«6 أبريل وثوار» تتهمان النظام بالمؤامرة.. الإخوان: ندعم الحراك وننتظر مفاجآت.. النور: دعوات مبهمة تقود نحو الهاوية.. التيار الشعبي: الدولة تتحمل مسئولية الفوضى الأشعل: فشل 11/11 شهادة وفاة للتظاهر.. وهذه أسباب عدم مشاركة الجماعات الإسلامية فى الحراك
دعوات مجهولة الهوية، خرجت مطالبة الشعب بالنزول والحشد والانتفاضة فيما أسموه "ثورة الجوع" فى 11 نوفمبر الجاري، للاحتجاج على ما وصلت إليه مصر من أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية، مستندين إلى عدم تحقيق مطالب ثورة 25 يناير من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية". فمع وجود أحزاب وقوى رفضت وأخرى تركت الأمر للشعب ورغبته، يبقى سؤال شائك يدور فى الأفق، هل تتحمل مصر ومؤسساتها ثورة أخرى؟! أجابت على هذا التساؤل هذه القوى التى أجمعت على أن مؤسسات الدولة لا تتحمل سيناريو فوضويًا، ولكن يجب أن يتم التغيير بشكل ديمقراطى سلمى. الإخوان: ندعم أى حراك والقرار متروك لقادة الداخل كانت ولا تزال الإخوان بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد مرسى من الحكم، لديها الرغبة كبيرة فى تغيير النظام الحالى وعلى رأسه الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال إعلانها لدعم الحراك والتظاهرات التى يدعو إليها جميع القوى السياسية. وعن تظاهرات 11/11، كشف محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، عن موقف "الجماعة" من مظاهرات 11 نوفمبر. وقال "سودان"، فى تصريحات ل"المصريون"، إن موقف الجماعة من النزول فى مظاهرات 11 نوفمبر، أمر متروك تمامًا لقيادات الداخل. وأكد سودان أن الإخوان يدعمون أى حراك ضد النظام الحالي، الذى يدمر البلاد ويقودها للهاوية ويسلب الشعب ثرواته حتى أصبحت الحياة تضيق بهم على كل المستويات"، وفق قوله. وحول توقعاته لسيناريوهات ذلك اليوم، توقع القيادى الإخواني، مفاجآت لعدة أسباب، منها الصراعات بين نظام مبارك والسلطة العسكرية وكذلك بين أجهزة الدولة، موضحًا: "فربما يستغل بعض الأطراف هذه الانتفاضة، لكننى لا أظن أنها ستكون خاتمة سقوط النظام". وأضاف: "فى ظنى أن هذه التظاهرات لن تكون الحراك الذى يمكن أن يتحول إلى ثورة عارمة خاصة بعد أن أصبحت مصر جمهورية الخوف لكن إذا علت وتيرة هذا الحراك يمكن أن يتحول إلى عجلة مدمرة لمؤسسات وممتلكات الدولة". فى حالة فشل مظاهرات 11 نوفمبر فيما تصبو إليه، تطرق سودان إلى سعى النظام إلى تمرير قوانين كان يخشى تمريرها فى وقت سابق خاصة تلك المعنية بالفقراء والاقتصاد والتظاهر وخلافه. وذكر "أول تلك القرارات هى مرحلة رفع الدعم وخاصة على المحروقات وغيرها، ومن المحتمل تنفيذ بعض أحكام الإعدام الصادرة من المحاكم العسكرية، والضغط الشديد على رجال مبارك وخاصة رجال الأعمال، والتخلص من العديد من قيادات الشرطة فى حال تقصيرهم لمواجهة هذا الحراك". النور: تزيد الاحتقان أعلن حزب النور عن عدم مشاركته فى أى تظاهرات أو دعوات للخروج ضد النظام بعد أحداث 30 يونيو، على الرغم من رفضه لسياسات النظام الحالى فى بعض الأوقات، إلا أنه وصف الدعوة الخاصة بالتظاهر فى 11/11 بأنها مبهمة، وتدعو للفوضى وزعزعة الاستقرار. وهو ما أكده شعبان عبد العليم، الأمين العام المساعد لحزب النور، ومسئول قطاع شمال الصعيد، قائلًا إن الحزب لن يدعم بأى حال من الأحوال أى دعوة للتظاهر من شأنها زعزعة الاستقرار والأمن فى الشارع المصري، ولذلك لن يشارك أو يدعم دعوات النزول فى الميادين يوم 11 نوفمبر. وأضاف الأمين العام المساعد لحزب النور، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تظاهرات 11 نوفمبر لا توجد جهة تتبناها ولذلك فهى مبهمة، مؤكدًا أن توقيت الدعوة خطير فهناك حالة احتقان فى الشارع نتيجة الاقتصاد المتهاوى للبلاد. وأكد