"شبيحة" النظام السورى يحرقون الناس أحياء فقد أحرقوا قبل أيام قليلة أربعة شباب وهم أحياء أحدهم طالب جامعة وثلاثة طلاب ثانوية، وقطعوا أصابع شاب خامس.. بل وتعدى الأمر الإجرامى إلى قطع رقاب الشباب فى منظر لم تعهده جرائم عتاة البشر من الصهاينة والملاحدة والكفرة المردة من بنى البشر. نعم مر على المسلمين أيام وليال سوداء شاب منها شعر الوليد على يد شارون- لا طيب الله ذكره- فى مذابحه الشهيرة فى "صبرا وشاتيلا"، وغيرها، وما فعله غيره من أبناء صهيون ولايزالون يفعلونه، يصادم الإنسانية العاقلة والطبائع البشرية الراقية، ومر على المسلمين من الصليبيين فى المسجد الأقصى ما جعل خيول "عباد الصليب" تخوض فى دماء قتلى المسلمين حتى الركب.. لكن ما يفعله شبيحة النظام السورى جمَّل وجه الصهاينة، كما أنه جمل وجه الصليبيين، إذ كيف نلوم هؤلاء وهم أعداؤنا ويتربصون بنا الدوائر وحربهم لم ولن تنتهى معنا إلى يوم القيامة، وقد فعل بعض أمة محمد بأمة محمد ما يندى له جبين الإنسانية كلها فى مدن (حمص وحماه ودرعا) وبعضا من أجزاء دمشق نفسها؟! إن الذى يفعله شبيحة سوريا وما فعله ويفعله بلطجية مصر يختلفان ويلتقيان، يخلتفان لأن الشبيحة فى سوريا وسائل وجنود وأسلحة نظام قائم، والبلطجية فى مصر مارسوا ذلك من تلقاء أنفسهم أو ورثوا أعمال البلطجة عن آبائهم الأولين، واستخدمهم النظام المصرى السابق وهو يدافع عن عرشه المتهالك كأسلحة ضد الشعب، أى حرب الشعب بالشعب، على أن الشبيحة والبطجية يلتقيان فى أنهما أبناء شوارع، وأناس من أراذل الشعب وأخلاقهم من سفساف الأخلاق، لذا فهم يرتكبون الآثام وينتهكون الأعراض ويسفكون الدماء ويقطعون الرقاب حسب ما يحلو لهم، وحسب مايوحهون به؛ لأنهم آمنوا العقوبة فأساءوا الأدب.. إن كانت الأممالمتحدة- بجلالة قدرها- وحزب "الناتو" بعسكره وجنوده وقواته وعدته وعتاده، لم يحرك ساكنا، كما حرك فى ليبيا مثلا ولم نعد نسمع عن الولاياتالمتحدةالأمريكية (شرطية العالم) صوتا إلا خبرا لا نعلم مدى صحته أن طائرات أمريكية حامت حول سوريا فى طلعة يتيمة لم تكررها وتصريحات جوفاء لخارجيتها هنا وهناك لم تترجم لعمل شىء ضد الأسد ونظامه وشبيحته. قد تكون أمريكا معذورة لأنها لاتريد الدخول فى حرب مع سوريا والصين اللتين تساندان سوريا على طول الخط، وإلا فمصانع السلاح لمن تدور مكائنها وتزفر مداخنها، ولمن تنتج أسلحتها ومدافعها وقذائفها؟ ولمن تسوق لها إلا للمسلمين؟؟ ولن تدخل أيضًا فى طرف مع إيران عدوها اللدود وهى ترى أن إيران تحتضن سوريا ولن تتخلى عنها والآن سوريا تستمد قوتها من قوة إيران فى المنطقة؟ لكن العالم الإسلامى الكبير والطويل والعريض أيضا ما حجته فى أن يقف مكتوف الأيدى لا يحرك ساكنا سوى تصريحات تتلوها تصريحات نارية وعنترية ثم تخمد وتموت كما تموت الناس فى سوريا صمتًا.. هل ينتظر العالم الإسلامى أن تبادر أمريكا بالمعركة ضد الأسد، فتطلب منا دفع الفاتورة فنلب الطلب وندفع "بالتى هى أحسن"؟ فإن صمتت أمريكا عن القضية السورية صمتنا واستمسكنا بشعار"السكوت من ذهب"؛ لأن كلامنا وتصريحاتنا أصبحت "فضة"، وللأسف "فضة مغشوشة"؟؟ لا أملك إلا أن أدعو الله قائلا: اللهم عليك بالشبيحة والبلطجية فى كل مكان وزمان، وكل مصر وعصر وكل بلد تستباح فيه بيضة المسلمين وحرماتهم.. لا تبخلوا بكلمة "آمين" فهذا أضعف الإيمان. ◄ دمتم بحب [email protected]