كشفت مصادر مقربة من المؤتمر الذي كان مقررا أن يعقده أقباط المهجر بالولايات المتحدة ، خلال الفترة من 12 إلي 16 أكتوبر ، برعاية الكونجرس الأمريكي والخارجية الأمريكية بزعم حل مشاكل الأقباط في مصر ،إنه قد تم تأجيله لما بعد شهر رمضان المبارك ، زاعمة أن التأجيل جاء بسبب شهر رمضان نظراً لمشاركة عدد كبير من المسلمين في المؤتمر . ودافع ممدوح نخلة المحامي مدير مركز الكلمة لحقوق الإنسان عن المؤتمر ، زاعما أن الضغوط السياسة الخارجية على مصر قد تلعب دورا مهما لحل مشاكل الأقباط التي لم تحل منذ 1400 سنة أي منذ الفتح العربي الإسلامي لمصر على حد زعمه . واعتبر نخلة أن الحل الوحيد هو الضغوط الخارجية السياسية وليست الاقتصادية أو التدخل العسكري لحل مشاكل الأقباط في مصر دون الإساءة إلي مصر أو التطاول عليها فالتدخل الخارجي مشروع ، لافتا إلى أن أمريكا تدخلت لإيقاف المجازر ضد المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو ، كما أن التداخلات الخارجية حلت مشاكل السودان والعراق بحسب قوله . في المقابل ، أكد المفكر القبطي جمال أسعد أن اهتمام أقباط المهجر بمشاكل أقباط مصر أصبح ممجوجا حيث إن مشاكل الأقباط لم تعد هي المحرك الأساسي لتحركات أقباط المهجر ، مؤكدا أن هؤلاء تحركهم قضية سياسية ويهدفون إلي مخطط سياسي ولو نظرنا إلي كتاباتهم نجدها ضد التوجه العربي والناصري والإسلامي في مقابل مساندتهم للتوجه الأمريكي ويحدث ذلك من منطلق سياسي لا علاقة له بمشاكل الأقباط . ولفت أسعد إلى أن تصاعد تحركات أقباط المهجر تواكب مع تصاعد الضغوط الأمريكية التي وصلت إلي حد إصدار قانون الحماية الدينية الذي يخول للخارجية الأمريكية للتفتيش علي أحوال الأقباط في مصر وإصدار تقرير نصف سنوي لمعاقبة الدول علي معاملة الأقليات كما أن بعض المؤسسات الأمريكية قد أطلقت بالونات اختبار حول إنشاء دولة للأقباط في مصر تحت رعاية الكنيسة . وأوضح جمال أسعد أنه تم رصد هذه التحركات خلال مؤتمر لأقباط المهجر عقد في زيورخ سبتمبر 2004 برئاسة عدلي أبادير ، وقد أصدر المؤتمر توصيات بتخصيص 15 % من المقاعد التشريعية والتنفيذية للأقباط ، كما أننا نرى تصاعد أخر يتمثل في مؤتمر واشنطن القادم والذي سيتم بإشراف الكونجرس ووزارة الخارجية الأمريكية . وأشار المفكر القبطي جمال أسعد في تصريحات خاصة ب"المصريون" إلى ما أعلنه عدلي أبادير ، الذي يتولى الدعوة لعقد مؤتمر واشنطن ، بشأن سعيه لتدويل القضية القبطية ، وتهديداته بأنه إذا لم يتم تحقيق مطالب الأقباط فإنه سوف يضغط علي مصر عن طريق أمريكا حتى لو وصل الأمر إلي حرقها . واعتبر أسعد أن تصريحات أبادير تمثل سلوكيات بعض أقباط المهجر المتأمركين بحجة مشاكل الأقباط ، لافتا إلى أنه لا أحد في مصر ينكر مشاكل الأقباط ، لكن هناك فرقا بين من يريد حلها داخل مصر وعلي أرضية وطنية وبموائمة سياسية لا تغفل وجود الأغلبية المسلمة ، ومن يريد حلها عن طريق أمريكا لتنفيذ مخططات خارجية لا علاقة لها بمشاكل الأقباط.