اعتبر سياسيون وخبراء أن قرار هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية باستمرار تقديم المعونة لمصر وتغاضيها عن شرطها التحول الديمقراطى جاء وفقًا لمصالحها الخاصة، والتى تستهدف ضمان السيطرة على مصر واستخدام المعونة كورقة ضغط تخدم أهدافها فى أى وقت. وقال الدكتور جمال عبد الجواد، الخبير السياسى، إن تراجع الولاياتالمتحدة عن قرارها برفض منح مصر المعونة الأمريكية إلا بعد تقديم خطوات جادة بشأن التحول الديمقراطى سيضعف موقفها أمام دول العالم، خاصة مع الانتهاكات الصريحة التى حدثت مؤخرًا ضد المنظمات الحقوقية وضد الديمقراطية. وأشار إلى أن واشنطن لا تنظر إلا إلى مصالحها الشخصية خاصة، أن ضمان السيطرة على مصر يحقق أهدافها فى المنطقة كلها. فيما اعتبر الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الزقازيق، أن تراجع الولاياتالمتحدة عن قرارها بشأن وقف إرسال المعونة أمر طبيعى، مشيرًا إلى أنه من مصلحة أمريكا الاستمرار فى إرسال المعونة إلى مصر لاستخدامها كآلية من آليات الضغط والسيطرة على مصر. وقال زهران إن استمرار المعونة الأمريكية لمصر مرتبط فى الأساس بمعاهدة كامب ديفيد وليس بالتحول الديمقراطى، إلا أن بوش الابن عندما تولى الحكم أضاف بند التحول الديمقراطى، مشيرًا إلى أن تغاضى أمريكا عن هذا الشرط جاء لاعتبار مصالحها الخاصة. وأشار زهران إلى أن أمريكا تدفع دائمًا بمصر للاقتراض من الخارج ومن صندوق النقد الدولى لضمان تقييدها واستمرار ضعفها حتى لا تصبح قوة تهدد مصالحها. من جهته قال الدكتور جمال حشمت عضو مجلس الشعب إن تصريح كلينتون باستمرار إرسال المعونة ليس قرارًا خاصًا لأن إرسال المعونة إلى مصر مرتبط باتفاقية دولية كما أن ليس من مصلحة الولاياتالمتحدة أن تمنع المعونة حتى تضمن سيطرتها على مصر. وأكد أن إرسال الولاياتالمتحدة للمعونة لم يعد مرتبط فقط بالاتفاقيات الدولية ولكنه أصبح أمرًا مرتبطًا بمدى سيطرة أمريكا على مصر وبالتالى على الشرق الأوسط كله والاستفادة من خيراته دون قلق.