"أحمد نظيف" تستقبله جامعة القاهرة.. حسين سالم يعود تحت مظلة المستشار.. "الزمان" بوابة العادلي.. وجمال مبارك مرشحكم لانتخابات 2018.. أحمد عز فى دعوة صريحة ب"التفاؤل" خبراء: النظام الحالى "شخشيخة" فى يد رجال أعمال مبارك.. وجهات سيادية تبارك عودتهم قبل خمس سنوات من الآن، انطلقت شرارة ثورة الخامس والعشرين من يناير والتى أسقطت حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، واختفى رجاله عن الأضواء, وبكلمة "ارحل", الكلمة التى دفع ثمنها خيرة شباب مصر, 4 حروف اجتمع عليها الكبير والصغير, لتطيح بنظام ظل 30 عامًا, يرفض أن يتحرك قيد أنملة واحدة عن مكانه, لتأتى هذا الكلمة فى يوم هو الأعظم فى تاريخ مصر يوم 25 يناير, لتثبت مدى ضعف هذا الكيان, حينها دب التساؤل جميع الوجوه كيف لنظام عاش 30 عامًا أن يسقط بهذه السهولة فقط فى 18 يومًا, لترد علينا الأيام ردًا قاسيًا. وسرعان ما عادت "دولة مبارك" بكاملها من جديد, ولم تلبث إلا ليلة وضحاها"، لتعود الأسماء لتتلألأ فى سماء الحياة السياسية والعملية من جديد, "وعلى طريقة جس النبض" يخرج علينا المحسوبون على دولة مبارك, بشكل مختلف, فأحمد عز الذى كتب مقالاً عن التفاؤل ليثير غضب المصريين.
وجمال مبارك الذى تترد حوله دائمًا الكثير من الشائعات حول ترشحه لرئاسة الجمهورية, وأحمد نظيف الذى أقرت جامعة القاهرة عودته للتدريس بها مرة أخرى, وحبيب العادلى الذى ينوى تقديم برنامج على قناة مازالت مجهولة بعنوان الزمان وهو اسم الجورنال الذى أنشأته زوجته, وعلى مصيلحي، الذى قام بعقد مؤتمر اقتصادى ضخم, يطالب فيه الدولة بمساعدة رجال الأعمال فى جذب الاستثمارات, وحسين سالم الذى يعود مرة أخرى وبقوة للظهور فى الإعلام كأكبر مستثمر فى مصر, وبطرس غالى الذى تستعين الدولة بخبراته، على حد وصفه. ووسط حالة من الصمت الرهيب لنظام الرئيس عبد الفتاح السيسي، يبقى السؤال, هل يمكن أن يصبح جمال مبارك يومًا رئيسًا للجمهورية؟ ويصبح حسين سالم رئيسًا للوزراء؟ وعز وزيرًا للاقتصاد؟ لتصدق هذه الشائعات. ______________________________________ "الرجل الحديدى" أحمد عز الرجل الحديدى فى الحزب الوطنى المنحل، شغل أحمد عز، منصب أمين التنظيم وعضو لجنة السياسات بالحزب الوطنى قبل أن يتم حله، وقد اتهم عز بعد ثورة يناير بعدة تهم منها إهدار المال العام والتربح والإضرار العمدى الجسيم بالمال العام، والكسب غير المشروع، ومكث فى السجن عدة سنوات. لكن فى شهر أغسطس الماضي، خرج أحمد عز من السجن بعد 43 شهرًا من إلقاء القبض عليه وحبسه على ذمة قضايا إهدار مال عام واحتكار، انتهت بسداده 11 مليون جنيه من قيمة 100 مليون جنيه غرامة مالية. عز الذى خرج بشكل تفاؤلى كأن شيئا لم يحدث, قرر رفع دعوى قضائية وإعادة فتح مصانعه التى أغلقت وأيضا كان ينوى الترشح لمجلس النواب, وأخير كتب مقالاً بعنوان "تفاءلوا" ليثير غضب المصريين. __________________________________________________________ "جلاد مبارك".. حبيب العادلي "جلاد مبارك" هكذا وصفه المصريون، إنه