سياسيون: النظام يعيد شحن ذاته.. ومطالبات بالحسم والمواجهة " فوضونى علشان أحارب الإرهاب"، كلمات استخدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى لمطالبة الشعب المصرى بالنزول لتفويضه لمحاربة الإرهاب، على حد وصفه، منذ أقل من عام تحديداً 24 يوليو من عام 2013 فى محاولة لكسر شوكة المنظمات والجماعات الإرهابية، وسرعان ما حدثت واقعة استشهاد العشرات من الجنود والضباط التابعين للقوات المسلحة بأحداث "العريش" فى الكتيبة 101 لتخرج بعض الأصوات المؤيدة والإعلامية مطالبة بتفويض ثانٍ لمواجهة الإرهاب لكن دون دعوة رسمية من الرئيس السيسى لنزول المصريين، لتأتى الاستجابة ضعيفة فى الحشد لنشهد العشرات فقط من مؤيدى الرئيس بميدان التحرير لتكتب بحروف من فضة "فشل تفويض محاربة الإرهاب" ليتوارد على أذهان من أيد ذلك التفويض ماذا فعل "الجيش و السيسي" فى ذلك التفويض ولم نجن ثمار مواجهة العمليات الإرهابية بتوقفها حتى هذه اللحظة. وجه أيمن بهجت قمر، الشاعر الغنائي، رسالة إلى رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، عقب مذبحة استاد الدفاع الجوى قائلا ً "أنا واحد من الناس اللى أيدوك ف 30/ 6، لأنى كنت بدور على أمان مالقيتوش مع الإخوان، أنا واحد من اللى شجعوا نزولك الانتخابات لأنى شفت فيك برضو الأمان بسبب الأوضاع اللى البلد فيها واحتياج الشعب اللى أنا منه لرئيس الناس تحبه عشان تصبر عليه وتقف معاه". وتابع قمر : "اللى مش بيحبك أو واخد منك موقف كده كده خلاص مهما عملت مش هيقف معاك بل بالعكس بيتمنى ماتنجحش فى مهمتك، لكن أرجوك، يا رئيس مصر ياللى بتحكم الفراعنة، بحكم مسئوليتك مش نواياك، حافظ على اللى بيأيدك وآمن بيك وابتدى ميحسش بالأمان". ووجه المخرج خالد يوسف، رسالة إلى السيسى إثر مطالبته بتفويض ثانٍ جاء فيها: "سيدى الرئيس الفقراء أعطوك ثقتهم المطلقة، وحين انتخبوك كانت قلوبهم تحدثهم بأنك القادر على انتشالهم من فقرهم وعوزهم، والعازم على رد المظالم، وحتى هذه اللحظة تملأهم طاقات الأمل فى مستقبل أفضل، برغم أن أجهزة الدولة من يوم أن أتيت "ما بتتشطرش إلا على الغلابة". وأضاف يوسف، أن المخالفات الإدارية البسيطة التى تسمى "بوكس الحكومة" والتى تتراوح الغرامات فيها ما بين خمسة جنيهات ومائة جنيه بالإضافة إلى وجود أغلب النشطاء الذين شاركوا فى الإطاحة بحكم الإخوان مقبوض عليهم داخل السجون، بينما نجد أن الدولة تتساهل وتخفض غرامة أحمد عز من مائة مليون إلى عشرة ملايين جنيه، علماً بأن هذا التخفيض كفيل بتعويض الدولة عن كل الغرامات المفروضة على فقراء الوطن، واليوم تبحث عن تفويض جديد وسط الكثير من المشاكل الداخلية التى يجب أن تنظر إليها بعين الاعتبار . كما وجهت مريم ميلاد رزق، رئيس حزب الحق, رسالة إلى الرئيس عبد الفتاح السيسى قائلة: "رسالة مباشرة إلى من يعتلى الرئاسة الآن.. معك كل الصلاحيات لتعبر بدولتنا من هذه الأزمة ولكنك تتعامل مع الدولة مثل التعامل بين الأفراد والأشخاص وهذا خطاء كبير", وتابعت ميلاد، أن الدولة يجب أن تقاد بحزم فى القرارات والخطط والإجراءات وليس فى خطب مرسلة أو كاميرات تليفزيون وصور وفوتوشوب توضع على "فيس بوك"، إذا أردت أن يذكر اسمك فى "التاريخ المصرى يجب أن يكون لك موقف إدارى رئاسى حازم . وأضافت: "ليس من العيب الاستعانة بالآخرين الذين لديهم خبرة أكثر منك بمثل هذه الأمور, وليس من العيب وضع خطة مع آخرين من أهل الخبرة وليس أهل الثقة، وهم لا يزيدون عن 2 أو 4 أفراد لديك التاريخ الحقيقى لمصر ليس من يقوله حسنين هيكل والتاريخ الذى لا يشوهه من قبله حتى يظهر هو، ولكن بكل أسف مازال التشويه يعاقبك أنت وليس من سبقك، وهذا ما يقولونه فى الخارج.. شهر 6 اقترب وشهر 7 يليه". واختتمت رئيس حزب الحق: "شعب مصر يفخر بجيشه دوما من قبلك ومن بعدك والثقة بهذا الجيش تفوق الحدود، ولكن الحفاظ علية وحمايته وعدم تعرضه للتفتيت والقتل المستمر، هذه مسئوليتك لوحدك أنت أردت أن تكون رئيسا وتعلم جيدًا ما أنت مقبل عليه ليس كرسى للجلوس وإنما مسئولية تجاه دولة عظيمة اسمها مصر، ربنا هو الشاهد على كل فرد بنواياه وخباياه، وسوف تحاسب عند لقاء ربك فى يوم الدين". وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية، إن منح الرئيس عبد الفتاح السيسى تفويضًا جديدًا ما هو إلا رياء سياسى ومضيعة للوقت، خاصة أن التفويض الهدف منه محاربة السيسى للإرهاب ومثل هذا الأمر لا يحتاج إلا تفويضًا لأنه ببساطة واجب وطنى يقسم عليه كل جندى فى الجيش المصري. وأضاف غباشي، فى تصريح خاص ل "المصريون"، أن الدعوات التى تطالب بتنظيم مظاهرات خلال الأسبوع المقبل لدعم الجيش المصري, لن تجدى بنفع، خاصة أن الحالة الأمنية فى مصر غير مستقرة ونحتاج إلى التكاتف سويا وليس بتنظيم مظاهرات، متسائلا: "كيف نطالب بتنظيم مظاهرات فى حين أننا نرفض التظاهرات المعارضة؟"