حالة من الصمت شابت مشهد الدعم الإماراتي لسد النهضة منذ بدايته حتى اللحظات الأخيرة المتمثلة في الزيارات الأخيرة، في وقت تعالت فيه الاتهامات لزيارة السعودية بالعند والمكايدة ضد مصر.. جعلت التساؤلات تتزايد وعلامات الاستفهام تزيد حول سر الصمت المصري على دعم الإمارات لبناء السد الإثيوبي وسط إشارات تنوه بأن الإمارات ضغطت على مصر لتوريطها في هذه البيان الثلاثي الخاص بالسد في ظل ما تتمتع به من نفوذ علي دوائر صنع القرار وجاءت زيارة أحمد الخطيب مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكي، الخميس الماضي، أديس أبابا، واقفًا وسط منشآت السد، لإعطاء إشارة لبدء التعاون في مجال الطاقة والزراعة وغيرها من المجالات مع النظام الإثيوبي آخر هذه المكائد واعتبرت مصر تلك الزيارة "مكيدة سياسية" ردًا على الموقف المصري الآخذ في التباعد مع المملكة منذ تصويت مصر لصالح المشروع الروسي في مجلس الأمن بشأن الأوضاع في سوريا، إلا أن السعودية من جانبها حاولت التقليل من تبعات الزيارة وتفقد مستشار الملك سد النهضة، بأنه تم في سياق تواجده بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وأن زيارة السد لم تكن مدرجة على جدول لقاءاته بإثيوبيا كاشفة عن تعاون مرتقب بين الرياض وأديس ابابا في مشروعات تجارية وزراعية وتوليد كهرباء. فيما اعتبرت الحكومة الإثيوبية أن زيارة مستشار الملك السعودي لإثيوبيا واجتماعه برئيس الوزراء هيلي ماريام ديسالين وعدد من كبار المسئولين في إثيوبيا، جاء للاتفاق على تشكيل لجنة مشتركة للتعاون بين البلدين في مجال الطاقة، حيث دعا رئيس الوزراء الإثيوبي المسئولين السعوديين إلى دعم سد النهضة مادياً، والاستثمار في إثيوبيا، وفوق ذلك الاتفاق على مشاركة المستثمرين السعوديين في مجالات الاستثمار المختلفة في أديس أبابا. ولم تكن هذه الزيارة المكيدة الوحيدة حيث سبق وأن استقبل رئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين في الرياض، ورد مسئولون سعوديون الزيارة لأديس أبابا لضرب مصر في عمق نهر النيل على حد وصف البعض وقتها. فيما ترجم البعض هذه المكائد بما شهدته الفترة الماضية العديد من الخلافات بين مصر والمملكة العربية السعودية، بعد حكم صدور حكم المحكمة الذى أقر بمصرية جزيرتى تيران وصنافير، بالإضافة إلى تصويت مصر فى مجلس الأمن لسعيد اللاوندى، خبير العلاقات الدولية، الزيارات الإماراتية والسعودية لإثيوبيا، قائلا: "لا يوجد زيارات إماراتية لإثيوبيا فالإمارات بريئة من هذه الشائعات. وأشار اللاوندى، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أن الإمارات كانت من بين الدول الممولة للمشروع في البداية بسبب سوء العلاقات بين مصر ودول الخليج في هذه الفترة ، لافتًا الى تراجع المارات عن هذا التمويل بعد إدراكها الخطر الذى سيلحق مصر جراء سد النهضة. وأضاف اللاوندى أن الإمارات لم تضغط على مصر للتوقيع على هذه الاتفاقية من البداية، مشيرا إلى أن قرارات مصر من رأسها ولن تخضع للابتزاز من الإمارات أو أى دولة فمصر في هذا الوقت وقعت على الاتفاقية لاستشعارها بالخطأ في حق أفريقيا والعلاقات بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الإثيوبي الجيدة وقتها كانت سببا اساسيًا في التوقيع على الاتفاقية . ونوه اللاوندى، بأن الزيارات السعودية لإثيوبيا جاءت في إطار العند المتبادل بين مصر والسعودية واصفا الزيارة بانها "مش بريئة"، لافتا الى أن السعودية بحثت مع إثيوبيا في هذه الزيارة إمكانية دعم السد فهى حرب معلنة وخفية في ان واحد وعلى مصر قبول ذلك واستيعاب رفضها الانسياق معصوبة العينين وراء السعودية. في حين يرى حسن نافعه، استاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة،أنه لم يصدر اى شجب من قبل وزارة الخارجية للزيارات الاماراتية او السعودية ، لافتا الى ان هذا يبرر حرص مصر على العلاقات مع هذه الدول رغم عدم ترحيبها بالزيارات . وأشار نافعة، في تصريحات ل"المصريون"، إلى أنه كان ينبغى التنسيق مع مصر بشأن هذه الزيارات، لافتًا إلى أن هذا التجاهل يبرر خلل في العلاقات التي لم تكن متينة بين مصر وهذه الدول. وأضاف نافعة، أنه قد تكون هذه الزيارات نوع من الوساطة عن طريق تنسيق غير معلن مع مصر ولكننا لا نمتلك معلومات للجزم بذلك، مشيرًا إلى أن الإمارات لم تضغط على مصر للتوقيع على هذه الاتفاقية انتفاء لوجود مصلحة وإذا افترضنا هذا الأمر يكون اللوم على مصر وليس الإمارات.