"ضحى أبوه بحياته دفاعًا عن وطنه، ومات ابنه بسبب الإهمال الطبي من قبل مسئولين لم يقدموا الرعاية الطبية اللازمة له، واعتبروه فأر تجارب لطبيبة قليلة الخبرة".. كلمات والدة الطفل "على" البالغ من العمر عامين و4 أشهر، ابن شهيد الشرطة "الرقيب أول" بإدارة المفرقعات في مديرية أمن شمال سيناء "أيمن أبو النور"، المقيم بمركز كفر الزيات التابع لمحافظه الغربية، الذي استشهد في تفجير مدرعة بمدينة العريش عام 2014. وبصرخات مكتومة داخل قلبها وبدموع سائلة على الخدين وبإحساس بعدم الإنسانية قالت "فاطمة بدر محمد سليمان"، والدة الطفل "على": "أصيب بضمور فى المخ ودخل فى غيبوبة وشخّص بعض الأطباء مرض الطفل على أنه كهرباء زائدة فى المخ، إلى أن اكتشفنا أن التشخيص خاطئ والطفل مصاب بمرض نادر في الدم ونقص البروتين في الجسم، وهو مرض وراثي، ينتج عنه جفاف في الجسم". وتابعت الأم: أن الطفل دخل مستشفى خاص وتحسنت حالته الصحية، ثم تم نقله إلى قسم الأطفال بالمستشفى الجامعى بطنطا، وتواصل الدكتور "م. ع"، بالمستشفى التخصصي، مع دكتورة تمثيل غذائي "أ. ر"، طبيبة بقسم الأطفال بمستشفى طنطا الجامعي، للإشراف على علاج الطفل.
وأضافت: "قامت طبيبة التغذية بإعطاء الطفل بروتين عن طريق الفم بنسب زائدة عن الحد المطلوب، وبدأت ظهور القرح بجسمه ومنعت عنه الأكل أو السوائل، وبدأت حالته في التدهور مجدداً". وقالت: قام الدكتور "م. ع."، بالمستشفى التخصصي بتقديم النصيحة والمشورة للطبيبة "أ. ر"، مؤكدا أن الأدوية التي يتناولها الطفل هي السبب وراء ظهور مرض الحساسية والقرح على جسمه، لكن الطبيبة لم تستمع للنصائح وأصرت على موقفها. وطلبت الطبيبة شراء حقنة من الخارج، ثمنها 1900 جنيه، بحجة زيادة مناعة الطفل، ولم تمر سوى ساعات على إعطاء الحقنة للطفل، حتى ظهرت حروق في أنحاء متفرقة من جسده، ودخل في غيبوبة، وأصبح غير قادر على التنفس، فقررت الطبيبة نقله إلى "مستشفى طنطا العالمي"، التابع لجامعة طنطا، حيث تم وضعه على أجهزة التنفس الصناعي في محاولة لإنقاذ حياته، ولكن باءت كل المحاولات بالفشل، وتوفي الطفل في اليوم التالي من نقله للمستشفى، واختفت الورقة التي كتبت عليها الطبيبة اسم الحقنة، من ملف الطفل. من جانبه أكد الدكتور أمجد عبدالرءوف، رئيس مجلس إدارة مستشفيات جامعة طنطا، وعميد كلية الطب بالجامعة، أنه مصاب بمرض نادر، يؤدي إلى زيادة نسبة الحموضة في الدم، ومن ضمن مضاعفات هذا المرض، انخفاض نسبة خلايا الصفائح الدموية في الجسم. وتابع أن التشخيص الطبي للطفل بين أنه كان يعانى من تشنجات ونوبات صرع وكان يتناول لها أحد الأدوية والتى سببت له مضاعفات مما عرض الطفل لجفاف. وأردفت الأم، أن الطفل دخل قسم الأطفال بمستشفى طنطا الجامعى وهو مصاب بتلك المضاعفات التى أسفرت عن طفح جلدى بالجسم وأن العلاج الوحيد لتلك الحالات، كانت حقنة تم إعطاؤها للطفل عن طريق الوريد وتسمى ig، وعقب ذلك تعرض الطفل إلى نزيف بالرئة بسبب النقص الحاد بالصفائح الدموية ومرضه النادر.