صحيفة الشرق الأوسط السعودية التي تصدر في لندن ، أجرت حوارا ما الشاعر السوري "أودنيس " في عددها 9/12/2005 .. الحوار أثار استغرابا بين من اطلعوا عليه ، و هم بحسب خبرتي قلة قليلة جدا .. بسبب نخبوية الرجل و خطابه و لغته و مفرداته الغامضة و كان أطرف تعليق لقارئ نشرته "العربية نت" التي أعادت نشر الحوار .. يقول :" يا ناس الذي فهم المقال أعلاه يشرحه لو سمح وياريت يكون الشرح مع معجم لتوضيح المصطلحات أعلاه !!وشكرا" و تعليق آخر أكثر طرافة يقول :" اللهم احفظ المثقفين والمثقفات وامحق الجاهلين امثالي والجاهلات اللهم احفظ كل من خربش وشخبط بالقلم على القرطاس ولا تبقي على الرعاع ما بين تطوان الى الخليج والفنطاس اللهم شنٌف اسماعنا برقيق الشعر وعفيس الكلام وبلٌغ دليل الماعز والغنم في البر بليغ السلام اللهم كثر امثال بيكاسو و زدٌ من داهني وصابغي الورق والقماش وقلل بيننا النسوان والأغنام بين الأكباش حتى يسود الفهم بيننا وتنعدم اشكال الأوباش وعليكم رحمة الله وبركاته" هذا .. من ناحية لغة "الحداثة" التي استنها ادونيس و من هم أقل منه مكانة و اهتماما ب"الموضة" و "التقاليع " الأدبية و الفكرية الغربية . وكنت قرأت ل للأديب الكبير محمد الماغوط ، منذ أكثر من عشر سنوات ، أنه في مستهل حياته الفكرية و الأدبية .. رفضت كل المجلات و الصحف اللبنانية و السورية نشر أي من أعماله التي أرسلها إليها .. فلجأ إلى حيلة ذكية .. إذ ذيل آخر رسالته باسمه مضافا إليها لقب "دكتور" .. و لأننا أمة شهادات لا ابداعات حقيقية .. نشروا و لأول مرة له " قصيدة شعرية" ببركة لقب "دكتور" الذي اضطرالماغوط إلى انتحاله اضطرارا حتى يحترمونه و ينشرون له بعد ان استنفذ كل الطرق المشروعة للنشر . و في بداية عملي الصحفي ، نصحني كاتب كبير بقوله و هو يضحك :" كلما كنت أكثرغموضا .. كلما باتت أعمالك أكثر احتراما و أكثر وزنا و تجد سبيلها إلى النشر بسهولة .. و سيعتبرونك عبقريا .. و أن الغموض سيفسر بأنه دليل على علو همتك و عمق افكارك التي تستعلي على الفهم و الادراك بسهولة .. و ان الرمزية فيها هي سنام عبقريتك و ألمعيتك" ! و عملت بنصيحة الكاتب العبقري الذي فهم "عقدة نقص" الكثير من "كبار" المثقفين العرب .. و فوجئت بأن مقالاتي التي الجأ فيها إلى استخدام لغة و مفردات غامضة تشبه الطلاسم و رموز كتاب الاحجبة و السحرة .. كانت تفرد لها الصفحات الطوال في كبرى الصحف العربية التي تصدر في عواصم الحداثة و التنوير !! و منذ ثلاث سنوات مضت نشرت الصحف فضيحة فجرها فنان العربي .. عندما حمل لوحة ادعى لمن عرضها عليهم أنه رسمها .. من بينهم كبار النقاد الحداثيين العرب و ذكر منهم أسماء كبيرة لا أريد ان أذكرهم الآن لحرصي على عدم احراجهم مجددا .. و طالبهم أن يعلقوا عليها .. كتابة .. فأنزلوها منزلة ابداعات كبار فناني العالم المشهورين .. ووصفوها بأنها ثورة حداثية في عالم التعبير الفني .. وأنها انقلاب في تاريخ الفن .. سيعيد كتابة تاريخ الابداع الفني من جديد .. ! و كانت المفاجأة مدوية و فاضحة .. عندما كشف صاحب اللوحة أن الذي رسمها ليس هو .. و إنما "قرد" يقتنيه في بيته !.. أحضر له لوحة كبيرة .. و عددا من عبوات الألوان المختلفة و تركه يعبث بعشوائية بالالوان على اللوحة .. لتصبح مجرد شخبطة لامعنى لها .. رسمها "حيوان " لا "فنان " .. ومع ذلك انزلوها منزلة فاقت في ابداعها كل ما رسمه بيكاسو .. !! إنه الغموض في الرسم .. و السفسطة الغامضة في الكتابة . إنها دليل كل باحث عن الشهرة حتى و إن كان قردا ! [email protected]