أيام قليلة تفصلنا عن موعد مرتقب، يحبس الجميع أنفاسه لأجله، منتظرًا ما ستؤول إليه الأوضاع في 11 نوفمبر المقبل، الذي قد يكون يومًا فاصلاً وينجح الداعون إليه في تسجيل ثورة ثالثة ضد الغلاء، لاسيما أنه جاء تزامنا مع قرارات اقتصادية صعبة أعلنتها الحكومة من تعويم للجنيه إلى رفع أسعار الوقود، أم ستلقى الفشل. هذه الدعوات قوبلت برد فعل سابق من الرئيس عبد الفتاح عندما تحدث خلال تسليم عقود شقق سكنية بمنطقة "غيط العنب" بالإسكندرية، قائلاً: "لن يستطيع أحد أن يمس الدولة المصرية، ولن نسمح أن مصر تضيع مننا.. إحنا عاملين مُخطط الجيش ينتشر بمصر في 6 ساعات لو حصل مكروه". وأثار ذلك العديد من التساؤلات وعلامات الاستفهام، حول قصد السيسي من انتشار الجيش بالدولة في 6 ساعات، هل المقصود هو للرد على وجود عمل إرهابي بالدولة؟ أم أنه يتخوف من تكرار سيناريو انتفاضة 1977؟ عندما فشل الرئيس الراحل أنور السادات في اتخاذ قرار برفع الدعم عن المصريين آنذاك، وقُوبل بانتفاضة شعبية ضخمة في 18 يناير 1977، واضطر للتراجع وقتها. ورفعت الحكومة أسعار المحروقات البترولية، بعد إصدار البنك المركزي المصري، الخميس الماضي، قرارًا بتحرير سعر الصرف الجنيه بشكل كامل، وترك التسعير وفقًا لآليات العرض والطلب، ورفع الدعم عن الوقود، ليفجر ردود فعل واسعة في مصر. وقال المهندس عبد العزيز الحسيني، أمين التنظيم بحزب "الكرامة"، إن "توقيت تعويم الجنيه هو الأسوأ على الإطلاق، لأنه يسبق أحداث 11 نوفمبر مباشرة، ما يكرر سيناريو انتفاضة 1977، بسبب السياسات المنحازة للأغنياء، التي تعمق من تدهور الحالة الاقتصادية للمواطنين عن طريق خفض قيمة الجنيه، وبجانب انخفاض رواتب المواطنين والتي تزيد من العبء عليهم". وأضاف الحسيني ل "المصريون": "الحكومة في موضع اتهام بأنها من صنعت 11/11، والدليل على ذلك أنها اتخذت قرارًا خطيرًا، وهو التعويم ما أدى إلى ارتفاع الأسعار، في ظل غياب الرقابة من جانب الدولة على الأسواق". وأوضح أن "السيسي يحتاج لأن يدرس ما حدث من انتفاضة شعبية ضد الرئيس السادات بدقة". فى سياق متصل، قال أمين اسكندر، القيادي بحزب "الكرامة"، إن "النظام متخوف من النتائج المترتبة من قرار تعويم الجنيه ورفع الدعم عن الوقود، ما أصاب الشارع المصري بحالة من الغليان جراء ارتفاع أسعار معظم السلع والمنتجات"، متوقعًا تكرار سيناريو 77 خلال الفترة الحالية. وأضاف إسكندر ل"المصريون": "السيسي يمارس الاستبداد مع الشعب وهذا كان واضحًا، بإرساله فزاعات إلى المواطنين المصريين عن طريق إعلام النظام، بأن هناك عمليات إرهابية وأن مصر ستتحول إلى سوريا والعراق، مما هيأ الناس نفسيًا، بأن هناك خطرًا يهدد مصر، وهذا الخطر يتطلب صمتًا وسكوتًا من الشعب تجاه الدولة، وبالفعل هذا حصل خلال عهد السيسي". وتابع: "الأسعار تحركت إلى أعلى ولم يقابلها رد فعل من الشعب، الأمر الذي جعل النظام يسرع إلى رفع الدعم وتعويم الجنيه، لأنه يعلم إن الشعب لن يتحرك مثلما حدث في 1977، وبالتالي فإن النظام أدخل الرعب في نفوس المواطنين". وأكد القيادي بحزب "الكرامة"، أن "انتشار الجيش سيلجأ إليه السيسي كما حدث في انتفاضة 77". وفي 18 و19 يناير 1977، اندلعت انتفاضة شعبية في القاهرة والمحافظات، بسبب خطاب نائب رئيس الوزراء للشئون المالية والاقتصادية، آنذاك، عبد المنعم القيسوني، أمام مجلس الشعب في 17 يناير، عند تقديم مشروع الميزانية الجديد عن العام المالي 1977، حيث أعلن ارتفاع أسعار الخبز والسكر والشاي، وبعض السلع الأساسية مثل الزيت والسكر والبنزين والسجائر، ولم تهدأ الانتفاضة إلا بعد نزول الجيش إلى الشارع.