حبيب العادلي، وزير داخلية مبارك، الذى حصل على البراءة فى قضية الكسب غير المشروع، وإلغاء التحفظ على أمواله هو وأسرته. العادلى الذى ارتدى ثوبًا ناصعَ البياض، أمام منصة القضاء، ليقرأ آيات من القرآن، ويتهم ثورة يناير ب"المؤامرة"، ويتبرأ من دماء الثوار، ثم يحصل على البراءة، لم يسرق ولم ينهب، ولم يحصل على أمواله بطرق غير مشروعة، هذا هو نص القانون القضائى الذى بموجبه تمت تبرئته. العادلى حصل على الحكم الرابع والأخير بالبراءة فى قضية الكسب غير المشروع، كما سبق أن حصل على البراءة فى قضيتى قتل المتظاهرين أثناء ثورة 25 يناير و"اللوحات المعدنية"، التى كان متهمًا فيها مع أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، بينما قضى عقوبة السجن 3 سنوات فى القضية التى عُرفت إعلاميًا باسم "سُخرة الجنود" بعد رفض محكمة النقض الطعن المقدم منه على الحكم، وتأييد حكم محكمة جنايات القاهرة. فلم يكتفِ العادلى بحكم البراءة الذى كان حلمًا صعبَ المنال له ولنظام مبارك بأجمعه قرر معاقبة الشعب المصرى الذى كان على خطأ عندما خرج على نظام مبارك فى 25 يناير، هذا العقاب الذى وجب تغريمه "بدفع مقابل مادي، ورد شرف، له، بتهمة "الثورة الكاذبة"، بالإضافة إلى إنشائه جورنال بعنوان الزمان. _________________________________________________ "حسين سالم" رجل المهام المتعددة حسين سالم أو "رجل المهام الصعبة" كما كان يلقب فى عهد الرئيس المخلوع حسنى مبارك, خرج هاربًا من مصر بعد قيام ثورة 25 يناير, وذلك لتورطه فى قضايا فساد وإهدار المال العام, الأمر الذى دفع النائب العام بوضع اسمه على قوائم ترقب الوصول, طلب التصالح رسميًا مع الدولة مقابل التنازل عن جزء من ثورته تقدر ب75% , شريطة إسقاط جميع التهم المنسوبة إليه. وذلك فى أعقاب تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى رئاسة الجمهورية عقب انتهاء حكم الإخوان عام 2013, وبعد مباحثات استمرت أكثر من عامين أعلن جهاز الكسب غير المشروع، عن إتمام التصالح رسميًا مع سالم، وذلك بعد التنازل رسميًا عن 75%. أهم القضايا التى سقطت على رأسها تهريب تصدير الغاز لإسرائيل, حيث قضت محكمة جنايات القاهرة بالسجن المشدد 15 عامًا لوزير البترول الأسبق سامح فهمى، ورجل الأعمال حسين سالم، وغرامة مليارين وثلاثة ملايين و519 ألفًا و600 دولار. قضية قصور مبارك ونجليه ففى 2 يونيو 2012م، والذى حكم فيها بانقضاء الدعوى وقضية أرض "البياضية" التى واجه فيها سالم بإهدار ما يزيد على 700 مليون جنيه من المال العام. قضية بيع "الكهرباء" بالأمر المباشر ففى 20 سبتمبر 2014م، حكم على حسين سالم ونجله خالد وابنته ماجدة بالسجن لمدة 10 سنوات لكل منهم فى قضية فساد تتعلق ببيع الكهرباء بالأمر المباشر, وكانت النيابة وجهت اتهامات للمتهمين بالإضرار العمدى بجهة عملهم مشتركين ومخالفة قانون حظر المستثمرين المصريين والأجانب من بيع الكهرباء لغير الهيئة العامة لكهرباء مصر مع آخرين هاربين، وأنهت هيئة المحكمة الاستماع إلى مرافعات النيابة