هل ما حدث في الانتخابات البرلمانية يعد انتفاضة شعب ؟ من المؤكد أن شظايا الغضب الشعبي التي تناثرت مع بداية الانتخابات من التاسع من نوفمبر حتى أول ديسمبر كانت مرحلة تنفيس البركان وليست هذه حممه وازدادت بشكل لا تخطئه العين في المرحلة الثالثة، إنها مجرد زفرات من ثقب الاحتقان الشعبي ضد اغتصاب الحكم والتوريث والفساد، ولكن نظام الحكم المصري ماض إلي الهاوية، وهو لا يختار من الممكن إلا الأسوأ. لقد كانت رجفة تسبق الزلزال ، ولا أظنها إلا مؤذن الانتفاضة واكب نذيره بداية المرحلة الثالثة لتزداد رغبة التغيير إصرارا في جولة الإعادة، لقد انتفض الشعب ضد كل وسائل العنف الحكومي والأمني، ضد اعتقال الأبرياء وترويع المسالمين ، وانتفض ضد الحجر والوصاية على مقدراته، انتفض العامل والفلاح والمثقف ضد سلطة التزوير، قاوم الناخبون إغلاق لجان الاقتراع بالسلالم الخشبية المتنقلة للجان التصويت، وقاوم الشعب رصاص الأمن المركزي وقنابله بالحجارة دفاعا عن النفس، وقاوم المدرعات بحرق الإطارات، إن هذا المشهد ينعش الذاكرة بشباب المقاومة في الانتفاضة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال الاسرائيلي. سقط 13 شهيدا ومئات الجرحى بالرصاص الحي والمطاطي الذي أطلقته الشرطة.. ، ويا له من عار أن يطلق الضابط والجندي المصري النار علي أخيه، سقط الشهداء وأتمنى ألا تسقط ذاكرة مقاومة الوحشية والظلم والفساد بفعل النسيان. والآن كيف نحافظ على ذاكرة مقاومة الظلم ؟ وكيف نثمن التضحية ؟ وما الطريقة التي نرد بها دين طارق الغنام( شهيد أجا ) وعبد الحميد الجزار ( شهيد قوص ) وجمعه سعيد الزفتاوي( شهيد بلطيم ) وجميع الأبطال في قائمة شهداء الانتفاضة ضد التزوير؟ إنها مأساة وطن انتهك عرضه وثرواته وكرامته، وطن مغتصب تحت رداء الوطنية الكاذب، فكانت المقدمة يوم انتهكت حرمات الفتيات المصريات أمام نقابة الصحفيين 25 مايو، واستمر بعد ذلك مسلسل قهر وقتل الشعب، وبالأمس القريب اغتيلت حقوق الإنسان المصري أمام العالم، ولن تتوقف حوادث الاغتصاب والقتل بدم بارد لتمرير مخططات السلب والنهب والتوريث إلا في حالة واحدة، عندما يواجه المجرم بجرمه. وفي هذه تبدو في الأفق غمامة مذبحة فرسان الشرف والعدالة ممثلة في القضاء النزيه القابض علي جمر الحق والعدالة، فهل تنسينا الأحداث الجسام المتوالية حق ضحايا الانتفاضة ضد التزوير!!! ماذا يجب علي كل مواطن من شرفاء هذا الوطن الذي يجرفه اللصوص والمجرمون والأفاقون كل لحظة ؟ يجب على كل القوي الشعبية الحية من حركة كفاية إلى الجبهة الوطنية وغيرهما، أن يبادروا بالتحرك في اتجاهات متعددة لاحتضان أسر ضحايا مجزرة التصويت ( أقصد الشهداء والجرحي ) دون تمييز مهما كان اتجاههم إسلاميون .. ناصريون... يساريون... ليبراليون، الخطب كبير والمصابون مصريون. وموجز اقتراحي أحدده في نقاط يمكن تعظيمها والإضافة إليها: 1. وضع قائمة شرف في كل الصحف المستقلة( الورقية والالكترونية) بأسماء الشهداء وصورهم-إن أمكن- حتى يعود الحق لأصحابه بمعاقبة المسئولين عن هذه الجريمة البشعة من المخططين إلى المنفذين، وأتمني أن تكون صحف ( المصريون والشعب والعربي الناصري والكرامة ) في مقدمة الصحف التي تتبني هذه الفكرة. 2. الاتفاق على آلية شعبية لرعاية أبناء الشهداء والجرحى وأسرهم، حتى لو كان ذلك باكتتاب على شكل أسهم كل حسب استطاعته. 3. رفع قضايا ضد منتهكي كرامة الإنسان وآدميته في المحاكم المصرية، ونقلها إلى المحافل الدولية، ما دام نظام الحكم لا يدخر جهدا في سلب القضاء حقه في عقاب المجرمين وإقرار العدل. 4. نشر ملصقات بصور الشهداء وجرحى الانتفاضة وأسمائهم في كل شوارع مدن مصر وقراها. 5. تخليد يوم استشهاد ضحايا الشرطة والأمن المركزي كل عام، ومنح أسر الشهداء والجرحى أنواط الشجاعة والواجب دفاعا عن حق الشعب في مقاومة التزوير. 6. نشر قائمة سوداء بأسماء المجرمين والمدلسين والمزورين والبلطجية في كل مدن وقري مصر تحت عنوان" مطلوب القبض على". ويسعدني أن أكون من أول المشاركين في صندوق مساعدة هذه الأسر التي فقدت عائلها، إذا تبنت أي جماعة شعبية هذا العمل الإنساني والوطني. هذا هو أقل واجب نؤديه لهؤلاء الأبطال، وحتى نرد بعض الظلم، ونربي القيم النبيلة في نفوس المواطنين الشرفاء، يجب أن نعلي من قيم التكافل، ونقول لهم: نحن معكم .. أنتم أهل الشهيد فخر لمصر ولستم وحدكم. بقلم د/ أحمد دراج [email protected]