أثار طلب عبود الزمر، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، للرئيس الأسبق محمد مرسي، بالتنازل عن الرئاسة، وتقديم شخصية يتم الاتفاق عليها لتخوض الانتخابات الرئاسية القادمة، لرفع الحرج عن أنصاره، غضب جماعة "الإخوان المسلمين". وعبر عدد من قيادات "الإخوان" عن استيائهم من دعوة الزمر، واصفين ذلك ب"الاشتغالة المخابراتية الجديدة". وقال الدكتور عز الكومي، القيادي الإخواني، إن "دعوة "الزمر" يلعب عليها من وصفهم ب"العسكر"، وهى نظرية قديمة تنص على أنه "لا عسكر ولا إخوان"، لكن هذه المرة حصرها "الزمر"، حسب تعليمات "المخابرات" في السيسي والإخوان، ليكون البديل مدنيًا بخلفية عسكرية أو عسكري بخلفية مدنية"، حسب قوله. وأضاف الكومي ل"المصريون"، أن "مثل هذا الهراء لا يستحق الوقوف عنده طويلاً، لأنه للاستهلاك فقط ولا يُبنى عليه أي عمل ولا يعدو عن كونه "اشتغالة مخابراتية" جديدة". وأوضح أن "شرعية مرسى إرادة شعب لا أملك أنا ولا غيري ولا الرئيس مرسى التنازل عنها". فيما عبر الدكتور أكرم كساب، العضو بجماعة "الإخوان" المسلمين، عن استيائه من مقترح الزمر، قائلاً: "إن الموضوع لا يستحق التعليق عليه". على الجانب الآخر، قال المحامي عادل معوض، المتحدث باسم "الجماعة الإسلامية"، إنه "إذا كان الحل الأمثل بناء على اختيار الشعب المصري صاحب القرار الأصيل هو تنازل الدكتور محمد مرسى، وإن كنت أرى أن هذا التنازل شكلي وسياسي وليس حقيقيًا أو واقعيًا، فالواقع أن مرسى حاليًا سجين ورئيس مصر هو السيسي، هذا هو الواقع الذي لا يستطيع أن ينكره أحد". وأضاف معوض ل"المصريون" متسائلاً: "من يستطيع ممن يتمسك بشرعية مرسى أن يعيدها له أو يعيده هو لكرسي الحكم والرئاسة إذا وجد من يعيد الدكتور مرسى للرئاسة فهنا يصح التمسك بالشرعية؟ ولكن إذا كان القطار يسير ويتحرك بسرعة بغض النظر يقف على المحطات بانتظام أو يتجاوزها أو يتعطل بعض الأحيان، فالمحصلة واحدة هى أن القطار تحرك وخلفه من يجرى في محاولة شبه يائسة من اللحاق به وإعادته لنقطة الصفر مرة أخرى". وأكد الزمر، وهو مقدم مخابرات حربية سابق قضى ما يقرب من 30عامًا في سجون مبارك، في مقال اختص به "المصريون"، أن الانتخابات الرئاسية الجديدة هي السبيل الوحيد لتجاوز الأزمة، قائلاً: "مَن أراد أن يشارك وينافس فليستعد لذلك لكونها وسيلة سلمية للتغيير أقصر في المدة، مما يتصوره البعض لتحقيق مرادهم، ولاشك أنه لو تفضل الدكتور محمد مرسي ورفع الحرج عن أنصاره بتنازله عن الرئاسة رسميًا". وشدد على ضرورة أن يبحث الفرقاء السياسيون عن معالجة حكيمة لأزمة "الشرعية" التي يدعو إليها البعض، ويطالبون فيها بعودة الدكتور محمد مرسي "عفا الله عنه" إلى الحكم، وتلك الفكرة أصبحت بعيدة المنال لوجود نظام جديد بقي على انتهاء مدة حكمه أقل من النصف عبر إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة تضع حدًا للأزمة. وأشار الزمر إلى أنه لا يرى خطرًا على أحد ولا خوف من أن يتقدم للرئاسة أي شخصية من أي كيان أو أي انتماء سياسي؛ لأن الشعب قد أدرك واستوعب ما يدور على الساحة وسيعطي بالتأكيد صوته لمن ينقذ البلاد من أزمتها ويعيد اللُحمة إلى أبناء الوطن ويقيم العدل ويقاوم الفساد ويرد المظالم إلى أهلها. ووجه الزمر حديثه لجماعة الإخوان وأنصار الرئيس مرسي دون أن يسمهم بشكل مباشر، مؤكدًا أن مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعات والأفراد، وأنه لا نجاح لجماعة الإخوان إلا بقبول نصائح الرفاق التي تكررت عليهم ولم تفعل منها شيئًا، لكونها تريد أن تضع أقفالاً على الأفواه لا تُفتح إلا لمن أراد الثناء والشكر على الجماعة فحسب.