إن كان تسلط تيار الأغلبية على الأقلية أمراً بغيضاً مستهجناً.. وإذا كان احترام الغالبية لرأى الأقلية ومصالحها قيمة واجبة.. فإنه من السخف والتبجح أن تسعى الأقلية إلى ممارسة فرض آرائها وتوجهاتها ووصايتها وتسلطها على الغالبية باستغلال مساحة الاحترام الذى تضمنه الغالبية لها، ورغبة الأولى فى تحقيق التوافق من أجل تحقيق أهداف الثورة... والمؤسف أن التيارات التى لاتمثل إلا قلة قليلة فى البرلمان تبدو وكأنها عقبة أمام البرلمان الذى اختاره الشعب بأغلبيته مفضلا تيار الإسلام السياسى الوطنى على ما عداه من تيارات وافدة، الأمر الذى يفسر أن الأقلية فقدت رشدها وباتت تلعن قيم الحرية التى طالماً صدعوا بها الرءوس، بل إنهم كفروا بالديمقراطية لأنها أتت بما لا يشتهون.... فما الذى دهاكم أيها الليبراليون...!!! أليست الحرية إلهكم الذى تعبدون وبه تتغنون؟؟؟؟!!!! لماذا أنتم حانقون رغم إتاحة المجال لإبداء آرائكم أكثر من غيركم فى برلمان لم يشهد التاريخ المصرى له مثيلا فى النزاهة والصدق والموضوعية والتمثيل الحقيقى لإرادة الشعب المصرى، هؤلاء الحانقون – هداهم الله – لا يتركون فرصة للطعن والضرب فى المجلس وتركوها، وهم يبذلون قصارى جهدهم فى البرامج الحوارية بالقنوات الفضائية المحرضة وغيرها من وسائل الإعلام المقروءة، يمارسون دور المتصيد للهنات والمنقض على الهفوات، والأعجب أن البعض منهم أعلنوا الاعتصام بالمجلس - اعتراضا على إطلاق الخرطوش على المتظاهرين المتربصين لإسقاط وزارة الداخلية - ولم يعترض عليهم أحد ثم عادوا وفضوا الاعتصام... ولا يستبعد أن يهتفوا داخل المجلس يسقط يسقط حكم العسكر.... إنهم يتخبطون ولا يعلمون ما يفعلون!! وليتهم أخلصوا النيات لبارئ الأرض والسموات، وسخروا وقتهم وجهدهم فى التعاون على البر والتقوى لا فى محاولاتهم المستميتة لإثبات فشل المجلس البرلمانى بتصيد الأخطاء أو افتعالها!!!! لقد قالها أحد الإعلاميين الليبراليين صراحة قبل إجراء الانتخابات البرلمانية عندما سألوه عن رأيه إذا جاءت الديمقراطية بالتيار الإسلامى؟؟ فرد قائلا: يبقى تتحرق الديمقراطية بجاز!!! وها هم يسخرون كل طاقاتهم فى ممارسات لا ترضى ولا تسعد إلا أعداء الوطن فى الداخل والخارج وعلى رأسهم الكيان الصهيونى.... إن الخطر الحقيقى الذى يجب أن نتصدى له جميعًا اليوم هو ما يحاك من مؤامرات تفتح الباب على مصراعيه لتنفيذ المخططات الموضوعة لتقسيم مصر ضمن ما يطلق عليه بالشرق الأوسط الجديد، وما حدث ويحدث من تقسيم فى السودان وغيرها ليس ببعيد عنا، وليس أمامنا سوى الوحدة والتماسك والتوافق والتآلف بين جميع الفصائل لصنع القوة، التى تمكننا من مواجهة التفكك والفوضى والبلطجة، وإبطال مفعول الكمين الذى نصب لنا من قوى الصهيونية العالمية الشيطانية التى تنفخ فى نار الفتنة كلما خبت، وتقف مترقبة تفرك يديها تحيناً للفرصة المناسبة للانقضاض!!!! علينا أن ننتقل من اختلافاتنا ونظرتنا الضيقة وفقدان الثقة فى بعضنا البعض إلى أفق متسع واع يمكنه رؤية التحديات الخطيرة التى تتربص بنا فى الداخل والخارج، ولا يتأتى ذلك إلا فى إطار تعاون جميع الفصائل بكل توجهاتها فيما اتفقنا عليه وليحترم بعضنا البعض فيما اختلفنا بشأنه. [email protected]