يقولون هاجم أبو العزايم الدكتور الطيب, فقلت وكم ذا بمصر من المضحكات, وللتصوف تاريخ بعضه يحمل اتهامات بمهادنة الاستعمار, من باب أنه من قضاء الله وقدره, وبعضه يحمل صفحات مشرقة, كما فعل التجار المتصوفة الذين حملوا نور الإسلام إلى إفريقيا وآسيا, وعليه فالتعميم ليس مذهبي.. ولكن كثيرة هى الغرائب بمصر, ومنها هجوم شيخ الطريقة العزمية علاء أبو العزايم على فضيلة الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر, لموقف الطيب من الثورة فى سوريا, وانتقاداته للأسد وجرائم جيشه. وقالوا لا نحسن فن العوم, فلماذا يصرون إذا على السباحة غرقًا, والموت ب(إسفاسكيا) السياسة خنقا, وعلى مدى قرون من عمر الصوفية, كانت تدخلاتهم بالسياسة مهلكة, والصوفية فى تاريخهم يقفون موقف المحاذر أمام تقلبات السياسية, ولهم فى ذلك وجهات نظر معتبرة, وجديرة بالمناقشة, ومنها أن السياسة بمفهومها الحالى الواقعة, قائمة على المنفعة والضرر وفقا لأبجديات (ميكافيللى)ودون النظر إلى اعتبارات الشرع الحنيف.. وبالتالى فالسياسة فى العرف الصوفى العام, أرض حرام أو بحر رمال متحركة تبتلع الشيخ مع مريديه, وتفسد طريقته. وفى الفترة الأخيرة بدأ بعض رموز الصوفية التحرك باتجاه السياسة, مرة تحت زعامة أمين تنظيم الحزب الوطنى السابق أحمد عز حينما استخرج وثيقة انتساب لآل البيت, ومرة كرد فعل لظهور السلفيين القوى فى المشهد السياسى, ومرات للإعلان عن نفسهم وقوتهم سياسيًا فى دعوات لمليونيات لم تتم, أو لم تنجح فى حشد الجماهير.. ثم رأينا بعض الوجوه, تغازل القائم بالأعمال الإيرانية ويغازلهم.. وبالمقابل رأينا وجوها صوفية رفضت الغزل الإيرانى.. كما حاولت قوى سياسية مختلفة الاستفادة من الوجود الصوفى واستغلاله فى المشهد الانتخابى. المهم هو هجوم أبو العزايم على الشيخ الطيب، الذى وصل إلى حد تحميله للطيب المسئولية عن الدماء التى سُفكت فى ليبيا وسوريا, وانتقاده لموقف شيخ الأزهر المعارض للنظام السورى والمؤيد للثورة, بل وصل أبو العزايم حدًا غريبًا, فى وصفه الأنظمة التى تؤيد الثورة السورية بالعمالة لصالح إسرائيل بل زاد أن وصفهم باليهودية و"أن الحرب ضد نظام الأسد تقف وراءها أمريكا وإسرائيل للقضاء على حزب الله اللبنانى الذى يحصل على السلاح المهرب من إيران من داخل الأراضى السورية، بعدما أثبت حزب الله أنه حائط صد منيع ضد إسرائيل، وأن انهيار حكم الأسد سيؤدى إلى قيام إسرائيل بتهديد جميع الدول العربية". وبعد, أفليس هذا نفس منطق نصر الله الذى بات سقوطه وشيكًا مع سقوط أسده, وأليس هذا الكلام يستلزم الرد من وجوه الصوفية فى مصر التى رفضت مس منصب شيخ الأزهر وتظاهرت دفاعًا عنه؟ وهل أسمعت لو ناديت حيا؟ [email protected]