" ترامبيزم" Trumpism مصطلح جديد دخل إلى قاموس السياسة و الثقافة الأمريكية مؤخرا ، ووفقا لقاموس" كولن "، فقد اعتبر هذا المصطلح واحدا من (عشر كلمات) جديدة انضمت هذا العام إلى قائمة الكلمات التي استخدمت بشكل أو بآخر في التعاطي مع الأحداث و القضايا المختلفة . وقد استخدمته بعض الصحف البريطانية و الأمريكية مثل "الجارديان" و "نيويورك تايمز" وغيرها . و هو باختصار شديد تبني (الثقافة) و (الأيدلوجيا) و ( الممارسة ) التي يتبناها " الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" . لكنها لا تعني فكرا شخصيا ينتمي إلى فرد واحد ، بل كما يرى الكتاب و المحللون أنها قريبة الشبه بأفكار " المحافظين" و" اليمين" بدرجاته المختلفة . والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة : لماذا ترامبيزم الآن ؟ نستطيع و نحن نتابع الخطاب الثقافي و الأيدلوجي الغربي في السنوات الأخيرة أن نلحظ الآتي : هناك كتابات توجه نقدا لاذعا للسياسة الأوربية (المتساهلة ) تجاه المهاجرين و بخاصة القادمون من العالم العربي بما يحملونه من ثقافة و قيم مغايرة ، و قد أدت هذه السياسة (المتساهلة) إلى انتشار كثير من مظاهر السلوك و الفكر و الممارسة العربية والإسلامية على مستويات عدة ، الملبس ( الحجاب و النقاب) و المأكل (الطعام ) على الطريقة الإسلامية و (المواقف) ، و خصوصا ما يتعلق بالقضية الفلسطينية و قضايا الشرق الأوسط ، ما شكل تهديدا (وجوديا ) للقيم الغربية .و ربما يفسر في هذا السياق الكتاب الذي أصدرته الباحثة اليهودية " بات يؤور" بعنوان " " يورابيا" Eurabia وهو يعني أوروبا العربية أو أوروبا التي تم اختطافها على أيدي العرب و المسلمين . وقد وجهت المؤلفة :بات يؤور" تحذيرا من تكرار هذا النموذج في دول أخرى . وقد أشار إلى ذلك الكاتب الأمريكي "مارك ستين" في كتابه " أمريكا وحدها " أو America Alone وهو يتباهي بأن الولاياتالمتحدة استوعبت درس هزيمة القيم الأوروبية ، و هي تقف وحدها الآن (الولاياتالمتحدة) للحفاظ على القيم الغربية . لقد جاء " ترامب " إذن و هو يعي المسئولية التاريخية الكبرى الملقاة على عاتقه ، كي يستعيد العالم الغربي قوته (الثقافية) و (التشريعية) وليس (العسكرية) فقط ، فالعالم الغربي لم يتخل يوما عن استخدام المواقف العسكرية لحسم مواقفه السياسية ، لكن الجديد هذه المرة هو تبني استراتيجية ثقافية و قيمية جديدة . ولذلك لا نندهش من اختيار "ترامب" للمتطرف "مايكل فلين " ضمن فريق مستشاريه ، فها هو "فلين" يخرج علينا منذ أشهر قليلة بكتابه الذي يلخص سياسة الولاياتالمتحدة في المرحلة القادمة ، وأعني كتاب " ساحة القتال ، Field of the Fight و وإعلان ؟(الحرب العالمية) Global War ضد الإسلام الراديكالي. و بالتأكيد سوف يتم ذلك من خلال توظيف بعض الإسلاميين المتطرفين للقيام بأعمال إرهابية ليس في الولاياتالمتحدة فقط ، ولكن في دول عربية و إسلامية للتمهيد للحرب "الثقافية والتشريعية " غير المسبوقة ، فهل ننتبه إلى ذلك المخطط الشيطاني ؟