على مدار ال48 ساعة الماضية، شهدت جماعة الإخوان المسلمين، حرب تكسير للعظام بين طرفي الأزمة، وصلت ذروتها لانقسام معلن، وتشكيل مكتب إرشاد جديد من قِبل جبهة المتحدث (المُقال من القيادات التاريخية) محمد منتصر. وفيما كشف المتحدث الشاب منتصر، وهو اسم حركي لأحد شباب الإخوان في الداخل، عن تغييرات وانتخابات جديدة في صفوف التنظيم، نفى المتحدث الرسمي للجماعة طلعت فهمي، المحسوب على جبهة "الحرس القديم" بزعامة نائب المرشد محمود عزت، إجراء أي انتخابات أو تغيير في صفوف الجماعة. الأزمة التي كانت نار تحت الرماد، سريعا ما عاودت الاشتعال، أمس الأول الاثنين، إثر إعلان "منتصر" المتحدث تكوين مكتب إرشاد موازٍ بخلاف المسيطر حاليًا والمتمثل في القيادات القديمة وعلى رأسها القائم بعمل المرشد الحالي محمود عزت والقادة التاريخيين للجماعة. وفي بيان له، قال منتصر إن "مجلس شورى الإخوان عقد اجتماعا بالقاهرة لبحث قرارات مهمة، أبرزها إعلان استقالة اللجنة الإدارية العليا، وإجراء انتخابات قاعدية داخل صفوف التنظيم وانتخاب قيادة جديدة. وأعلن منتصر 3 قرارات، الأول: احتفاظ محمد بديع بموقعه كمرشد عام للجماعة، وكذلك احتفاظ جميع أعضاء مكتب الإرشاد في السجون بمواقعهم، والثاني: الفصل بين الإدارة التنفيذية للجماعة الممثلة في مكتب الإرشاد والهيئة الرقابية التشريعية الممثلة في مجلس الشورى العام، والثالث: انتخاب مجلس الشورى من بين أعضائه رئيساً ووكيلاً وأميناً عاماً. وفي المقابل، نفى طلعت فهمي المتحدث باسم الجماعة "جبهة الحرس القديم"، ما قاله منتصر عن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة داخل مصر. وقال في بيان، إن "منتصر تم إعفاؤه من مهمة المتحدث الإعلامي في 14 ديسمبر 2015، وبالتالي فهو لا يمثلها ولا يتحدث باسمها من قريب أو بعيد". فهمي المقيم في تركيا، شدد في بيانه، على أن المتحدثين باسم الجماعة هم: القائم بأعمال المرشد العام (محمود عزت)، ونائب المرشد العام (إبراهيم منير)، ورئيس اللجنة الإدارية العليا (محمد عبد الرحمن)، والأمين العام (محمود حسين)، والمتحدثون الإعلاميون. وتشهد جماعة الإخوان المسلمين، حاليًا، خلافات داخلية، وصلت ذروتها ديسمبر الماضي، عقب إعلان مكتب الإخوان المسلمين في لندن، إقالة المتحدث الشاب محمد منتصر (اسم حركي مقيم داخل مصر)، من مهمته كمتحدث إعلامي باسم الجماعة، وتعيين طلعت فهمي (56 عامًا) متحدثًا جديدًا بدلًا منه.