وهيئة الدفاع عن المتهمين الجلسة السابقة. _______________________________________________ جمال مبارك جمال مبارك هو الابن الأصغر للرئيس الأسبق حسنى مبارك، شغل منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات السابق للحزب الوطنى الديمقراطى المنحل. انضم جمال مبارك للحزب الوطنى الديمقراطى عام 2000، وبعد ذلك ظهر نجمه القوى فى سلم الحزب مستغلا نفوذ والده رئيس الحزب آنذاك، فى خطوة تدل على خطة لتوريث الحكم، وذلك بتوليه منصب أمين لجنة السياسات التى تولت "رسم السياسات" للحكومة، و"مراجعة مشروعات القوانين" التى "تقترحها حكومة الحزب قبل إحالتها إلى البرلمان". شغل فى نوفمبر 2007، تاريخ المؤتمر التاسع للحزب، منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات. وبعد ظهوره على الساحة السياسية، أصبح اسمه متداولاً بشكل كبير كخليفة محتمل لوالده على رأس الحزب ومرشحة للانتخابات الرئاسية القادمة، وهو الأمر الذى فسره عدد من الشخصيات والقوى السياسية كخطوة ل"التوريث" ولكن دائما ما تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، وقامت ثورة 25 يناير المجيدة لتقضى على هذا المخطط، وفى يوم 13 أبريل 2011 صدر قرار بحبسه هو وشقيقه ووالده 15 يومًا على ذمة التحقيق. وعقب الثورة تم تقديم جمال مبارك للمحاكمة بتهمة استغلال النفوذ والتربح يناير، أما الرئيس حسنى مبارك ووزير داخليته حبيب العادلى وستة من رؤساء ومديرى الأمن، قدموا بتهم التخطيط والتحريض على قتل المتظاهرين فى 25 يناير، وظهر لأول مرة فى قفص الاتهام فى يوم 3 أغسطس 2011م. وفى 26 يناير 2015، تم إخلاء سبيل جمال مبارك وعلاء من قطاع مصلحة السجون، وذلك تنفيذًا لقرار محكمة جنايات القاهرة الصادر بإخلاء سبيلهما بضمان محل إقامتهما على ذمة قضية قصور الرئاسة. وعاد جمال مبارك للظهور مرة أخرى، حيث ظهر فى أبريل 2015، وهو يؤدى واجب العزاء فى وفاة والدة الكاتب الصحفى مصطفى بكرى، وكان بصحبة شقيقه علاء، وزار الأهرامات بصحبة أسرته فى مايو 2015، وظهرت له صور وهو يقضى إجازة مع أسرته فى مدينة شرم الشيخ فى ديسمبر من العام ذاته. وتداول ناشطون بمواقع التواصل الاجتماعى صورًا له فى نادى المقاولون العرب مع ابنته التى كانت تشارك فى حفل للأكاديمية البريطانية للجمباز فى يناير 2016، بعدها حرص على حضور العرض العالمى الخاص بالمغنى الراحل مايكل جاكسون، فى أحد مولات القاهرة الجديدة، مصطحبًا ابنته فريدة فى مايو 2016، ثم كان ظهوره فى 30 يوليو 2016 بإحدى الحفلات الصاخبة بالساحل الشمالي. الأمر الذى جعل البعض يردد أن جمال مبارك ظهر مرة أخرى ليكرر المشهد ويترشح لرئاسة الجمهورية 2018. ______________________________________________ خبراء: دولة مبارك "كابوس لن نفيق منه" قال يسرى السعيد، أستاذ العلوم السياسية بجامعة السويس, إن دولة مبارك لم ترحل من الأساس, فقط "أخدت هدنة", وعادت من جديد لميراثها, مؤكدًا أن مبارك ورجال أعمال استطاعوا سرقة أموال الشعب قديمًا وحديثًا سرقوا أحلام الشباب