أن حال الدولة لا تتحمل خروج أى مظاهرات، واصفًا الوضع الحالى بأنه مأزوم نظرا لتهاوى الاقتصاد واشتعال أسعار المنتجات والسلع الأساسية النتيجة ارتفاع سعر الدولار، مشيرًا إلى أن الشعب كاد صبره أن ينفد ولكنه مع ذلك يخشى حدوث الفوضى والكوارث كما حدث بعد ثورة 25 يناير. وتوقع الأمين العام المساعد ل"النور"، فى حالة نجاح دعوات النزول للميادين فى 11 نوفمبر، أن تسود البلاد حالة من الفوضى نظرًا لازدياد حالة الحقن فى الشارع المصري، مشيرا إلى ما ترتب على ثورة 25 يناير من فوضى وتسيب على الرغم من أن الهدف منها كان سياسيًا، مؤكدًا أنه مع كون الهدف من تظاهرات 11 نوفمبر اقتصاديًا فبالتالى سيكون الدمار والخراب أكثر بكثير. وأشار عبد العليم إلى أن حالة الاحتقان فى الشارع المصرى لن تهدأ بتغيير الحكومة الحالية، مؤكدا أن الأزمة ليست فى شخص الوزير، بل فى السياسات التى تتبعها الحكومات المتتالية، مناشدا الحكومة بتغيير استراتيجيتها للنهوض بالبلاد من كبوتها الحالية، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالشفافية ومعرفة أوجه التقصير لتفاديها فيما بعد. التيار الشعبي: سيناريو الفوضى أما عن التيار الشعبي، فقد أعلن عدم المشاركة فى أى حراك شعبى أو تظاهرات مجهولة لهوية والانتماء، مؤكدًا دعمه الأساسى لمطالب الشعب الممثلة فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية التى نادوا بها خلال ثورة ال 25 من يناير وحتى الآن ولم يتحقق منها شيء. وقال عماد حمدي، القيادى بالتيار الشعبي، إن الدعوات الخاصة بتظاهرات 11 نوفمبر هى دعوات مشبوهة ولن يشارك أى حزب من أحزاب التيار الديمقراطى فيها. وأضاف حمدي، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الخوف من مسار العنف أو الفوضى خلال التظاهرات أو الحشد الشعبي، أمر تتحمله الدولة ومسئولوها بداية من رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسى ورئيس الوزراء شريف إسماعيل، لأنهما هما السبب الرئيس وراء الأزمات السياسية والاقتصادية التى يعانى منها المواطن البسيط. وتابع القيادى بالتيار الشعبي، أن نزول الشعب فى تظاهرات ضد النظام سيكون اعتراضًا فى الأسباب على الأوضاع الاقتصادية، من زيادة فى الأسعار وغلاء السلع الاستهلاكية، وضعف المشاركة فى الحياة السياسية، بالإضافة إلى القمع الأمنى وقصف الحريات، والاستبداد الذى اتضح خلال الأزمات الأخيرة. وأشار حمدى إلى أن أى حراك شعبى سيؤدى بالتأكيد إلى وجود احتمالات أحداث فوضى أو خطورة فى السيناريوهات التى من المتوقع أن تحدث فى البلاد، كما حدث خلال ثورة ال 25 من يناير، ولكن لا يمكن أن يتم تحميل هذا العبء على المواطن البسيط الذى يحاول جاهدًا الحصول على قوت يومه ولقمة عيشه. وأوضح أن من يتحمل هذه المسئولية هى الحكومة ورئيسها التى تعمل بمبدأ لا أرى ولا أسمع، وفاشلة فى إيجاد حلول للأزمات، وما لديها فقط هو الخروج بتصريحات "فارغة" فى معظم الأحيان، على حد قوله. 6 أبريل: جهات سيادية تقف وراءها لتمرير أجندة "النقد" أعلن عدد من القوى الثورية، منها "6 أبريل"، و"الاشتراكيون الثوريون"، وجبهة ثوار، عدم مشاركتها أو دعوتها للتظاهر فى يوم 11/11، واتهمت الدولة بأنها تقف وراء تلك الدعوات للرغبة فى استمرار النظام، والتأكيد على أن الشعب راض تمامًا عما يحدث. ليقول شريف الروبى المتحدث باسم حركة 6 أبريل "الجبهة الديمقراطية"، إن الحركة لم تدع أو تدعم دعوات التظاهر يوم 11 نوفمبر حتى الآن. وأضاف الروبى، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك بعض الجهات التابعة للدولة تقوم بالترويج لشائعات أن الحركات الثورية والشباب هم الداعون لتلك التظاهرات، مؤكدًا أن الحركة لن تدعم أى دعوة مجهولة، وبدون رؤية ومنهج وشعبية. وأشار القيادى ب 6 أبريل إلى أنهم سيقفون