عندما يطل علينا الرئيس من خلال مؤتمر أو ندوة أو خطاب نجد بعد كل ظهور للرئيس، الطبال الذى يفسر للناس ما قاله فى ندوته أو مؤتمره أو خطابه وكأن الرئيس كان يتحدث باللغة الهيروغليفية أو العبرية فنجد هذا الطبال يترجم لنا لغة الرئيس التى من وجهة نظره يجب أن تترجم للناس وأن المجتمع لابد أن يتأثر بكلمات الرئيس. نجد أدوارًا متعددة لشخصية الطبال الذى يطل علينا بعد أحاديث الرئيس تجد من يتقمص دور الناشط الفيسبوكي وآخر يتقمص دور الإعلامي الوطني الغيور على الوطن ونجد أيضا من يتقمص دور الكاتب الصحفي المشهور الذى نرى كتاباته مثل المتنبي. ينعكس هذا التطبيل على المجتمع ووجدنا تأثيره فى الآونة الأخيرة عندما شاهدنا شريحة من الشعب المصري ترقص أمام اللجان الانتخابية وأعتقد أن التطبيل عدوى يصاب بها من ليس لديه مناعة تحمل اسم المبادئ. من يتمتع بمناعة المبادئ هذه الأيام يهاجم من الطبال الذى طبلته لم تأثر عليه ولم يرقص على الإطلاق لذلك المتمتع بمناعة المبادئ يسبب خطرًا على الطبال، فهل يعقل أن نجد طبالا بلا رقص فكيف سيطبل الطبال ولا يجد من يرقص على طبلته. وصاحب المناعة استطاع منذ أيام قليلة مضت أن يقنع كثيرا من الناس بتناول مصل المبادئ حتى يتمتعوا بمناعة المبادئ المضادة للرقص لذلك حضرنى مشهد المرحوم أحمد زكى فى فيلم الراقصة والطبال وتخيلت هذا الطبال عندما تتخلى عنه مباهج ويطبل على المسرح بمفرده، ولم يجد من يرقص معه سوى أشباه رجال حتى يعى الجمهور أنه يضحك على عقولهم فيقذفونه بالصحون والشتائم أيضاً. قطعا شتان بين هذا المشهد وما يفعله طبال هذه الأيام ولكن حضرتني تلك اللقطة وأتمنى أن أراها ونجد المجتمع يقذف طبال هذا الزمان بالصحون والهجوم عليه لأنه تسبب فى تغييبهم لصالح شخص أو شخصيات تحب أن ترى المجتمع رقاصين وطبالين مما يجعلهم فراعنة متجبرين وصدق المثل القائل "قال يا فرعون إيه فرعنك قال أصل ما لاقتش حد يلمنى". لكن قريبًا سيفرغ الطبالون والرقاصون من حوله ولن يجد أحدًا حوله إلا أصحاب المناعة أى أصحاب المبادئ الذين تناولوا المصل، ندعو الله عز وجل أن يتناول الشعب المصرى العظيم مصل المبادئ حتى يشفى من مرض الرقص والتطبيل. "حمى الله مصر وشعبها من كل سوء"