فتحت تصريحات الدكتور ياسر علي، المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، في عهد الرئيس الأسبق محمد مرسي حول أنه أجرى مراجعة فكرية خلال عام اعتقاله، باب التساؤل حول ما إذا كانت قيادات "الإخوان المسلمين" أجروا مراجعات داخل السجون. وكشف علي في أول ظهور له، بعد إخلاء سبيله قبل عام – حيث حبس لمدة عام بتهمة التستر على الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الأسبق - أنه أجرى مراجعات فكرية، داخل سجن العقرب خلال تواجده به، عقب عزل محمد مرسى. وقال علي في حواره مع "الجزيرة نت": "لم نكن فى 31 مارس 2012 فى تمام الجاهزية لتولى المسؤولية وأن قرار الترشح كان خاطئًا"، مضيفًا: "أنا أقول ذلك بعد سنة من التفكير العميق والمراجعة فى سجن العقرب، ولم نكن جاهزين لملفات كثيرة ومنها ملف العلاقات الإقليمية". وأكد الدكتور محمد سودان، القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، والأمين العام لحزب "الحرية والعدالة"، أن "الجماعة لم تجري أي مراجعات فكرية؛ لكن هناك دراسات وتحليلات تشاورية".
وأوضح سودان ل"المصريون"، أنه "لا يجوز الدخول في مراجعات الآن؛ وخاصة أن جل الشخصيات التي كانت تعمل بالمؤسسة الرئاسية هم خلف القضبان الآن". وقال سامر إسماعيل، العضو الإخواني المنشق عن الجماعة، إن "الإخوان نادمون على أنهم لم يخططوا أولا لدخول الرئاسة؛ لكنهم ليسوا نادمين على دخولها في الأساس". وأوضح سامر ل"المصريون" أن "الإخوان لم يكونوا جاهزين بالفعل للرئاسة ولم تكن لديهم رؤية واضحة لإدارة الأمور ومن ينكر ذلك يصر على التضليل والاستمرار في الخطأ". وأشار إلى أنهم "خاضوا الانتخابات بضغط من الشباب الذين هددوا بتأييد مرشحين رئاسيين من خارج الإخوان وهو ما قد يهدد تماسك التنظيم حينها". ورأى هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن "حديث ياسر علي يعكس قناعة فردية لا يعتد به في التعامل مع التنظيم خاصة أنه موقف غير ملزم للجماعة، بالنظر إلى أنه لا يشغل أي منصب تنظيمي داخل الجماعة حاليًا". وأوضح النجار ل"المصريون"، أن "المراجعات الحقيقية تكون "موقف جماعي" مسئول وموثق تعلنه قيادة الجماعة وتتبناه فكريًا وسياسيًا وتعلنه على الملأ وتتحمل مسئوليته وتعمل بمقتضياته على الأرض". وأشار إلى أن "موقف ياسر علي لا يقدم ولا يؤخر، إلا إذا كان ذلك بالون اختبار من الجماعة وأن يكون مكلفًا منها بجس نبض الرأي العام وأعضاء الإخوان لمعرفة مدى التجاوب مع هذا الطرح لتفصل لاحقًا في تبنى الجماعة له بشكل رسمي من عدمه".