ودماء ثوار راحوا ضحية العدالة الاجتماعية, مؤكدًا "سبق وقلتها سيعود رجال مبارك على دماء المصريين" وهذا ما تم فعليا, على حد قوله. وأضاف السعيد فى تصريح خاص ل"المصريون"، أن الشائعات حول ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية وتمهيد بعض المواقع الإخبارية الكبرى لذلك ليس من فراغ, فدائمًا ما تصدق الشائعات فى مصر خصيصًا، متوقعا ترشح جمال مبارك وأحمد شفيق لرئاسة الجمهورية لعام 2012 وأحمد عز بعد مقاله وزيرًا للاقتصاد والسيسى بنظامه "شخشيخة" على حد قوله. وأشار إلى أن الظهور المتكرر لرجال مبارك وخاصة نجليه, رسالة معناها "الثورة سرقت"، على حسب قوله. من جانبه، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسى بالجامعة الأمريكية، إن ظهور رجال ورموز مبارك على الساحة هذه الفترة لا يمثل إلى "شو إعلامى" فقط ولا تأثير لهم، وما يقوم به هؤلاء من التقرب إلى المواطنين من خلال زيارة الأماكن السياحية أو التواصل على مواقع التواصل الاجتماعى للتأثير على المواطنين محاولة فاشلة. وأضاف صادق ل"المصريون" أنه لا يمكن لأحد منهم العودة مرة أخرى، ويسند إليه منصب فى الدولة بعد أن ثار الشعب عليهم فى25 يناير، فضلاً عن الأحكام القضائية لافتا إلى أن الثورات نوعان أولهما يسمى "ثورة راديكالية" وهى تعتمد على التنظيف الجذرى لكل رموز الحكم مثلما حدث فى الثورة "الفرنسية والإيرانية والليبية" تبعد كل من له صله بنظام الحكم القديم. وتابع: أما النوع الثانى فهى ثورة تفاوضية وهى تعتمد على التصالح مع رموز الحكم القديم، كما يحدث الآن فى "تونس" و"مصر" بالتصالح مع رموز مبارك، على حد قوله. وأوضح الخبير السياسي، أن هذه المصالحات فى أغلبها اقتصادية وليست سياسية هدفها المحافظة على المصالح الشخصية لهؤلاء، لكنهم يقومون باستفزاز الجماهير الرافضة لعودتهم. وتابع، أن هناك أطرافًا وراء ظهور رجال مبارك فى الوقت الحالى من أجل مصالح شخصية هدفها استعراض التواجد، ويمثل ائتلاف مصالح اقتصادية سياسية، ولكن ظهور هؤلاء يحدث حالة من الاستفزاز والغضب لدى المواطنين. وفى سياق متصل، قال أحمد بهاء الدين شعبان، رئيس الحزب الاشتراكى المصري، إن ما يحدث الآن أمر فى منتهى الخطورة، وضيق للأفق، وأن رموز ورجال مبارك لم يستوعبوا الدرس فى 25 يناير، بعد محولة هؤلاء تكرار المشهد مرة أخرى بظهورهم على الساحة. وأضاف شعبان ل"المصريون" أن عودة رجال مبارك للمشهد غير مقبول وعلى النظام الالتفات لهذا الأمر، لأن ظهور هؤلاء يزيد من غضب واستفزاز المواطنين، وخاصة أهالى الشهداء الذين خرجوا وثاروا على نظام مبارك الفاسد، وخسروا فلذات أكبادهم فى الثورة المجيدة، لافتا إلى أن الشعب المصرى لن يقبل بأن يعود هؤلاء للمشهد أو الحكم مرة أخرى. واعترض على مقولة أن نظام مبارك سقط والحقيقة أن النظام لم يسقط ومازال موجودًا حتى الآن، ولكن من سقط مبارك وعائلته فقط لا غير وجذور النظام تتحكم فى الاقتصاد الداخلى والخارجي، ومازالت الطبقة الرأسمالية هى الحاكمة فى الأمور الاقتصادية للدولة.