كشفت تصريحات الدكتور عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، عن خلخلة الهيكل التنظيمى للجماعة الإسلامية، ورغبتها فى خوض الانتخابات البرلمانية القادمة، والقفز من سفينة الإخوان الغارقة، وهو ما أكده الخبراء بالرغم من إعلان الجماعة الإسلامية -فى بيان لها- أن تصريحات الزمر تعبر عن رأيه الشخصى. وصرح الزمر، بأنه لا ولاية للمعزول محمد مرسي، تحت عنوان: ''الأسير لا يقود والجريح لا يقرر''، وحذر من خطورة الاستمرار في الصراع الدائر دون وجود حل سياسي. و انتقد الزمر قرار ''الإخوان'' بالانسحاب الكامل من الحياة السياسية بعدم المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة. وصفها خالد الزعفرانى، وكيل مؤسسى حزب العدالة والتنمية، رسالة متوقعة وإشارة بأن الجماعة الإسلامية تريد الابتعاد عن الإخوان، وترك سفينتها الغارقة، مشيرا إلى أن كلا الطرفين الإخوان والجماعة الإسلامية تريد الابتعاد، وفقا لمصالح كل منهما. وقال: إن التصريحات تعكس رغبة الجماعة الإسلامية فى الترشح للانتخابات البرلمانية والتوافق مع النظام الموجود للحصول على بعض المقاعد تعيد إليها الشرعية وتعطيها قبلة الحياة، وتمكنها من تقديم الخدمات لأعضائها وهذا لن يتحقق إلا بالابتعاد عن الإخوان، وفى المقابل تريد جماعة الإخوان فض يدها مع التحالفات وإنشاء تحالف ليبرالى اشتراكى مدنى، لذا فالتباعد بين الطرفين نية مسبقة. بينما قال ماهر فرغلى، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إنها ليست المرة الأولى التى يدلى فيها الزمر بتصريحات على نفس الشاكلة، ودائما ما يعبر عن رأيه فى تصريحات إعلامية دون اتخاذ أى مواقف إيجابية، لذا عليه التوقف عند هذا القدر وتنفيذ ما يراه على أرض الواقع والانفصال عن الجماعة الإسلامية التى تريد السير فى فلك الإخوان. وأضاف أن الزمر يعبر عن رأى 90% من الجماعة الإسلامية، والتى تؤيد ما يقوله الزمر، وهو ما يفجر صراع داخلى يكشف البحيرة الراكدة الصامتة داخل الجماعة، لذا انزعجت الجماعة كثيرة من التصريحات لأنه بذلك يخلخل بنيتها التتنظيمة. وأضاف أن تصريحه مؤشر يعبر عن رغبة حقيقة فى خوض الانتخابات البرلمانية لكن الجماعة غير موجودة على الأرض، وتريد مسك العصا من المنتصف، وعندما تدرك أن جماعة الإخوان تنتهى فعليا ستسارع بالقفز من السفينة الغارقة. وأشار إلى أن الزمر يعطى مخرج شرعى لجماعة الإخوان بتأكيده أنه لا ولاية لمرسي للخروج وحفظ ماء الوجه، ومن ثم العودة للمشهد السياسى. وقال هشام النجار، الباحث الاسلامى: إنها إشارات يرسل بها عبود كل فترة منذ أكتوبر الماضى دون جديد، فهو يمثل موقف مختلف داخل الجماعة الإسلامية وحزب البناء والتنمية، لكنهم لم يعترفوا بأفكاره وآرائه واتبعوا خط الإخوان، وكان لابد أن يستتبع آرائه بموقف سياسى قوى، كونه رجل ذو تأثير فى الحركة ومن أهم رموزها، لابد أن يكون له تأثير أكبر لتغيير وجهة الجماعة وإنقاذها من السير فى طريق الصدام مع الإخوان. وأوضح أن الزمر يخشى أن تمر الانتخابات البرلمانية دون أن تستغلها الجماعة الإسلامية، وفى ظل احتدام الموقف على الجماعة أن تخرج من قطار الإخوان بعد أن فشلت استراتيجية البقاء فى الشارع فى أى إنجاز سياسى، لذا لابد من البحث عن آلية لوضع الجماعة على قطبان المشهد السياسى. ولفت عن وجود صراع وانقسام داخل الجماعة، كشفه تصريح الزمر، بين مجموعة تريد خوض الانتخابات واستغلالها لتصحيح الأوضاع وتقليل الخسائر، وأخرى تريد مواصلة المقاطعة. وأشار إلى أن تصريحات الزمر رسالة مزدوجة للإخوان وأعضاء الجماعة الإسلامية، للخروج من النفق المظلم، وأن يكون لهم قرار خاص بهم بعيد عن خيارات الإخوان المنفصلة عن الواقع