قالت عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست الإسرائيلي عنات باركو, إن التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب, يسمح لإسرائيل بتحقيق أهم أهدافها, وهو إقامة علاقات مع أغلب الدول العربية. ونقلت صحيفة "معاريف" العبرية عن باركو قولها في 12 يوليو, وذلك في تعليقها على اللقاء الذي جرى الأحد بين وزير الخارجية المصري سامح شكري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدس, إن هذه الخطوة هي أكبر ما يسعد الإسرائيليين. وتابعت "مع مرور الوقت لم يعد صناع القرار في العالم العربي يرون في إسرائيل دولة معادية، وذلك بفضل التقارب المتنامي بين القاهرة وتل أبيب". كما نقلت "معاريف" عن شيلي يحيموفيتش عضو الكنيست الإسرائيلي وزعيمة حزب العمل السابقة, قولها إن لقاء شكري ونتنياهو يعتبر مقدمة لمرحلة بناء ثقة وتفاؤل أكثر فيما يتعلق بالعلاقات بين مصر وإسرائيل. وكان موقع "والا" العبري, قال أيضا إن اللقاء الذي جرى الأحد بين شكري ونتنياهو في القدس, أنهى ما سماها مرحلة "السرية" في علاقات القاهرة وتل أبيب. وأضاف الموقع الإسرائيلي في تقرير لها في 12 يوليو, أن زيارة شكري أظهرت للعلن ما يعرفه كل الشرق الأوسط عما سماه التحالف الاستراتيجي الذي بدأ يتبلور في السنوات الثلاث الأخيرة بين القاهرة وتل أبيب, حسب زعمه. وتابع " من الواضح أن النظام المصري بدأ يسمح بالكشف عن العلاقات المتنامية مع إسرائيل بعد أن يتمسك بالحذر إزاء هذا الموضوع في البداية". واستطرد الموقع " خطوات النظام المصري باتجاه إضعاف حركة حماس في غزة ساعدت أيضا على تنامي العلاقات بشكل متسارع بين القاهرة وتل أبيب". وخلص "والا" إلى القول " التحالف الاستراتيجي بين القاهرة وتل أبيب بدأ يظهر للعلن, بعد أن كانت العلاقات بينهما تتم في الظلام خلال السنوات الثلاث الماضية". وكانت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية, قالت أيضا إن اللقاء الذي جرى بين شكري ونتنياهو, أظهر بوضوح التقارب المتزايد بين القاهرة وتل أبيب. وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 11 يوليو, أنه رغم أن كثيرا من المصريين يعارضون إسرائيل بسبب احتلالها الضفة الغربيةوالقدس, إلا أن زيارة شكري كشفت أن "مصر صديق فريد لإسرائيل", حسب زعمها. وتابعت " إسرائيل تشيد بالنظام الحالي في مصر, وتعتبره حليفا ضد المتطرفين, رغم الرفض الشعبي في مصر لها". واستطردت "مصر وإسرائيل تتبادلان أيضا المعلومات الاستخبارية لمحاربة حركة حماس في غزة وتنظيم الدولة في سيناء". وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تثق أيضا في الجهود المصرية بشأن مفاوضات السلام مع الفلسطينيين, ولا تثق في المبادرة الفرنسية. وخلصت "كريستيان ساينس مونيتور" إلى القول :" الأمور السابقة تجعل القاهرة صديقا فريدا لتل أبيب", حسب تعبيرها. وكان وزير الخارجية المصري سامح شكري التقى الأحد الموافق 10 يوليو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في القدسالمحتلة، فيما قال مسئول إسرائيلي إن هذا اللقاء سيمهد لزيارة نتنياهو لمصر. والتقى شكري مع نتنياهو مرتين، الأولى بصفته وزيرا للخارجية وتناول معه مجمل القضايا السياسية، والثانية على مأدبة عشاء في مقر إقامة نتنياهو في القدسالغربية، حيث نشرت صورة جمعت الاثنين وهما يشاهدان المباراة النهائية لكأس الأمم الأوروبية. وزيارة شكري هي الأولى لوزير خارجية مصري لإسرئيل منذ تسع سنوات. وعبر نتنياهو خلال الجلسة الأسبوعية لحكومته عن سعادته باستقبال وزير الخارجية المصري في القدسالمحتلة. وقالت "الجزيرة", إن نتنياهو استقبل شكري مساء الأحد في منزله بالقدسالمحتلة, وعقد معه لقاء ثانيا على مأدبة عشاء نظمها على شرفه. وكانت وزارة الخارجية المصرية قالت في بيان لها الأحد إن زيارة شكري "تستهدف توجيه دفعة لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى مناقشة عدد من الملفات المتعلقة بالجوانب السياسية في العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية". وتمحورت الزيارة حول إحياء المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين, كما تناولت العلاقات الثنائية في ظل ما تصفه القاهرة وتل أبيب بأنه وضع مضطرب في المنطقة يتنامى فيه خطر الإرهاب. ونقلت "الجزيرة" عن مسئول دبلوماسي إسرائيلي قوله إن اجتماع نتنياهو وشكري تم في أجواء وصفها بالجيدة للغاية, في حين ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن زيارة وزير الخارجية المصري قد تأتي في سياق تحضير زيارة محتملة لرئيس الوزراء الإسرائيلي للقاهرة. وقال شكري في مؤتمر صحفي مشترك مع نتنياهو إن حل الصّراع الفلسطيني الإسرائيلي المستمر منذ عقود ستكون له آثار إيجابية على منطقة الشرق الأوسط, وأضاف أن حل الدولتين (الفلسطينية والإسرائيلية) في المتناول. ومن جهته, دعا نتنياهو الفلسطينيين إلى استئناف المفاوضات المباشرة المتوقفة تماما منذ إبريل 2014 إثر فشل مساع قادها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. ويرى البعض أن زيارة وزير الخارجية المصري تعتبر خطوة متقدمة, فيما اعتُبر مسارا من التقارب بين القاهرة وتل أبيب في السنوات الثلاث الأخيرة. وحسب مراقبين, شهدت العلاقات المصرية الإسرائيلية الرسمية دفئا ملحوظا في الفترة الأخيرة, حيث أعيد فتح سفارة تل أبيب في القاهرة، وأرسِل سفير مصري إلى إسرائيل بعد سحبه عام 2012.