خرجت أمس الجمعة، مسيرات حاشدة ضمت عشرات الآلاف من المصريين إلى جانب أعضاء الجالية السورية المقيمة فى مصر، للتنديد بالمجازر الوحشية التى يرتكبها نظام بشار الأسد، ضد الشعب السورى الأعزل وللمطالبة بطرد السفير السورى من مصر. فمن أمام مسجد عمر مكرم بميدان "التحرير"، انطلقت مسيرة حاشدة إلى مقر السفارة السورية بمنطقة (جاردن سيتى) بالقاهرة، رافعين الأعلام السورية والمصرية، وكان على رأس المسيرة الشيخ مظهر شاهين، والمستشار زكريا عبد العزيز، وعدد من رموز الجبهة السلفية بمصر، والجماعة الإسلامية، وأحزاب الأصالة، والبناء والتنمية، وحملة حازم صلاح أبو إسماعيل، وعدد من الحركات والائتلافات الشبابية، منها: حركة 6 إبريل. ورددت الجموع هتافات: "الشعب يريد طرد السفير"، و"لا إله إلا الله بشار عدو الله"، "مصر وسوريا إيد واحدة"، "يا سفير يا سفير اطلع بره أرض النيل". وقام المشاركون ببناء منصة أمام مقر السفارة السورية، لإعلان بياناتهم من فوقها. فيما قامت قوات الأمن المركزى بعمل طوق أمنى حول السفارة لتأمينها. ورفع المتظاهرون لافتة كبيرة للخمينى، زعيم الثورة الشيعية فى إيران، مكتوب عليها "الخمينى عدو الله"، وصورة أخرى لزعيم حزب الله حسن نصر الله، مكتوب عليها "نصر الله حليف الشيطان". وطالب المحامى ممدوح إسماعيل، عضو مجلس الشعب ونائب رئيس حزب الأصالة السلفى، جموع علماء المسلمين بإصدار فتوى بالجهاد إلى سوريا، ووقف نزيف الدماء السائل جراء عمليات العنف الذى ترتكبه شبيحة بشار. وأضاف من أمام مقر السفارة السورية، أن الجهاد على المسلمين أصبح شرعيًا، ومن يتأخر عنه يعتبر مخالفا لشرع الله، فقاطعته هتافات، "الشعب يريد إعلاء الجهاد". فيما انطلقت مسيرة حاشدة أخرى، تضم المئات من السلفيين وأعضاء من الجماعة الإسلامية من مسجد عمر مكرم إلى مقر "خيمة السوريين"، بجانب مقر جامعة الدول العربية قريبا من ميدان التحرير، وذلك لمطالبة الجامعة بفرض عقوبات على نظام بشار الأسد، فضلا عن مطالبة باقى الدول العربية بطرد سفراء نظام بشار من كل الدول، ورفع المشاركون بيانا بأعداد ضحايا سوريا حتى الآن وهم 8314 شهيدا، 35000 معتقلا وعدد المفقودين 65000 وعدد اللاجئين 20627، وطالبوا بنصرة سوريا والوقوف بجوارها. في سياق متصل ندد عدد من خطباء المساجد أمس فى خطب الجمعة بالمجازر الوحشية التى يرتكبها نظام بشار الأسد ضد الشعب السورى ونادوا بضرورة طرد السفير السورى من مصر وسحب السفير المصرى من سوريا. وقال الشيخ فوزى السعيد، إمام وخطيب مسجد أنصار السنة "التوحيد" إن العلوى بشار الأسد استعان بالآلاف من إيران وحزب الله بلبنان للقضاء على أهل السنة والجماعة فى سوريا وسط مرأى ومسمع من الشرق والغرب ومباركة أمريكا. ودعا السعيد إلى الجهاد بالمال والنفس عن طريق التبرعات بطرق شرعية لدعم أهل السنة هناك، بالإضافة إلى دعوته إلى مسيرة عقب الصلاة إلى السفارتين الروسية والسورية لرفع الروح المعنوية للمجاهدين هناك، مشيرًا إلى أن الثورة هناك تختلف عن بقية الثورات فى المنطقة العربية لكونها حربًا عقائدية بين أهل السنة والنصيرين الأشد فتكًا وكفرًا ورده عن الشيعة. وأكد الشيخ مظهر شاهين خطيب مسجد عمر مكرم أن ما يحدث فى القدس وسوريا واليمن أكبر دليل على فشل الأمة الإسلامية وانهيار كرامتها، مشيرًا إلى أن لديها مقومات أساسية للنهضة فى مقدمتها أن النسبة الكبيرة من سكانها من الشباب، فضلاً عن أن لديها الموارد الطبيعية التى يمكن استغلالها. وتابع شاهين "لم أجد حاكمًا عربيًا يحث شعبه على الحفاظ على القدس، لابد أن نعد العدة والجيش لنصرة المسجد الأقصى بالإضافة إلى ضرورة أن نأخذ بالأسباب حتى نحرر الأقصى ولا نتحدث ونحن نائمون على السرائر". ووجه رسالة إلى السفيرة الأمريكية قائلاً: "مصر ليست أفغانستان وباكستان.. وإذا كنت تريدين الوقيعة بين الجيش والشعب فلن يحدث". و قال الشيح حافظ سلامة، قائد المقاومة الشعبية بمسجد النور، إن الحرب القائمة الآن على سوريا حرب مذهبية وحرب شيعية سنية، فإيران أرسلت حوالى 17 ألف مقاتل إلى سوريا من الحرس الثورى الإيرانى، وكذلك أرسل حزب الله عشرات الآلاف، موضحًا أن المعركة الآن أصبحت نصب عين كل مسلم، وعلينا أن نلبى الدعوة لنصرة الشعب السورى، مؤكدًا أن السوريين لا يحتاجون فى معركتهم إلى جيوش ومعدات، ولكن يحتاجون إلى مقاومة شعبية فى الشوارع والأزقة. وفاجأ سلامة المصلين بتأكيده أنه وصلته معلومات تفيد بأن الرئيس المخلوع يتكلف ملايين الجنيهات لأجل رعايته فى الوقت الذى يعانى فيه بعض المساجين المظلومين من أيام مبارك من معامله غير آدمية. وناشد الشيخ حمدى أيوب، خطيب مسجد الفتح، الشباب المصرى بألا ينساقوا وراء دعوات العصيان، وأن يصبروا لكى تسير عجلة الإنتاج التى توقفت وشكلت خطرًا على الوطن يصب فى النهاية فى المصالح الغربية مستشهدًا بتهديدات الولاياتالمتحدة بقطع المعونة، وموضحًا أنها دعوات تخريب يدعو إليها من لا يحب الخير لهذا البلد، ولا فائدة منها إلا ما نراه من حرق المبانى والمؤسسات القومية وقطع الطرق . وأشاد بشباب الثورة ووصفهم بأنهم حرروا هذا الشعب من ظلم الطغاة والفاسدين الذين خربوا وسعوا فى الأرض فسادًا، وقال إن أردنا أن نحتفل بذكرى الثورة يجب أن نحتفل بها فى يوم من أيام السنة دون التوقف عن العمل أو التخريب من أجل المحافظة على وطننا ومنشآتنا وزيادة الإنتاج.