سودان: كلامكم يعني أن مرسي لايزال الرئيس الشرعي ما الحاجة لاستقالة مرسى طالما هناك "رئيس منتخب"؟
رد الدكتور محمد سودان، أمين لجنة العلاقات الخارجية بحزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين" على دعوة عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، للرئيس الأسبق محمد مرسي ب "الاستقالة من الرئاسة" وتقديم شخصية يتم الاتفاق عليها لتخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، لرفع الحرج عن أنصاره. قال سودان في تصريحات إلى "المصريون" إنه التقى الزمر في سجن "الإبعادية" بدمنهور مرتين، وسمع منه ثناءه على الإخوان، ناسبًا إليه القول: "إنهم عرفوا مؤخرًا أن نهجهم في التغيير كان غير صحيح –يقصد الجماعة الإسلامية- وإن الإخوان هم على الطريق الصحيح". وطرح سودان تساؤلات على الزمر، منها: "لماذا خرج من مصر جُل أعضاء الجماعة الإسلامية ومنهم رفيق عمرك وصهرك د. طارق الزمر الذي أشرُف بمعرفته وأعتز بها؟، وبقيت أنت في مصر أم الدنيا تحت مظلة حكم "العسكر"، بالوضع في الحسبان أنك كنت يومًا ضابطًا في المخابرات العسكرية". وتابع: "حينما رأيت طلب الشيخ عبود باستقالة د. مرسى من منصبة كرئيس جمهورية شرعي، انتابني أمران؛ "الأول" أن الشيخ عبود كرجل عسكري وأحد عناصر المخابرات العسكرية سابقًا مازال يعترف بأن رئيس البلاد الشرعي حتى هذه اللحظة هو د. محمد مرسى، رغم ما زعم به "عبدالفتاح السيسي" أنه جاء على سدة الحكم في مصر بانتخابات حرة". وتابع متسائلاً: "إذًا ما هي الحاجة الآن في استقالة الرئيس مرسى طالما هناك رئيس شرعي منتخب ألا وهو عبدالفتاح السيسي"؟. واستطرد موجهًا حديثه للزمر: "دعنا نعترف سويًا أخي العزيز الشيخ عبود أنك لاتعترف رسميًا بوجود السيسي على سُدة الحكم في مصر وأنه قد سلب هذا المنصب بالدبابة والرصاص وأنه لا يمثل الرئيس الشرعي للبلاد". ومضي سودان في رده على الزمر قائلاً: "ادعى الشيخ أن الانتخابات التي ستُقام في 2018 هي الحل الوحيد لخروج البلد من هذه الأزمة، وكأن الشيخ لم يسمع الرئيس مرسى عندما قال أن ثمن الحفاظ على الشرعية هي حياته، وكأن الشيخ لم يسمع عن عشرات الآلاف بل ربما أكثر من مائة ألف يعذبون في سجون النظام منذ أكثر من ثلاث سنوات و كأن الشيخ لم يسمع عن أكثر من 8 آلاف شهيد قد استشهدوا من أجل الشرعية ومن أجل استعادة كرامة و حرية هذا الشعب". أما الأمر الثاني، بحسب سودان: "تعجبت من الشيخ عندما طالب الرئيس مرسى بتقديم شخصية يتم الاتفاق عليها لتخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، وكأن الشيخ عبود يعيش في كوكب آخر، ولم يسمع عن حملة جمع توقيع 40 مليون توقيع لإبقاء السيسي في موقعه دون انتخابات، وكأن هناك انتخابات حقيقة تُجرى في مصر بعد أحداث 3 يوليو". وأكمل: "أخي العزيز أربأ بكم أن تخوض في هذه الأمور الشائكة، والصمت في هذه الحالات من وجهة نظري أفضل لكم وأولى؛ وخاصةً أنك تعيش في مصر بأمان ولم يمسك النظام بسوء". وزاد سودان: "النظام الحالي فشل في إدارة البلاد وانتهج منهج "إما نحكمكم أو نقتلكم" وهذا المبدأ للأسف لم يُجد نفعًا مع المصريين". وختم رسالته: "أخيرًا شيخي العزيز، بعد الثالث من يوليو 2013 ماتت الحياة السياسية والنيابية في مصر، والأمل الوحيد لخروج مصر من أزمتها أن يتخلى النظام الحالي عن حكم البلاد و عودة الشرعية، بغير ذلك لا أظن أن مصر سوف تقوم من وعكتها وسقوطها في الوحل بفعل النظام الدموي". وكان الزمر وهو مقدم مخابرات حربية سابق قضي ما يقرب من 30عامًا في سجون مبارك، قد ذكر في مقال ل"المصريون"، أن الانتخابات الرئاسية الجديدة هي السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة قائلاً: "مَن أراد أن يشارك وينافس فليستعد لذلك لكونها وسيلة سلمية للتغيير أقصر في المدة، مما يتصوره البعض لتحقيق مرادهم، ولاشك أنه لو تفضل الدكتور محمد مرسي ورفع الحرج عن أنصاره بتنازله عن الرئاسة رسميًا.
ونبه إلى ضرورة أن يبحث الفرقاء السياسيون عن معالجة حكيمة لأزمة "الشرعية" التي يدعو إليها البعض، ويطالبون فيها بعودة الدكتور محمد مرسي "عفا الله عنه" إلى الحكم، وتلك الفكرة أصبحت بعيدة المنال لوجود نظام جديد بقي على انتهاء مدة حكمه أقل من النصف عبر إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تضع حدًا للأزمة.
وأشار الزمر إلى أنه لا يرى خطرًا على أحد ولا خوف من أن يتقدم للرئاسة أي شخصية من أي كيان أو أي انتماء سياسي؛ لأن الشعب قد أدرك واستوعب ما يدور على الساحة وسيعطي بالتأكيد صوته لمن ينقذ البلاد من أزمتها ويعيد اللُحمة إلى أبناء الوطن ويقيم العدل ويقاوم الفساد ويرد المظالم إلى أهلها.
وجه الزمر حديثه لجماعة الإخوان وأنصار الرئيس مرسي دون أن يسمهم بشكل مباشر، مؤكدًا أن مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعات والأفراد، وأنه لا نجاح لجماعة الإخوان إلا بقبول نصائح الرفاق التي تكررت عليهم ولم تفعل منها شيئًا، لكونها تريد أن تضع أقفالاً على الأفواه لا تُفتح إلا لمن أراد الثناء والشكر على الجماعة فحسب، وهو ما رأه قيادات اخوانية لعبة مخابراتية جديدة.