زعم الخبير الإسرائيلى فى الشئون العربية يونى بن مناحيم, أن مصر عرقلت فى الأسابيع تحركًا جديدًا كان من شأنه أن يضاعف الضغوط على إسرائيل لوقف بناء المستوطنات, أو تجميدها. وأضاف بن مناحيم فى مقال له بموقع "المعهد الأورشليمي" الإسرائيلى فى 31 يوليو, أن مصر رفضت طلبًا تقدم به أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قبل أسابيع لعقد اجتماع للجنة الوزارية الرباعية التابعة للجامعة العربية، التي تضم مصر والسعودية والبحرين والإمارات، لوضع جدول زمني ينتهي بإصدار قرار فى مجلس الأمن الدولى بوقف بناء المستوطنات الإسرائيلية. وتابع أن الموقف المصرى كان صارما فى رفض الطلب الفلسطينى الساعى لإصدار موقف عربى ضد المستوطنات، وذلك فى إطار خشية القاهرة من أن يؤدى هذا التحرك إلى عرقلة المبادرة, التى طرحتها قبل شهور لاستئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل. واستطرد "إن إسرائيل تفضل المبادرة المصرية لأنها تهدف لعقد قمة إقليمية للدخول فى مفاوضات مباشرة مع إسرائيل برعاية مصرية، وهو ما تجد فيه تل أبيب فرصة للتقارب مع الدول العربية". وخلص بن مناحيم, وهو ضابط سابق بالاستخبارات العسكرية الإسرائيلية, إلى القول: "إن المبادرة الفرنسية, على العكس, تريد فرض حلول على إسرائيل ووضع جدول زمنى لانتهاء المفاوضات والانسحاب إلى حدود عام 1967, ولذا ترفضها تل أبيب بشدة, وتتجاوب فقط مع المبادرة المصرية". وكانت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية, قالت أيضًا فى وقت سابق إن اللقاء الذى جرى فى 10 يوليو بين وزير الخارجية المصرى سامح شكرى ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدس, أظهر بوضوح التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب. وأضافت الصحيفة فى تقرير لها فى 11 يوليو, أنه رغم أن كثيرًا من المصريين يعارضون إسرائيل بسبب احتلالها الضفة الغربيةوالقدس, إلا أن زيارة شكرى كشفت أن "مصر صديق فريد لإسرائيل", حسب زعمها. وتابعت: "إسرائيل تشيد بالنظام الحالى فى مصر, وتعتبره حليفًا ضد المتطرفين, رغم الرفض الشعبى فى مصر لها". واستطردت: "مصر وإسرائيل تتبادلان أيضًا المعلومات الاستخباراتية لمحاربة حركة حماس فى غزة وتنظيم الدولة فى سيناء". وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تثق أيضًا فى الجهود المصرية بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين, ولا تثق فى المبادرة الفرنسية. وخلصت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى القول: "الأمور السابقة تجعل القاهرة صديقا فريدا لتل أبيب", حسب تعبيرها. وكان وزير الخارجية المصرى سامح شكرى التقى الأحد الموافق 10 يوليو رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى القدسالمحتلة، فيما قال مسئول إسرائيلى إن هذا اللقاء سيمهد لزيارة نتنياهو لمصر. والتقى شكرى مع نتنياهو مرتين، الأولى بصفته وزيرًا للخارجية وتناول معه مجمل القضايا السياسية، والثانية على مأدبة عشاء فى مقر إقامة نتنياهو فى القدسالغربية، حيث نشرت صورة جمعت الاثنين وهما يشاهدان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية. وزيارة شكري هى الأولى لوزير خارجية مصرى لإسرائيل منذ تسع سنوات. وقالت "الجزيرة", إن نتنياهو استقبل شكرى فى منزله بالقدسالمحتلة, وعقد معه لقاء ثانيًا على مأدبة عشاء نظمها على شرفه. وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت فى بيان لها إن زيارة شكرى "تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية". وتمحورت الزيارة حول إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما تناولت العلاقات الثنائية في ظل ما تصفه القاهرة وتل أبيب بأنه وضع مضطرب في المنطقة يتنامي فيه خطر الإرهاب. ونقلت "الجزيرة" عن مسئول دبلوماسى إسرائيلى قوله إن اجتماع نتنياهو وشكرى تم فى أجواء وصفها بالجيدة للغاية, فى حين ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن زيارة وزير الخارجية المصرى قد تأتى فى سياق تحضير زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلى للقاهرة. وقال شكرى فى مؤتمر صحفى مشترك مع نتنياهو إن حل الصّراع الفلسطينى الإسرائيلى المستمر منذ عقود ستكون له آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط, وأضاف أن حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) فى المتناول. ومن جهته, دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة تماما منذ إبريل 2014 إثر فشل مساع قادها وزير الخارجية الأمريكى جون كيري. ويرى البعض أن زيارة وزير الخارجية المصرى تعتبر خطوة متقدمة, فيما اعتُبر مسارا من التقارب بين القاهرة وتل أبيب فى السنوات الثلاث الأخيرة. وحسب مراقبين, شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية الرسمية دفئًا ملحوظًا فى الفترة الأخيرة, حيث أعيد فتح سفارة تل أبيب فى القاهرة، وأرسِل سفير مصرى إلى إسرائيل بعد سحبه عام 2012.