ربط محللون سياسيون وباحثون في الحركات الإسلامية، محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، اليوم الجمعة، أثناء خروجه من مسجد فاضل بمنطقة غرب سوميد بمدينة 6 أكتوبر، وعملية فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، إبان الإطاحة بحكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وتصريحاته بشأن مؤيدي الإخوان والتحريض على قتلهم في عدد من اللقاءات باعتبارهم خوارج. ووفى الوقت الذى استبعد فيه المحللون وجود علاقة بين محاولة الاغتيال والذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة للتغطية على الخسائر الناتجة عنها بهذا الحدث، غير أنهم أرجعوا أسباب الاغتيال إلى موقفه العدائي من التيار الإسلامي وبالأخص موقفه من جماعة الإخوان المسلمين الذين سبق وصفه لهم بالخوارج والتحريض على قتلهم. وقال الدكتور سعيد صادق، المحلل السياسي: "لا أعتقد أن محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة لها علاقة بكسر فرحة المصريين بالاحتفال بالذكرى الأول لمشروع قناة السويس الجديدة". وأضاف "صادق" في تصريحات ل"المصريون": "هذه الجماعة خططت جيدًا منذ فترة لهذه العملية، موضحًا أن الأمر لم يكن من قبيل المصادفة فهي تعلم مكان الخطبة وأعدت له". وأرجع المحلل السياسي ، السبب في محاولة اغتياله إلى انتقاده لجماعة الإخوان ، والتحريض عليهم بالفتاوى ومواقفه العدائية منهم. قالت الدكتورة جيهان رجب، عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إن السبب وراء اغتيال الدكتور علي جمعة هي الفتاوى المثيرة للجدل وغيرها التي هاجم بها جماعة الإخوان المسلمين قبيل فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة، مستبعدة وجود علاقة بين اغتيال المفتي السابق واحتفالات قناة السويس. واستنكرت "رجب" في تصريحات ل "المصريون" محاولة الاغتيال قائلة: "عمل لا نرضي به"، موضحة أنه تم التجهيز له والإعداد له مسبقًا. وأشارت عضو الهيئة العليا لحزب الوسط، إلى أن محاولة الاغتيال مرتبطة بمواقفه وفتاواه التي دعا فيها إلى تقسيم الشعب. وتابعت: "علي جمعة من الشخصيات التى تثير جدلاً بفتاواه، ولكن نرفض تمامًا هذا النوع، قائلة: "إنه شخصية مثيرة للجدل إلا أنني أعتقد أن له ثقله في الفتوى". ويرى سامح عيد ، الباحث في الشئون الإسلامية، أن الأمر مختلط وملتبس قليلاً، ولكن يرى أن الأمر بعيد عن قناة السويس لوجود أجواء إعلامية تقول إنها السبب في تراجع سعر الجنيه وتردي الوضع الاقتصادي. وأضاف "عيد" في تصريحات ل "المصريون" أن تصريحات الدكتور علي جمعة عن رابعة العدوية وقوله بأن المتظاهرين فيها خوارج عامل رئيسي لاستهدافه، موضحًا أن الأمر قد يكون ردًا على مقتل أبو دعاء الأنصاري زعيم بيت المقدس. وأشار الباحث في الشئون الإسلامية إلى أن هناك جانبًا آخر بشأن نشوة التيار المتطرف بما حدث في تركيا، متابعًا: "علي جمعة من الشخصيات صاحبة التصريحات الأكثر عمقًا ولذلك تم إدراجه على قوائم المستهدفين". من جانبه، قال أحمد بان، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إنه لا يعتقد أن تكون فتاوى الدكتور علي جمعة سببًا في اغتياله، مشيرًا إلى أن الجماعات المعادية ترى "جمعة" خطرًا على مشروعاتها. وأضاف "بان"، في تصريحات خاصة ل "المصريون"، أن الدكتور علي جمعة هو أحد أهم علماء العالم الإسلامي في هذه الفترة، موضحًا أنه يقف في وجه جماعات عرّى أفكارها وكشف ألاعيبها وهتك سترها.