ترسل الإدارة المركزية لشئون الصيادلة بوزارة الصحة والسكان غدًا الأحد، إخطارًا بالتسعيرة الجبرية ل3010 أصناف دوائية، ليطبق هذا القرار على جميع الأدوية المنتجة أو المستوردة. ويبلغ عدد أدوية الأمراض المزمنة التي أقرت عليها الزيادة 619 دواء أي نحو 5% من الأدوية المتداولة في مصر . وهذا القرار تسبب في حالة من الغضب بين الصيادلة، الذين تعجبوا من القرار وتساءلوا كيف يتعاملون مع المرضي بسعرين سعر وزارة الصحة وسعر شركات الأدوية الخاصة. وفى هذا السياق قال محمد هاشم طيب صيدلي، إن قرار التسعيرة الجبرية الجديد خطير للغاية و"كشف مساندة وزارة الصحة لشركات الدواء". وتساءل "محمد" في تصريحات خاصة ل"المصريون": "كيف الصيادلة يبيعون الدواء بسعرين واحد بتسعيرة جبرية والثاني بتسعيرة شركات الدواء؟!، ونحن لم نفق من التسعيرة القديمة". وتابع: "شركات الدواء بهذا القرار وضعت الصيادلة في وش المدفع مع المريض، لأن المريض لا يصدق أن الزيادة آتية من شركات الدواء ووزارة الصحة". واستكمل: "الدكتور مالك الصيدلية التي نعمل بها، قرر غلق الصيدلية من غدٍ بسبب الخسائر المالية المتلاحقة نتيجة قرارات وزارة الصحة". وأضاف: "بجانب عملي في الصيدلية أعمل تبع وزارة الصحة مع الحكومة، وصدر لنا قرار من الوزير نفسه بالنزول الشارع غدًا الأحد بعربات محملة بالأدوية حتى نفشل إضراب الصيادلة، والصيدلي الذي يمتنع عن هذا سيتحول للتحقيق". وأكد الطبيب الصيدلي أن المستفيد الوحيد من هذه التسعيرة شركات الأدوية التي تدعمها وزارة الصحة. ومن جانبها قالت وكيل النقابة العامة للأطباء الدكتورة منى مينا، إن القرار يعكس عدم وجود سياسة دوائية حقيقية في مصر. وأشارت "مينا" في تصريحات صحفية: "استمرار هذه السياسات معناه إفلاس شركات الدواء الصغيرة ثم الأكبر منها، وبعض خبراء الدواء توقعوا فى ورشة عقدتها النقابة، سيطرة الشركات متعددة الجنسيات على سوق الأدوية فى مصر خلال 10 سنوات، ما سيؤدى لرفع تكلفة الدواء بشكل كبير، وسيكون له آثار خطيرة على الوضع الصحى فى مصر". وحول الزيادات المقررة قالت "مينا"، إن الزيادات جاءت عشوائية ولا توضح الأصناف الخاسرة من الرابحة، وأنه تم رفع النسبة الأكبر من سعر الأدوية المستوردة والأعلى مبيعًا. واستطردت: "الشركات العملاقة غنية جدًا وعملاقة ولم تتأثر بارتفاع سعر الدولار مثل الشركات الوطنية، فأين الكلام الذي قلناه عن دعم صناعة الدواء المصرية ودعم شركات قطاع الأعمال المتعثرة؟". وأضافت: "القرار هيخلى الشركات تركز فى إنتاجها على الأصناف اللى رفعت سعرها، وستظل الأصناف الناقصة كما هى كوسيلة ضغط لزيادة أسعارها خلال الموجة القادمة من الزيادة بعد عدة شهور". كما أكد محمد السعودي، وكيل نقابة الصيادلة الأسبق، أن قرار التسعيرة الجبرية الجديد المتضرر الوحيد منه الصيادلة والمرضي، والفائز الأكبر شركات الأدوية. وأشار، أن هذا القرار سوف ينجم عنه الكثير من المشكلات بين الصيدلي والمريض. حدثت في الفترة الأخيرة الكثير من الخلافات والمنازعات بين الحكومة والصيادلة بسبب غلاء أسعار الدواء ونقصه في الأسواق، حتي وصل المطاف إلي قرار الاعتصام من قبل الصيادلة. ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قرر وزارة الصحة وضع تسعيرة جبرية علي الأدوية، مما أشعل غضي الصيادلة أكثر من السابق.