"مصائب قوم عند قوم فوائد"، هكذا علق خبراء سياسيون على فشل دعوات التظاهر في 11\11، التي دعا إليها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" ودعمتها جماعة "الإخوان المسلمين"، قائلين إن ذلك قد يشكل دافعًا للسلطة في إحكام قبضتها على مقاليد الحكم. فيما نفى آخرون أن يكون فشل تلك الدعوات تفويضًا للنظام لمواصلة سياساته المثيرة للجدل، معللين رؤيتهم بأن الشارع المصري يموج بالخوف بعد أن تحولت البلاد في ذلك اليوم لثكنة عسكرية. وقال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن "فشل دعوات 11/11 في حشد وتحريك الرأي العام، أعطى السيسي الضوء الأخضر في الاستمرار في سياساته"، مشيرًا إلى أن "ذلك الفشل مكنه من استعراض قواه أمام الشارع المصري". وأضاف صادق ل "المصريون": "عدم نزول الناس للشارع والتظاهر بَيّن أن الإخوان مازالوا ينتهجون "تكتيكا" قديمًا، وهو ما جعل قدرتهم على الحشد وجمع المليونيات أضعف وأضعف". وأوضح، أن "القوى الداعمة لموقف جماعة الإخوان المسلمين، أصبحت متيقنة من عدم قدرة الجماعة على قراءة المزاج العام في مصر، ما أدى إلى إصابة مؤيديهم بخيبة أمل فيهم". ومضى قائلاً: "الدول والكيانات الدولية هترفض تحط فلوسها في دعم جماعة أصبحت غير قادرة على تحريك مسيرة". فيما رأى السفير معصوم مرزوق، القيادي ب "التيار الشعبي"، أن "النظام لديه اعتقاد الآن أن عدم نزول الجماهير يعد بمثابة تصويت جديد يعطي الثقة للرئيس ونظامه". وقال في تصريح إلى "المصريون"، إن "هذا هو ما كانت تهدف إليه الأجهزة الأمنية من وراء دعوتها للثورة المزعومة". واستدرك: "النظام عليه مراجعة سياساته ولا يظن أن ذلك بمثابة تفويض عام ليفعل ما يشاء، محذرًا من أن "النظام لو استمر على تلك السياسات فإنه يكتب نهايته بيده". وأضاف: "الشعب لديه احتقان كبير جدًا مما يحدث"، متابعًا: "البراكين لا ترسل برقيات قبل انفجارها، لكن عندما تتكون عناصرها وتتجمع يحدث الانفجار بشكل مفاجئ، وهذا ما سيحدث إذا استمر النظام على طريقته". وقال إن "النظام قرر قبل 11 نوفمبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات الصارمة، لذا دعا ل11\11 حتى تكون مبررًا لنشر القوات، خاصة إذا اعترض الشعب على تلك القرارات الأخيرة". ورفض الدكتور زياد عقل، الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام"، اعتبار فشل دعوات للتظاهر في 11/11 بمثابة "ضوء أخضر للسيسي وتفويض له في الاستمرار في سياساته"، قائلاً إن "المناخ الحالي لا يسمح بوجود معارضة كافية في الشارع". وأضاف عقل ل"المصريون": "11/11 دعوات على "فيس بوك" ولا يمكن لها أن تنجح بوسيلة أو بأخرى دون وجود فعلي لأحزاب وقوى ثورية تساندها"، موضحًا أن النظام السياسي ليس أمامه معارضة، وبالتالي ليس لديه ما يقلقه. وأشار إلى أن "الشارع المصري يموج بالخوف والفزع من القبضة الأمنية"، لافتًا إلى أن "الناس أصبحت غير راغبة في التحرك حتى لا تواجه مصير القتل أو السجن أو الاختفاء القسري".