*لا أستريح للجمعيات الأهلية الممولة من الخارج لأسباب كثيرة أهمها الشك في نوايا الممول، وهذا رأي أعلنه من زمن. عندما تسلل الوهن إلى دولة مبارك في بدايات الألفية الثالثة، تسللت مراكز الدراسات وجمعيات المجتمع المدني وانتشرت كما تتوالد الأرانب، وبدا واضحا أنها تعمل وفق منظومة مخططة بدقة شديدة، تؤكدها حماية معلنة من الغرب، بل اذكر أن تقسيمها كان نوعيا.. بمعنى أن ترتبط الجمعيات المعنية بالثقافة والتعليم بفرنسا، وجمعيات البيئة والتنمية البشرية بدول بالاتحاد الأوروبي، أما الديموقراطية والحريات وحقوق الإنسان والنسوان فمفتاحها مع العم سام. وقتها كانت لي هذه التجربة والله على ما أقول شهيد.. اتصل بي رجل خريج معهد خدمة اجتماعية، وقال إنه يشكل جمعية للتنمية البشرية، والتمويل جاهز!!!.. ثم أطلعني على أوراق التأسيس، وقال انه اختارني لان فيها لقمة عيش ناعمة، وسوف ينصبني رئيسا لتحرير صحيفة الجمعية.. ثم اجتمعنا أنا وهو وشخص ثالث دبلوم صنايع قسم سباكة معادن لاختيار اسم للجمعية.. اقترحت اسم جمعية خدمة المجتمع، لكنه رفض وقال أين التنمية في الاسم؟ فقلت نسميها جمعية تنمية المجتمع، فرفض وقال وأين البشرية؟.. فقلت نسميها جمعية تنمية المجتمع البشري.. فقال لا.. الاسم جاهز جمعية "قمة الاهتمام بالبشرية المصرية".. المهم إنني ابتعدت، وبعد سنوات كان الرجل يمتلك مكتبا لتأجير السيارات اسمه "مؤسسة قمة الاهتمام".. والمكتب موجود ومستعد لكتابة عنوانه لمن يرغب إن كان غير مصدق. بمناسبة قانون الجمعيات الجديد.. الآن اختمرت في رأسي فكرة تأسيس جمعية لا تقبل تمويلا خارجيا، وإنما على استعداد لقبول ثلاث وجبات يوميا من أهل الكرم والمروءة اسمها جمعية "جعان يا كَفَرَة".