علمت "المصريون" أن هناك اتجاها قويا لعقد مؤتمر بالقاهرة لمناقشة الملف القبطي بحضور ممثلين لأقباط المهجر في شهر مارس القادم ، على غرار مؤتمر الذي استضافته الولاياتالمتحدةالأمريكية في الشهر الماضي وحضره العديد من الشخصيات الأقباط في الداخل والخارج. وأوضحت المصادر أن المؤتمر سيبحث معظم المشاكل التي يعاني منها الأقباط وفي مقدمتهم الخط الهمايوني ومسألة بناء الكنائس والمزاعم حول التهميش السياسي للأقباط ، ومطالبة بعض تيارات أقباط المهجر بتخصيص كوتا للأقباط في المجالس النيابية المختلفة . وأشارت المصادر إلى أن القاهرة نقلت تطمينات إلى العديد من زعماء المهجر بخصوص سلامتهم وعدم تعرضهم لأيه ملاحقات أمنية أو قضائية أثناء وجودهم في مصر وكذلك تعهدات بأن الحكومة جادة في التعاطي بإيجابية مع مشاكل الأقباط والعمل على التوصل إلى حلول لها. ونبهت المصادر إلى أن هذا المؤتمر سوف يشهد تدشينا لحوار بين الحكومة المصرية وأقباط المهجر بهدف التوصل معهم إلى رؤية مشتركة لأوضاع الأقباط في الداخل والخارج وتخفيف الضغوط الدولية الخاصة بالملف القبطي خصوصا أن هناك سعيا من الحكومة لعدم إعطاء قضية الأقباط بعدا دوليا وقصرها على الداخل بعد أن تعرضت الحكومة لضغوط أمريكية بخصوص وضع الأقباط . من جانبه ، أوضح الناشط القبطي ممدوح نخلة أن المؤتمر سيعقد في مارس القادم وسيناقش مشاكل أقباط الداخل والمهجر وعلى رأسها مسألة حرية بناء دور العبادة وإلغاء خانة الديانة في البطاقة الشخصية وإلغاء التمييز ضد الأقباط في المناصب العليا خصوصا في الشرطة والجيش. وأشار نخلة إلى أن الحكومة المصرية وافقت على عقد هذا المؤتمر لتخفيف الضغوط المتتالية عليها ، لافتا إلى أن عدم الموافقة على عقد المؤتمر في القاهرة كان سيواجه برد فعل قبطي عنف وإصرار على عقد المؤتمر في الخارج وفي هذه الحالة ستكون الخسارة مضاعفة . وأعرب نخلة عن اعتقاده بأن هذا المؤتمر سيكون بمثابة بادية صفحة جديدة في العلاقة بين النظام الحاكم والأقباط خصوصا إذا استجاب النظام لمطالب الأقباط وكذلك بداية لدخول الطرفين في حوار لمناقشة الهم القبطي والوصول إلى حلول مقبولة له. من جانبه ، أكد جمال أسعد المفكر القبطي المعروف أن استقبال السلطات المصرية لمايكل منير رئيس اتحاد أقباط الولاياتالمتحدة بهذا الشكل الحافل خطأ كبير من الحكومة وتصرف سيء للغاية حيث يكرس هذا الاستقبال كراهية أقباط الداخل للحكومة مفسرا حجم هذا الاستقبال بأن ورائه النقل السياسي والابتزاز الذي يمارسه أقباط المهجر ضد النظام المصري وخوف النظام من أي ضغوط تمارسها الإدارة الأمريكية ويقف ورائها أقباط المهجر. وشدد أسعد علي أن الاستقبال أيضا بهذا الحجم يعد خطرا شديدا وخضوع الدولة بهذا الشكل يعني أن أقباط المهجر يمثلون أقباط الداخل والخارج وهذا ليس صحيحا ويفقد أقباط الداخل بأي إحساس حقيقي في مشاركتهم في الحياة العامة . وعن ما يتردد من أن النظام يحاول من خلال هذه الزيارة شق صف أقباط المهجر ، أكد أسعد أن أقباط المهجر ليسوا متماسكين حتى تضرب الحكومة إسفين بينهم ، مشيرا إلي أن موريس صادق أتهم مايكل منير بالسرقة وهناك اتهامات متبادلة بين عدلي أبادير وموريس ، وأن 32 شخصا من أقباط المهجر أصدروا بيانا ضد منير وهذا يوضح أنهم لا يمتلكون خطة واضحة ورؤية سياسية وكل ما هناك أنهم سيسعون لابتزاز النظام وتنفيذ أجندة أمريكية.