خلف الشعب المصرى فى حال قيامهم بأى حراك ثورى وشعبى فى الشوارع ضد النظام الحالى وسياساته التى ترفضها الحركة جملة وتفصيلًا، وستعلن تأييدها للمطالب الشعبية التى سيخرج من أجلها الملايين من المواطنين. وأوضح الروبي، أنه يجب على الحركات الثورية والسياسية والأحزاب أن تتعلم من أخطاء الماضي، ولا تنساق وراء أى دعوات إلا بوجود رؤية ودعوة واضحة وإيجاد حلول وبدائل حقيقية وواضحة، لعدم تكرار نفس الأخطاء التى وقع فيها الثوار بعد ثورة يناير. وفى سياق متصل، قال رامى شعث، القيادى بجبهة طريق الثورة "ثوار"، إن الحركات الثورية والسياسية لا ترفض أى دعوات للنزول والحشد ضد سياسات النظام، مشيرًا إلى أنها تدعم أى حراك سياسى يهدف لتحقيق مطالب ثورة ال 25 من يناير. وأضاف شعث، فى تصريحات خاصة ل" المصريون"، أن القوى الثورية لن تحشد للنزول إلا إذا كان الشعب والمواطنون البسطاء هم المحرك الأساسى لتلك الموجات الثورية، ولذلك لعدم تكرار أخطاء الماضى لما حدث خلال ثورة يناير، ووجود عناصر كانت تهدف لتحقيق أجندات ومصالح شخصية لا أكثر. وعن دعوات 11 نوفمبر، أكد شعث، أن جبهة ثوار لن تشارك أو تدعو للحشد والنزول فى تلك التظاهرات، مشيرًا إلى أن تلك الدعوات انطلقت دون وجود جهة سواء حركة أو حزب سياسى تبناها، لذلك تواردت الشكوك حولها وحول مطالبها والجهات الداعمة لها، وهو ما تسبب فى عدم مشاركة القوى الثورية المختلفة فيها. الانفجار الشعبي فى السياق ذاته، أبدى خبراء دبلوماسيون، مخاوف شديدة من تطورات الوضع فى مصر، معتبرين أن الأوضاع الحالية تجعل مصر معرضة للانفجار غير المرتبط ب 11-11، التى ربما تكون بداية لاضطرابات موسعة خصوصًا بعد قرار تعويم الجنيه. وأكد عبد الله الأشعل، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الوضع فى مصر أصبح خطيرًا جدًا، وأن الشعب المصرى "انتفخ" على حد وصفه، خاصة بعد ارتفاع الأسعار واختفاء بعض السلع الأساسية، مما ينذر بقرب انفجار شعبى لن يقوى عليه أحد، مشيرًا إلى أن الشعب لن يصمد طويلا أمام لهيب نيران الأسعار. وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن أمريكا وإسرائيل تحاولان بشتى الطرق نزع فتيل الغضب الشعبي، مشيرا إلى أنهما وراء الدعوات للنزول فى 11 نوفمبر، مؤكدا أن تلك التظاهرة بمثابة كمين للشباب المصرى حتى يسهل القبض عليه، وبالتالى تتخلص من الشباب ويكون من السهل عليها الاستيلاء على البلاد. وأكد الأشعل، أن فشل تظاهرات 11 نوفمبر سيكون شهادة وفاة لفكرة التظاهر بشكل عام، مؤكدا أن النظام سيتمكن بعدها من تمرير قرض صندوق النقد الدولى ولن يجرؤ أحد على التفكير فى التظاهر خوفًا على حياته وحياة ذويه. وحذر مساعد وزير الخارجية الأسبق من نفاد صبر الشعب المصرى على النظام، وخاصة فى ظل غلاء الأسعار وتدنى الرواتب، مؤكدا أن الشعب سينفجر فى أى وقت وقد نجد أنفسنا أمام ثورة جياع. 11-11وأسباب عزوف الإسلاميين من جانبه رأى الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية سامح عيد، أن عزوف الجماعات الإسلامية عن النزول فى تظاهرات 11 نوفمبر يرجع إلى الخسارة الفادحة التى تكبدتها الجماعة فى السنوات الماضية بعد توقف الحراك فى الشارع المصري، مشيرا إلى أن التمويلات القادمة للإخوان من الخارج كانت تأتى لتحريك الشارع، ولذلك توقفت تلك التمويلات الآن. وأضاف عيد، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن هناك حالة أشبه بالإفلاس داخل جماعة الإخوان وأن الجماعة لم تعد قادرة على تحمل نفقات الهاربين وأسر المعتقلين وبالتالى لن تتحمل تكاليف التظاهر. وتوقع الخبير فى شئون الجماعات الإسلامية، أنه فى حالة نجاح التظاهرات سيشارك فيها شباب غير معروف من الجماعة وغير مسجل فى قضايا سياسية حتى لا تظهر جماعة الإخوان فى المشهد بشكل مباشر.