قالت مجلة "ذى اتلانتك" الأمريكية، إن نتائج الانتخابات البرلمانية فى مصر لا تستدعى كل هذا الهلع فى الدوائر الغربية، لأن مصر "لا تزل دولة غير ديمقراطية، والمؤسسة العسكرية و"الإخوان المسلمون" وأصحاب الثروات لا يزالون هم اللاعبين الرئيسيين فى تشكيل البلاد". وأضافت أنه على الرغم من أن القوى الجديدة التى ستبرز فى مصر وباقى الدول العربية التى تحاول كسر قيود الدكتاتورية فى الغالب ستكون أكثر تدينًا ومحافظة اجتماعيًا ولديها قدر من الفتور تجاه خطابات الولاياتالمتحدة وإسرائيل، إلا أن ذلك لا يعنى بالضرورة أنهم سيكونون دعاة حرب، أو حتى إنهم سيرفضون العمل مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل فى المجالات ذات الاهتمام المشترك. وتوقعت المجلة أن يشهد المستقبل القريب جدلاً كبيرًا بين "التفسيرات المتنافسة للسياسة الإسلامية، بدلاً من الصراع بين الأحزاب الإسلامية والعلمانية". ورأت أنه على الرغم من وجود احتمال حدوث تحالف بين جماعة "الإخوان المسلمين" والتيار السلفى، لكنه من المحتمل أيضًا أن ينظر كل منهما للآخر باعتباره غريمه التقليدى، مشيرة إلى تعهد الأولى بالتحالف مع الليبراليين بدلاً من السلفيين. مع ذلك، قالت إنه لا يزال من المبكر جدًا التنبؤ بالتحالفات والأجندات السياسية التى سوف تعتمدها الأحزاب الإسلامية المختلفة، إضافة إلى ذلك فإن المجلس العسكرى لا يزال يحمل كل الأوراق، فهو وحده الذى يعين الحكومة، ومهمة البرلمان القادم لن تتخطى مجرد "المساعدة" فى صياغة الدستور الجديد. وأشارت إلى أن البرلمان المنتخب لن يستطيع إلا اختيار 20% فقط من أعضاء اللجنة التأسيسية للدستور فى حين سيقوم الجيش بتعيين البقية، وبذلك فإن البرلمان الجديد لن يمتلك إلا سلطة ضئيلة، وهو ما كان سيكون عليه الوضع أيضًا إذا فاز الليبراليون والعلمانيون بأغلبية ساحقة. وقالت المجلة إن الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية خلقت نوعًا من "لحظة حقيقة" للتيارات الليبرالية والعلمانية والتى بالكاد تمكنت من الحصول على ما يقرب من ربع أصوات الناخبين، على الرغم من أن الجولة الأولى جرت فى القاهرة والإسكندرية والبحر الأحمر وهى أكبر تجمعات التيار الليبرالى بالبلاد، على عكس الجولتين اللاحقتين اللتين ستجريان بمناطق ريفية تشهد حضورًا أكثر كثافة للتيارات الدينية. وانتقدت التيارات الليبرالية فى مصر، والتى اتهمتها بأنها تستخدم أساليب غير ليبرالية، مشيرة إلى إعلان بعض التيارات الليبرالية، وخاصة أنصار الدكتور محمد البرادعى استعدادهم لقبول المبادئ الدستورية التى أصدرها المجلس العسكرى بشكل غير ديمقراطى قبل الانتخابات ما دامت تحمى الأقليات من نفوذ الإسلاميين. وختمت المجلة قائلة، إنه سيأتى اليوم الذى ستشهد فيه مصر وهى مركز الثقل السياسى فى العالم العربى عملية سياسية حقيقية، ولكنها ستكون مشبعة بالقيم السياسية وتسيطر عليها الحركات الإسلامية، ورأت أن المخاوف والتحالفات قد تكون وسيلة لعرقلة صعود الإسلاميين، ولكنها لن تتمكن من تأجيله للأبد.