حقائق ومفاجآت مثيرة فجرتها نهلة عبدالعزيز رئيسة القناة الثانية فى حضور مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون , حدث ذلك بالفعل فى إجتماع لجنة الإشراف الذى عقد مساء اول أمس واستمر عدة ساعات وحضره نواب رئيس القطاع وعدد من رؤساء الإدارات المركزية ورؤساء القنوات . حيث فوجىء الحاضرون بنهلة تصرخ بأعلى صوتها قائلة " الميزانيات فيها سرقة , أنا مش هاسكت على المهازل دى , د.هويدا فتحى رئيس القناة السابقة كان عندها حق فى كل اللى بتقوله وكشفته من بلاوى وسرقات , فيه أكتر من 200 ألف جنيه كل يوم بتتسرق من ميزانيات البرامج , ناس كتير فى القناة قالو لى إن فيه سبابيب بتتعمل وناس كبار كانوا بيقسموا معاهم , والموضوع ده يجب عدم السكوت عليه ,القناة فيها ناس اخوان وانتم ساكتين عليهم ليه ؟ الموضوعات دى كلها لازم تتفتح عشان نشتغل على نضافة " . الغريب أن مجدى لاشين لم يعلق على ما قالته نهلة واكتفى بالإعتراف أمام الحاضرين أن كل هذه الأوراق والمستندات تم تقديمها له من جانب هويدا فتحى , وهنا سأله أحد الحاضرين للإجتماع : " طب اذا كان كلامها صح بالشكل ده ليه مشيتوها ؟ " . هذه الحقائق والمفاجآت المثيرة أرجو أن تكون محل إهتمام من جانب كافة الأجهزة السيادية والقضائية والرسمية المعنية بشئون ماسبيرو , اذا كانت لديها الرغبة الجادة والحقيقية فى مواجهة مافيا الفساد داخل قطاع التليفزيون . وأرجوا أن تقوم نلك الأجهزة باستدعاء نهلة عبدالعزيز لسماع أقوالها كشاهدة فى هذه الحقائق المفزعة التى تحدثت عنها . التحية واجبة لنهلة عبدالعزيز على شجاعتها ورغبتها فى مواجهة الفساد وأرجو أن تظل ثابتة على موقفها فى محاربة هذه المافيا التى تستنزف مئات الملايين سنوياً من المال العام الذى تتم استباحته من جانب قيادات وشخصيات معروفة فى ماسبيرو وسط صمت غريب ومريب من غالبية الأجهزة المعنية بشئون اتحاد الإذاعة والتليفزيون . ياسادة .. سبق أن كشفت فى نفس هذا المكان عن المئات من الوقائع التى تكشف ارتكاب جرائم الفساد المالى والإدارى داخل امبراطورية ماسبيرو , وسبق أن كشفت بالمستندات الرسمية والمعلومات الصحيحة والموثقة التى لا يجرؤ أحد على تكذيبها أو التشكيك فيها عن وقائع سرقات وتلاعب فى ميزانيات القنوات التابعة لقطاع التليفزيون وغيره من القطاعات , وكشفت عن الميزانيات المضروبة و وكذلك الوقائع الخاصة التى أطلقت عليها " التنصيص فى السبوبة ) , ولكن يؤسفنى القول إن غالبية الجهات العليا فى مصر والتى أعلم علم اليقين أنها تتابع ما أكتبه يومياً لم تتحرك بالشكل المطلوب ولم تتخذ الإجراءات اللازمة لمحاربة ومحاكمة هؤلاء الفاسدين ووقف حلقات مسلسل إهدار المال وكأننا نتحدث عن فساد فى دولة آخرى غير مصر . وفى هذا السياق أقول : إن مواجهة الفساد المالى لا تقل أهمية وخطورة عن مكافحة الإرهاب , فكلاهما وجهان لعملة واحدة , لأننا عندما نوقف نزيف المال العام سوف تتوافر لدى الدولة العشرات بل مئات المليارات من الجنيهات سنوياً فى كل القطاعات , ولو حدث ذلك وتم إدخال هذه المليارات لموازنة الدولة فسوف يتم استخدامها فى اقامة مشروعات جديدة واتاحة مئات الألاف من فرص العمل لشبابنا العاطل والذى تحاصره كوابيس الفقر وآلاعيب الجماعات المتطرفة لإستقطابة والعمل لصالحها وصالح جهات آخرى معادية لمصر . وهنا أتوجه برسالة للرئيس عبدالفتاح السيسى وكافة الأجهزة العليا فى الدولة : افتحوا كل ملفات الفساد ولا تخشوا أحد اذا أردتم حقاً اقامة دولة قائمة على العدل والمساواة لأن الأوضاع التى نعيشها الآن سببها الرئيسى " طرمخة " وعجز الأنظمة والحكومات السابقة عن مواجهة مافيا الفساد التى يؤسفنى القول إنها حتى الآن ما تزال أقوى من الدولة وصاحبة الكلمة العليا فى مصر .