، مؤكدًا أنَّ مواجهة الإرهاب تحتاج لاستراتيجيات جديدة وتحرك فعلى بعيدًا عن التأييد السياسى لأى شخص. وأشار غباشى إلى أن مصر تمر بمرحلة خطيرة لا تحتاج إلى دعوات لن تقدم كثيرًا فى حياة أى شخص, خاصة أن الشعب المصرى أجمع يؤيد الجيش ويقف بجانبه. وأكد خالد إسماعيل، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل، رفض الحركة التام لتفويضات جديدة لمؤسسات الدولة للعمل على مواجهة الإرهاب وغيرها، لأن هذا يعد من الأدوار الأساسية التى تلعبها الدولة فى الحفاظ على الأمن، مشيراً إلى أنه كان يجب على الدولة اتخاذ الإجراءات الخاصة بمواجهة الإرهاب وتوحيد الجبهة الداخلية لمواجهة التنظيمات الإرهابية. وأضاف إسماعيل فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن رفض المواطنين الخروج فى فعاليات مانحة للتفويض، خير دليل على انخفاض شعبية النظام الحالى وتوعية لملايين المصريين على أن النظام الحالى قد فقد شرعيته. فيما استنكر زيزو عبده، القيادى ب "جبهة طريق الثورة"، فكرة تجديد التفويض للسيسى معتبرًا إياه نوعًا من السيطرة على مشاعر المواطنين واستغلالهم من قبل النظام، محذرا من حدوث حرب أهلية بين الشعب نتيجة الانقسام حول هذا التفويض قائلا: "السيسى يدرك تمامًا أن التفويض ما هو إلا إحداث فرقة بين جموع الشعب، مستغلاً قنواته الإعلامية التى تشحن المواطنين ضد كل من يعارضه خاصة القوى الثورية التى دائمًا ما ينسب إليها أنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين". وأشار عبده إلى أن محاربة الإرهاب لن تأتى بالتفويض فهى أصبحت حجة النظام عندما يريد صلاحيات زائدة عن الممنوحة له، متوجهًا إلى السيسى بالقول: "أنت عملت إيه بالتفويض اللى فات"، ساخرًا من النظام: "عامل زى الموبايل اللى بيفصل شحن فيعيد شحنه بتظاهرات التفويض"، على حد قوله. من جانبه أكد محمد راعي، القيادى بحزب الحركة الشعبية العربية "تمرد"، تحت التأسيس، أن الدعوات التى انطلقت لتفويض الجيش لمواجهة الإرهاب كانت فردية، لذلك لم يشهد الشارع المصرى حشدًا كبيرًا من جانب المواطنين. وأضاف الراعي، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى لم يطالب الشعب المصرى بالنزول إنما كانت دعوات عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى التى تندرج تحت إطار "الدعوات الشخصية والفردية"، والتى لم تؤثر فى الرأى العام والشعب بشكل كبير، لذلك ضعف الإقبال فى المشاركة فيها. وأكد القيادى بحزب تمرد، أن مسألة استغلال بعض القوى المعارضة لضعف الأعداد تأتى لعدم قدرتها هى نفسها على النزول والحشد فى التظاهرات التى ينظمونها ليس إلا، مشيراً إلى أن بعض تلك القوى تقبع خلف شاشات مواقع التواصل الاجتماعى وغير قادرة على الحشد بشكل قوى. فيما قال محمد أبو حامد، البرلمانى السابق، إن عدم نزول المواطنين تلبية للدعوات التى أطلقها بعض الشخصيات العامة والإعلاميين لتفويض قوات الجيش والشرطة لمحاربة الإرهاب، ليست مؤشرًا على انخفاض شعبية الرئيس أو الحكومة بهذا الشكل، وذلك لأن الرئيس عبد الفتاح السيسى من الأساس لم يدع أى قوى أو مواطنين للنزول لتفويضه مرة أخرى لمحاربة الإرهاب. وأضاف أبو حامد، فى تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن هناك بعض القوى والمجموعات المتربصة التى من شأنها زعزعة استقرار الدولة المصرية واستغلال مثل تلك الفعاليات والحشود القليلة لخدمة أغراضهم وأهدافهم الشخصية، ولكن الشعب المصرى لديه من الوعى والثقافة ما يجعله يفرق بين الجماعات التخريبية والتى تهدف فى الأساس لمصلحة الدولة. وأشار البرلمانى السابق، إلى أنه كلما ازدادت أعمال العنف والشغب من جانب الجماعات الإرهابية التى تدعو لإسقاط النظام وغيرها يزداد ارتباط المواطنين جميعهم بالشرطة والجيش ومؤسسات الدولة لمكافحة ومحاربة مثل تلك الجماعات.