الدول الغربية تجهز رؤساءها قبل الانتخاب بسنوات.. أمريكا تطرح مرشيحها قبل عام.. وروسيا المواجهة الأقوى بين بوتين وسيدة في 2018.. و2017 فرنسا تفاضل بين ال5 الكبار «الديمقراطية» ربما مصطلح فضفاض في اختلاف مفهومها عند كافة الدول، وكيفية ومدى تطبيقها في عدد كبير من المناحي الحياتية للتعبير عن الرأي، إلا أن الديمقراطية في اختيار الرؤساء مسألة لا يختلف عليها اثنان، وهو ما يدفع عددًا كبيرًا من الدول الأجنبية الكبرى وحتى الصغرى، إلى طرح شخصيات ومرشحين رئاسيين ليخوضوا التجربة دون تشكيك أو حروب خفية بين المرشحين تسعى لفضح المتنافسين، للفوز بكرسي الرئاسة الذي يطمع فيه كل من ترشح للحصول عليه في كل دول العالم، قبل خوض الانتخابات بسنة أو أكثر، إلا أن في مصر الأمر يختلف قليلًا، فربما طرح مرشح رئاسي نفسه أو التفكير في خوضه للتجربة تكثر الأقاويل والأسئلة، ويجعل الأمر غامضًا حتى اللحظات الأخيرة تصل لقبل غلق باب الترشح بساعات قليلة، إلا أن القوى السياسية والثورية في مصر الآن تسعى جاهدة لتطبيق نظرية وتجارب الخارج في الحصول علي متسع من الوقت لتحضير وتجهيز مرشح لخوض الانتخابات، لا يختلف عليه تلك القوى ويكون قادرًا على المنافسة وطرح نفسه. تحضير الدولة الغربية لمرشحي الرئاسة بالعديد من التجارب التي خاضتها الدول الأجنبية المعروفة دائمًا بتطبيقها للحرية والعدالة وحرية الرأي والتعبير، على رأسها تجربة الولاياتالمتحدة الأخيرة، فقبل الانتخابات بعام طرح كل من "دونالد ترامب" رجل الأعمال الشهير، ومرشح الحزب الجمهوري، وهيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة للولايات المتحدةالأمريكية، مرشحة الحزب الديمقراطي، ليقوما الاثنان ببدء الحملات الانتخابية وتعريف الشعب الأمريكي بنفسهما؛ ليكون هناك حالة من الديمقراطية والمناصفة في الاختيار، ليكون هناك حالة من العدالة والحرية في واقع الانتخابات الأمريكية، وهو ما يحدث كل 4 سنوات خلال إجراء الانتخابات الرئاسية بين الحين والآخر. ولم تكن الولاياتالمتحدة فقط من الدول التي تقوم على أساس طرح المرشحين الرئاسيين لأنفسهم قبل سنوات من خوضهم للانتخابات، فكانت لروسيا أيضًا نصيب من تلك التجربة خلال الانتخابات الرئاسية فتشهد روسيا انتخابات في 2018 بعد انتهاء المدة الرئاسية للرئيس فلاديمير بوتين، فبعد إعلانه عن خوضه الانتخابات لفترة رئاسية ثانية، أعلنت "إيلا بامفيلوفا" العاملة في مجال حقوق الإنسان، خوضها المعركة ضد الرئيس الروسي، وهي تعتبر أول سيدة تخوض الانتخابات الرئاسية ووقفت سابقًا في مواجهته في انتخابات عام 2000، وحصلت على نسبة أصوات 1% فقط، لم تيأس وقررت خوض التجربة مجددًا في2018. وقبل عام من مواجهة ال 5 الكبار الذين أعلنوا خوضهم للانتخابات الرئاسية في فرنسا وهم "فرنسوا أولاند" الرئيس الحالي، ونيوكلا ساركوزي رئيس الوزراء السابق، وإيمانوال ماكرون وزير الاقتصاد الحالي، ألان جوبيه، رئيس بلدية بوردو، ومارين لوبان"، وهم الفرق من الأحزاب الذين أعلنوا عن خطتهم لخوض الانتخابات قبل عام وطرح رؤيتهم على الشعب ليكون هناك مطلق الحرية في الاختيار. مصر تسعى للاستفادة من الغرب تنتظر مصر خلال عامين انتخابات رئاسية في 2018، وعلى مدار الفترات السابقة حاولت العديد من الشخصيات أن تخوض تجربة الخارج وتكرر نفس السيناريو في مصر، وسط حالة من الجدل والتخبط بين القوي خاصة أنها ستكون المرة الأولى التي يحاول فيها المصريون والقوى الالتفاف نحو هدف وبرنامج يسير عليه المرشح أو الشخصية التي ستنفذ ذلك البرنامج لتحقيق مطالب الشباب، وكانت البداية مع طرح المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي في شهر أبريل الماضي، لمبادرة صناعة البديل الرئاسي، من خلال تطوير وتحديث مناهج وبرامج "اقتصادية واجتماعية وسياسية"، سواء لتصحيح مسار النظام الحالي أو من خلال خوض شخصية سياسية يتفق عليها الجميع لخوض الانتخابات المقبلة. وجاءت ثاني مبادرة لعالم ناسا عصام حجي، بعد طرحه مبادرة لتشكيل فريق رئاسي لخوض الانتخابات الرئاسية في عام 2018، بعد رؤيته أن النظام الحالي يسير في الطريق الخاطئ. وأكد حجي، أنه بدأ بالفعل في تلك المبادرة عن طريق إشراك عدد كبير من الشباب والخبراء بعيدًا عن النظر إلى أي فصيل أو كيان حزبي ينتمون، لوضع خطة مشروع مبنية على التعليم والصحة والبحث العلمي والموارد والمياه والاقتصاد، لتقديم بديل للمجتمع المصري، ليكون بديلًا قويًا للنظام الحالي برئاسة عبد الفتاح السيسي. وهو ما يسعى إليه عدد من الحركات والكيانات السياسية والثورية بعيدًا عن تلك المبادرة من خلال التوحيد نحو أهداف ومطالب واحدة، للخروج ببديل سياسي قوى يستطيع خوض الانتخابات الرئاسية لتحقيق مطالبهم التي لم تتحقق بعد خروجهم في ثورة ال25 من يناير.