إلغاء خانة الديانة من كل الأوراق والشهادات والمستندات التى تصدرها أو تتعامل بها جامعة القاهرة، قرار اتخذه الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة نهاية الأسبوع الماضي، وأثار جدلاً حول ما إذا كانت تلك الخطوة بداية لإلغاء الديانة من جميع الأوراق الرسمية؟. الأمر الذى اعتبره البعض تضاربًا مع أعراف ومعتقدات مجتمعية لعقود طويلة ولم يكن مقترح إلغاء الديانة هو الأول فى جامعة القاهرة، فقد سبقته دعوة تقدم بها ائتلاف دعم مصر لإلغاء الديانة من خانات البطاقة، مشيرين إلى أن ذلك المقترح يخدم المواطنة والمساواة بين المواطنين، إلا أن القانون لاقى اعتراضًا واسعًا من أعضاء مجلس النواب. منح المطلقة نصف ثروة الزوج فيما اعتبر آخرون، مقترح برلمانى بمنح المطلقة نصف ثروة زوجها، والذى تقدمت به النائبة آمنة نصير، للبرلمان معارضًا مع تقاليد الشريعة الإسلامية وكان نص مقترح القانون بمنح المطلقة نصف ثروة زوجها، الأمر الذى أثار جدلاً واسعًا بين علماء الشريعة الإسلامية الذين أعربوا عن رفضهم للمقترح لمخالفته الشريعة. ولم تكن تلك الوقائع هى الأولى من نوعها فقد سبقها ما وصف بالهجوم على النقاب من قبل قرار الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة فى يناير من العام الحالى بحظر ارتداء النقاب داخل مستشفيات الجامعة إلا أن القضاء انتصر للنقاب بإصدار حكم بمنع قرار نصار، بعدها تقدم دعم مصر بمشروع قانون لحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة وأيدته النائب آمنة نصير، مشيرة إلى أن النقاب عادة يهودية، إلا أن القانون تأجل لدور الانعقاد الثاني. ومن جانبه تساءل أسامة العبد، رئيس اللجنة الدينية والأوقاف بالبرلمان، عن سر قرار رئيس الجامعة جابر نصار بإلغاء الديانة وعن الفائدة التى تعود على الطالب وعلى الدولة من ذلك. وأضاف العبد، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن اسم الطالب يحدد ديانته فجرجس معروف إنه مسيحى ومحمد معروف إنه مسلم وبالتالى لا داعى لإلغاء الديانة. وأكد العبد، أن هناك العديد من المسائل التى تهم الطالب أكثر من إلغاء الديانة، مشيرًا إلى أنه إذا كان ذكر الديانة يسبب مشكلة فعلى الجامعة حل تلك الأزمة بدلاً من اللجوء لإلغاء الديانة. علماء الشريعة: من يستحى من عقيدته لا يستحق شرف الانتماء إليها وفى نفس السياق استنكر محمد البسطويسى، نقيب الأئمة والدعاة، قرار رئيس جامعة القاهرة بإلغاء الديانة، مشيرًا إلى أن ذلك القرار من شأنه إثارة البلبلة فى الدولة وخلق الفتنة الطائفية. وأضاف البسطويسي، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن مصر لا تزال دولة إسلامية ولن يستطيع أحد إنكار ذلك الأمر، ساخرًا من قرار نصار "ماذا يضير جامعة القاهرة بوجود الديانة فى الأوراق والشهادات الرسمية للجامعة". وأكد البسطويسي، أن الفترة الحرجة التى تمر بها مصر لا تحتمل مثل تلك القرارات، وأنه على الجميع الوقوف بجانب الدولة بعدم إصدار قرارات أو تصريحات من شأنها إثارة الجدل والخلاف والفتنة الطائفية. وعلى صعيد متصل، عبر الشيخ شوقى عبد اللطيف، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، عن غضبه من قرار رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار، قائلاً "من يستحى من عقيدته لا يستحق شرف الانتماء إليها". وأضاف عبد اللطيف، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن تحديد هوية الشخص وديانته سواء كان مسلمًا أم مسيحيًا أم يهوديًا يصب فى الصالح العام لتجنب وقوع فتنة داخل المجتمع. وأشار عبد اللطيف، إلى أن إلغاء الديانة ليس له ضرورة فى الفترة الحالية، مؤكدًا أن الأقباط يحصلون على كامل حقوقهم داخل الدولة فالدين لله والوطن للجميع.