تشير محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، -حسب ما فسره باحثون إسلاميون- إلى أنَّها لن تخرج إمَّا عن الجماعات الجهادية أو اللجان النوعية التابعة لجماعة الإخوان، بسبب مواقفه ضدهم، وهو ما يعيد إلى الأذهان اغتيال الشيخ محمد حسين الذهبي عام 1977. "المحاولة الاغتيالية" التي نجا منها جمعة بفضل "عونٍ من الله" -كما قال- أعادت إلى الأذهان سريعًا واقعة الشيخ محمد حسين الذهبي الذي اغتاله أعضاء في جماعة التكفير والهجرة عام 1977، بعد عامٍ واحد من تعيينه وزيرًا للأوقاف وشؤون الأزهر. الشيخ والجماعة تفسير الباحثين إلى كون محاولة الاغتيال مشابهة ل"واقعة الذهبي" مرجعه أنَّ جماعة الإخوان والتنظيمات الموالية لها التي تتبنى العنف تعادي علي جمعة، لا سيَّما أنَّه اعتبر أنَّ حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان هو من أسَّس للفكر المنحل بالعالم، وأن الجماعة وكذلك تنظيم الدولة "داعش" يكرهان أهل الله والخشوع والذكر، وتأكيده أنَّهم في حال عدم توبتهم فإنَّ لهم خزيا فى الدنيا وعذابا عظيما بالآخرة. في ديسمبر 2013، تجمع عددٌ من شباب الإخوان أمام منزل جمعة وقت أن كان مفتيًا للجمهورية أمام مسجد فاضل، وتعالت أصواتهم بالسباب، وقال جمعة وقتها: "حسبنا الله ونعم الوكيل في الخوارج من شباب إخوان كاذبون.. فشل هؤلاء السفلة، ولكن ماذا نقول وكل إناء بما فيه ينضح، فيثبتون يومًا بعد يوم أنَّ الإخوان قد فشلوا فى تربية أولادهم". ودائًما ما كان يهاجم جمعة، السلفيين، فاعتبرهم "سبب البلاء وظهور داعش"، داعيًا بالقول: "يخرب بيوتكم.. السلفية خالفوا السلف الصالح في فهم النصوص.. وهم بدعة وشوية عيال ليسوا على الحق.. ولا يمثلون سوى 3% من الأمة الإسلامية". جمعة.. مهترئ في الفتاوى في نظر المتشددين عبد الغني هندي نقيب الدعاة قال ل"التحرير": "تاريخ الجماعات الإسلامية مليء بأفعال ضد الوطن وضد المصريين من سفك للدماء البريئة، ونشر الخراب في مصر بدءًا من قتل النقراشي، وحرق القاهرة وقتل الشيخ الذهبي وصولًا إلى قتل المتظاهرين والأبرياء". وأضاف: "هذه الجماعات طالما كانت تحرِّض على جمعة ولا يمكن استبعاد محاولة اغتياله على أيديهم، خاصة وأنهم يعتبرون أنَّه مهترئ في الفتاوى.. التشدد ملة واحدة، ومن الوارد أن يكون منفذو محاولة الاغتيال خارج إطار تنظيم، وهذا يؤكد خطورة الأفكار المتشددة التي تدعو لعدم قبول الآخر والتطرف في النقد واتهام الناس بالكفر والإلحاد دون سند". وتابع: "الجماعات الارهابية تدعو أنصارها للتطوع لفكرة القتل والتخلص من خصومهم قربة إلى الله وهذا أمر خطير، لذا يجب القضاء على مثل تلك الأفكار المتطرفة ليس بالشكل الوظيفي ولكن بالتجديد والفكر المختلف". معلومات منقوصة ماهر فرغلي الباحث في الشؤون الإسلامية أوضح: "المعلومات عن محاولة الاغتيال لا تزال منقوصة، وبيان وزارة الداخلية ليس واضحًا ما إذا كانت المجموعة إخوانية أم تابعة لداعش، فنحن الآن لدينا تنظيمات أرض الكنانة ومنها مجموعات هاربة، وهنا نذكر عملية اغتيال المجندين وأفراد الشرطة في حلوان والتي تمت بتقنيات وأسلحة متطورة جدًا". وذكر فرغلي: "لا يزال هناك عناصر يتم تجنيدها باستمرار، وفي النهاية هناك خط فكري موجود يدعو لمقاتلة أئمة الكفر من وجهة نظرهم وقتل العلماء.. والمسببات التي تدعو للعنف والاغتيال موجودة، ودائمًا هناك شرعنة بأنَّ ما يحدث في مصر هو حرب على الإسلام، كل ذلك يأتي في وضع اقتصادي متردٍ وضعف للتنمية وتضييق على الديمقراطية، لذلك من المتوقع تكرار مثل تلك المحاولات".