرير خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل الحالي ردود فعل غاضبة في الشارع المصري عقب إطلاقها، وتباين توصيف رجال الدين والمفكرين والمواطنين لتلك الدعوة، مع التأكيد على أن الحجاب فريضة شرعية لا يصح التخلي عنها، وأن مثل هذه الدعوات انتشرت بسبب الجهل بالدين وعدم الوعي. شبكة الإعلام العربية "محيط" تواصلت مع عدد من مختلف شرائح المجتمع المصري، وسألتهم عن فكرة "الشوباشي" فجاءت الردود على النحو الذي تكشفه السطور التالية. شريف الشوباشي على المستوى الشعبي أثارت مليونية خلع الحجاب جدلًا واسعًا ما بين مؤيد ومعارض، فمنهم من ارتأى أنها سبيل للخلاص من القيود، ومنهم من اعتبرها دعوة فاشلة. وقالت عبلة عادل "24 عاما، غير محجبة" إن فكرة خلع الحجاب مرفوضة شكلًا وموضوعًا لأنه فريضة دينية، مضيفة: "أنا مش محجبة ولكني أتمنى أن يهديني الله للحجاب، وأنا لست مع أن تتخلى البنت المحجبة عن فريضتها". «سيلفي الحجاب» المعارضون لفكرة "خلع الحجاب" في التحرير سرعان ما أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر" و"فيس بوك" وخصصوا "هشتاج خاص" للدفاع عن الحجاب، بعد أن أصبح الهشتاج الوسيلة الأفضل التي يلجأ إليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي للتعبير عن رفضهم أو تضامنهم مع فكرة ما، وهذا ما فعلته داليا عطية التي دشنت "هشتاج" يحمل اسم "#سيلفى_الحجاب"، دعت من خلاله نساء وفتيات مصر المحجبات إلى التجمع يوم 3 مايو لالتقاط صور سيلفي بالحجاب ردًا على دعوة شريف الشوباشي. دالبا عطية وكتبت داليا على صفحتها في الفيس بوك: "ردًا على ما قاله الشوباشي في حق فتيات وسيدات مصر، أعلننا نحن الفتيات المحجبات يوم 3 مايو التجمع لأخذ صورة جماعية بالحجاب بعنوان "سيلفى الحجاب بميدان التحرير". وأوضحت أن هناك الكثير من الشباب يدعمون الفكرة ويرغبون في المشاركة، ولذلك اقترح البعض أن يرتدى كل شاب "كاب" دعمًا منه وتضامنا مع الحجاب. وفي نفس السياق انتشر العديد من الهشتاجات التي ترفض الدعوة وتتضامن مع الحجاب، منها "#حجابى_وقاري"، و"#مسلمة_فخورة_بحجابي". «زوبعة فنجان» الدكتور حسن الشافعي عضو هيئة كبار العلماء وصف دعوات خلع الحجاب التي أطلقها الكاتب شريف الشوباشي بأنها "مجرد زوبعة فنجان"، مضيفا أن "الحجاب كان قرارا حرا من المرأة المصرية في الثمانينيات والتسعينيات ولا فضل لأحد عليها فيه، لا جمعية ولا حزب ولا عالم". د. حسن الشافعى وقال الشافعي، إن المرأة المصرية ستبقى على ما اختارت لنفسها وهو الرجوع لأصالتها وتميزها عن مثيلتها الأوروبية، وأن من يقول غير ذلك فهو كلام لا قيمة له. أما الدكتور مختار مرزوق، عميد كلية أصول الدين بجامعة الأزهر فرع أسيوط، فأكد أن هذه الدعوة لا تصدر من مسلم ملتزم بإسلامه، موضحًا أن الحجاب فريضة مصداقا لقوله تعالي:(يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن..). واعتبر "مرزوق" أن ظهور مثل هذه الدعوات يأتي نتيجة للجهل بالدين وتطاول البعض عليه، داعيًا إياهم للرجوع للنص القرآني في قوله تعالى: (وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن..)، فالمراد بالخمار في الآية هو غطاء شعر الرأس وهذا نص من القرآن صريح ودلالاته لا تقبل التأويل بمعنى آخر. قلة مأجورة وفي ذات السياق، اعتبرت الدكتورة ليلي صبحي أستاذ الأخلاق الإسلامية بكلية البنات جامعة عين شمس، أن دعوة مليونية خلع الحجاب هدم للتقاليد الاجتماعية والدينية والأخلاقية التي نشأ عليها المجتمع، وأن الفكرة تهدف لهدم الدين الإسلامي والوعي الأخلاقي لدى الكثير من الناس. ولفتت إلى وجود دعوات غربية لمحاربة الإسلام تتجسد في صور كثيرة، منها دعوة خلع الحجاب التي يروجها تيار جديد من العلمانيين وأضرت بالمرأة المصرية نفسها، داعية إلى التصدي لها عن طريق زيادة الوعي الديني والأخلاقي والتربوي. وأكدت أن الدعوة ل"خلع الحجاب" ستفشل فشلًا ذريعًا، وأن من يدعم تلك الفكرة هم قلة قلية مأجورة، بينما الأغلبية ترفض الفكرة، مشيرةً إلى أن المرأة المصرية اختارت أن ترتدي الحجاب ليس عن قهر أو غصب وإنما بكامل إرادتها. إلهاء الشعب وفي رده على تلك الدعوات قال حزب البناء والتنمية الذراع السياسي للجماعة الإسلامية، إن هناك بعض الدوائر تستغل حالة الصراع الموجودة بالوطن لممارسة التشكيك في ثوابت الدين والطعن على أحكامه بغية توهين ارتباط المصريين بدينهم. وأوضح أن البعض يستغل ذلك لإلهاء الشعب المصري عن قضاياه الجوهرية وأزماته اليومية ومطالباته بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية". وتابع الحزب، في بيان له، إنه رفض مقترح لمظاهرة مليونية للدعوة لارتداء الحجاب، لكونه يعلم أن المصريات بمختلف أطيافهن سيردن على ذلك من تلقاء أنفسهن.
