ما أكثر المحاولات الخبيثة التى قامت لهدم اللغة العربية ، وهى محاولات ارتبط أغلبها فى وجودها بحركات التنصير والاستشراق ، وتولى كِبْرَها كثير من العلمانيين الذين ساروا على درب المنصّرين والمستشرقين بالوعى أو باللاوعى ، ومن هذه المحاولات التى نجح بعضها ، وباء بعضها الآخر بالإخفاق : 1. زرع اللغات الأجنبية - والإنجليزية بخاصة - ومزاحمتها للغة العربية الأم ، حتى انفردت دون العربية بالتدريس ، كما نرى فى كليات الطب ، والهندسة بجمهورية مصر العربية . بل رأينا مَن يباهى بإنجليزيته ، مع أن العربية فيها الغِنَى والغناء ، وقد سمعت أحد الأساتذة الجامعيين فى برنامج تلفازى وهو يقول : "إن المكتبات الجامعية very very poor . وكان يغنيه أن يقول : إن المكتبات الجامعية فقيرة جدًّا ، ولكنه الغرور والتنطع ، ولعن الله المتنطعين" . 2. الانتصار للعاميات بإنشاء معاهد وأقسام مستقلة لما يسمى بالأدب الشعبى . وكثير من الأساتذة الجامعيين يؤدى شرح دروسه بالعامية الساقطة ، حتى دروس الأدب العربى والنقد ، وذلك بعجز هؤلاء عن الشرح بالعامية الفصيحة . 3. محاولة الهدم بدعوى تسهيل اللغة العربية ، وقد أخذت هذه الدعوى أو هذا الادعاء صورتين : الأولى : المناداة بإلغاء الإعراب ، وتسكين أواخر الكلمات . الثانية : اختصار حروف الأبجدية (بمعنى أن يكون للحرف صورة واحدة فى الكلمة ، سواء أكان موقعه فى أولها أو وسطها أو نهايتها). 4. تغليب العاميات فى وسائل الإعلام ، وأسلوب الأداء فى التدريس . وقد وجدنا القائمين على وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية نَدُرَ منهم مَن ينطق النطق الصحيح السليم . وأغلبهم لا يميزون بين همزة الوصل وهمزة القطع . ومن الأمثلة فى هذا السياق رأينا مَن يسقط فى الخطأ التالى : "قام وفد من السائحين بزيارة الآثار المصرية نحن نحرص على سلامة ، اللغة العربية" . "تمكن فريقنا من إحراز النصر" ، فيخلطون بين همزة الوصل وهمزة القطع ، وهو خطأ فادح" . وإنقاذ اللغة العربية من الهوة التى تردت فيها يحتاج إلى جهود مكثفة يبذلها أهل العلم والتخصص حتى يحقق الأمل المنشود . وليس هذا على الله ببعيد . [email protected]