توجه أصابع الاتهام لدولة الإمارات في القضاء على رموز دعوية وسياسية من المحسوبين على التجمع اليمنى للإصلاح والتيار السلفي الإخوان استباقا لأي دور لهم فى مستقبل اليمن. وجاء اغتيال القيادى الكبير فى التجمع اليمنى للإصلاح بمحافظة عدنجنوبى اليمن أمس عقب ساعات من اغتيال قيادى آخر بالتجمع فى محافظة ذمار عن طريق مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية ليفتح العديد من التساؤلات حول الجهة المستفيدة من تصفية القيادات الإسلامية هناك. واتهمت قيادات دعوية دولة الإمارات باستغلالها محاربته لتنظيم القاعدة فى اليمن، فى إنفاذ إجراءات لتضييق الخناق والقضاء على رموز دعوية وسياسية من المحسوبين على التجمع اليمنى للإصلاح والتيار السلفى الإخوان استباقا لأى دور لهم فى مستقبل اليمن الأمر. لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يتم فيها تصفية قيادات إخوانية ففى مطلع أبريل الماضي، اغتال مسلحون مجهولون رئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمنى فى محافظة ذمار، «حسن اليعري»، دون أن تعلن أى جهة مسئوليتها عن ذلك. وتشهد اليمن فى الآونة الأخيرة سلسلة من الاعتقالات والاغتيالات، التى وصفها مراقبون بالممنهجة تستهدف قادة فى التجمع الوطنى للإصلاح والتيار السلفى بمحافظاتجنوب اليمن، وتوجه أصابع الاتهام لدولة الإمارات بالنظر لنفوذها الأمنى الكبير وإشرافها على تدريب أجهزة أمنية فى الجنوب. وكان وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتية الدكتور «أنور قرقاش» قد وجه فى وقت سابق الاتهامات إلى جماعة الإخوان المسلمين فى اليمن والتى يمثلها حزب الإصلاح، زاعمًا وجود تنسيق بين الجماعة وتنظيم القاعدة، مدعيًا وجود أدلة دامغة وملموسة للتعاون والتنسيق بين الإخوان المسلمين والقاعدة. وفى مايو الماضى أعلنت الإمارات تخصيص مبلغ 20 مليون دولار أمريكى لاستثمارها فى دعم وتطوير قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة، جنوبى اليمن. وتأتى هذه المنحة، فى ظل تصاعد الحديث، عن دعم الإمارات لانفصال الجنوب اليمني، عن شماله، وفى ظل رصد عمليات ترحيل المواطنين اليمنيين الشماليين، من محافظة عدن وبعض المحافظاتالجنوبية الأخرى الجنوبية، كجزء من مخطط لتسريع عملية الانفصال. إلى ذلك، بدأت الإمارات، خوض معركة مفتوحة مع السلفيين فى جنوب اليمن، بعدما شنت قواتها وحلفاؤها المحليون فى مدينتى «عدن» و«المكلا»، حملة اعتقالات واسعة، طالت قيادات بارزة فى التيار السلفي، بينها شخصيات دينية مؤثرة خلال الأيام الماضية، بذريعة «مكافحة الإرهاب». ويسعى الإماراتيون إلى اختراق التيار السلفى المعروف بولائه التاريخى للسعودية، عبر سياسة «الاحتواء والترهيب»، نظرا للحضور القوى الذى سجله التيار إلى جانب حزب الإصلاح والحراك الجنوبى فى تشكيلات المسلحين فى محافظاتالجنوب. وفى السياق ذاته، ألمح السياسى والمفكر الكويتى الدكتور «عبد الله النفيسي»، فى وقت سابق إلى تورط الإماراتيين بالتحريض على الشماليين وطردهم.