أفردت الصحف الأمريكية مساحات كبيرة لتصريحات المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين التي أنكر فيها وجود محرقة لليهود في أوروبا على يد النازي . والتي هاجم فيها السياسات الأمريكية بالشرق الأوسط ، وأكد أن أمريكا تبحث عن مصالحها وليس الديمقراطية والحرية لشعوب المنطقة . وأشارت النيويورك تايمز إلى أن المرشد العام قال أن الديمقراطية الغربية تهاجم أي إنسان لا يشاركهم الرؤية والاعتقاد في مسألة المحرقة . وأكد أن هناك أدلة كثيرة على التعصب ضد من يحاول أن ينكر أو يناقش مسألة "المحرقة" كما حدث مع العالم الفرنسي الدكتور روجيه جارودي الذي حوكم في فرنسا عام 1998 لمجرد تساؤله عن الهولوكوست .. وكذلك المؤرخ البريطاني ديفيد إيفرنج الذي واجه نفس التهم في النمسا . وأوضحت النيويورك تايمز أن تعليقات محمد مهدي عاكف على موضوع الهولوكوست وتأييده لما أعلنه الرئيس الإيراني أحمد نجادي من إنكاره لموضوع الهولوكوست جاء في سياق هجوم المرشد العام على مزاعم الولاياتالمتحدةالأمريكية بأنها هي التي أيقظت وشجعت الديمقراطية في مصر والعالم العربي . وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تأكيد المرشد العام على أن الحملة الأمريكية للترويج للديمقراطية جاءت في إطار بحث أمريكا عن مصالحها الخاصة ومصالح الدولة الصهيونية وليس من أجل الديمقراطية . واتهم عاكف في مجمل ما أوردته النيويورك تايمز الناطق باسم البيت الأبيض الأمريكي بالنفاق عندما هدد بأن أمريكا قد تقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية إذا ما شاركت حركة حماس في انتخابات يناير المقبل . كما انتقد عاكف خافيير سولانا ممثل السياسية الخارجية للاتحاد الأوروبي حينما قال أن أوروبا قد تفكر مرتين بشأن المساعدات التي يمكن أن تقدمها للسلطة الفلسطينية إذا ما نجح أعضاء حماس في البرلمان القادم . على جانب أخر جاءت ردود الدكتور محمد حبيب نائب المرشد العام للإخوان المسلمين أقل حدة في رده على الصحفيين من تصريحات المرشد العام التي أنكر فيها الهولوكوست جملة وتفصيلا . قال حبيب أنه ليس لدينا أشياء مؤكدة في قضية الهولوكوست ، سواء بالنفي أو التأكيد .. وقال إن هذا الموضوع بحاجة إلى توثيق ولكن ما هو مؤكد في هذا الشأن والكلام مازال لحبيب أن هناك اعتداءات وقعت على اليهود ولكن ليست في غرف الغاز .. وإن حدثت فقد تكون لعدد من الأفراد فقط وليس 6 ملايين كما قيل . لكن الدكتور حبيب أشار أيضا إلى ما يفعله اليهود ضد الفلسطينيين وأنه يمكن اعتباره محرقة يهودية ضد الفلسطينيين . وكان تعليق النيويورك تايمز على هذا الكلام هو أن حماس ما هي إلا امتداد لجماعة الإخوان المسلمين التي تأسست عام 1928 والتي بدأت العنف في مصر منذ عدة عقود .. وقالت أيضا أن الكفاح المسلح هو الوسيلة التي تنتهجها حماس لإقامة دولتهم الفلسطينية مكان إسرائيل. إلى ذلك يرى بعض المراقبين أن تصريحات المرشد العام بشأن المحرقة هي الأولى من نوعها وأن جماعات الضغط اليهودية سوف تمارس ضغوطا على الإدارة الأمريكية بالتخلي عن فكرة فتح حوارات مع الجماعة في مصر بل وإطلاق يد النظام المصري بالتعامل بقسوة مع الجماعة وأعضائها في مجلس الشعب للحد من دورهم خلال المرحلة القادمة .. في حين رأى البعض الآخر أن هذه التصريحات النارية قد تشجع الإدارة الأمريكية أكثر على محاولة إحتواء الجماعة مستقبلا .