رفض عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى "الجماعة الإسلامية"، دعوة عبود الزمر القيادي البارز بالجماعة للرئيس الأسبق محمد مرسي بالتنازل عن الرئاسة والدعوة لانتخابات رئاسية، قائلاً: "الانتخابات نوع من اللعب بعد انتهاء المباراة وهو لعب لا يحتسب ولا يؤثر في النتيجة". ورأى الزمر في مقال نشرته "المصريون" أمس أن عودة مرسي إلى الحكم "أصبحت بعيدة المنال لوجود نظام جديد بقي على انتهاء مدة حكمه أقل من النصف"، داعيًا الرئيس الأسبق إلى "رفع الحرج عن أنصاره بتنازله عن الرئاسة رسميًا مع تقديم شخصية يتم الاتفاق عليه لتخوض الانتخابات الرئاسية القادمة". ورد عبدالماجد، المعروف بصلاته الوثيقة بالزمر، من خلال تدوينة مطولة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، قائلاً: "ذهبت خطوة أبعد من ذلك أخالفك فيها كثيرًا"، متابعًا: "أنت تعلم وأنا أعلم والسيسي يعلم والجنين في بطن أمه يعلم أنه لا توجد دولة في مصر أصلاً منذ الانقلاب وأننا نعيش تمثيلية كئيبة". واعتبر أن "الانتخابات هي نوع من اللعب بعد انتهاء المباراة وهو لعب لايحتسب ولايؤثر في النتيجة. إن شئت فقل لهم المباراة انتهت.. لكن لاتطالبهم باللعب بعد أن أطلق الحكم صافرة النهاية"، مطالباً بالعودة للنهج الأصيل ل "الجماعة الإسلامية" التي ترى أن "الانتخابات لعبة مرفوضة يراد بها خداع البسطاء وتبرير وجود الأقوياء". وبعد استعراضه لذكريات ومواقف عايشها مع الزمر مقدم المخابرات الحربية السابق قبل عام 1981، وجه حديثه للأخير قائلاً: "أوافقك أن مباراة العسكر/الإخوان قد انتهت، لكن هناك مباراة أخرى بدأت"؟ وشدد على حق الزمر "كشخص كعسكري أن يقول للرئيس لا أستطيع أن أنفعك الآن بشيء فلقد دفنتم بأيديكم كل أسباب النجاة"، وتابع: "ولو قالها فليس من حق أحد أن يلومه". واستدرك عبدالماجد قائلاً: "بعض الشباب يلومونني ويلومون الصعايدة كيف لم ينفذوا تعهداتهم بحماية الرئيس بينما الرئيس هو الذي قد اختار أن يسلم نفسه للعسكر على أمل أنهم لن يخونوه". وعدد عبدالماجد وهو من أشد المدافعين عن "شرعية مرسي"، المواقف التي عايشها والزمر وقيادات "الجماعة الإسلامية" خلال عهد أول رئيس مدني منتخب بعد ثورة يناير بالقول: "لرجل عاش معنا في قلب معمعة النصائح التي تقدم يوميًا من كل الأطراف تقريبا للرئاسة والإخوان فلا يلتفت إليها. كان أحد المتصلين بصورة مباشرة بالرئيس ومكتب الإرشاد في هذه الفترة". ورصد عبدالماجد ما وصفها ب "مأساة الاتحادية"، قائلاً: "عاش الزمر معنا مأساة الاتحادية الأولى وخيانة الشرطة والحرس الجمهوري والجيش الواضحة التي كادت تؤدي إلى قتل الرئيس على يد مجموعة بلطجية يتعاطون الترامادول وسط ضحكات ضباط الحرس وشتائم ضباط الشرطة "كانت شتائمهم من نصيب الرئيس لا البلطجية"وصيحات الإعجاب التي تطلقها عشرات الفضائيات". واعتبر أن "ما حدث بعد ذلك حتى إسقاط الرئيس كان يؤكد شيئًا واحدًا هو أن الإخوان والرئاسة يمزحان في موضع الجد، وهذه مصيبة في عرفنا نحن.. لكنها في عرف رجل عسكري كعبود الزمر هي جريمة تستدعي المحاكمة الميدانية الفورية وإصدار أقسى الأحكام على من فعلوها". واستدرك: "بمثل هذه الخلفية استقبل ضابط الاستطلاع السابق المقدم/عبود الزمر خبر الانقلاب". وأوضح أن "مواقف الإخوان والرئاسة زاد من حنق الزمر وغضبه من طريقة إدارة الأزمة بعد الانقلاب.. فلا رؤية ولا خطة ولا اتساق بين المواقف. فبينما الرئيس يفعل كعثمان بن عفان ولا يبدي أي رغبة في أية مقاومة لامنه ولا من الشعب للانقلاب بل يصيح حافظوا على الجيش. تجد المظاهرات تصول وتجول حول دار الحرس لإنقاذ الرئيس "الرئيس دخل دار الحرس بقدميه". وتساءل عبدالماجد: "فهل نحن في وضع تمرير لما حدث كما فعل من قبل أربكان في تركيا.. أم نحن في وضع مقاومة"؟ وخلص إلى أنه "كان هناك ارتباك أو قل تناقض بين الإستراتيجيتين فبينما الرئاسة رئيسا ومستشارين مع رئاسة الوزراء والوزراء ورئيس مجلس الشورى يتخذون وضعية تمرير الانقلاب عمليا.. نجد رابعة وجماهيرها وقياداتها تتخذ وضعية المقاومة". وذكر أن "الزمر كرجل عسكري كان رأيه أن ما حدث في رابعة وبعدها لن يغير المشهد مطلقًا ولا يرقى لأن يحرك شعرة في رأس العسكريين"!