والدته: آخر اتصال طلب مني أن أنساه.. ووالده: «منه لله الكنترول» على الرغم من حصول محافظة سوهاج على 5 مراكز متقدمة في الثانوية العامة بينها 4 "أول مكرر"، والتي رسمت الفرحة على وجوه الجميع، إلا أن انتحار طالب الثانوية العامة بدائرة قسم أول، إثر قيامه بإشعال النيران في نفسه عقب رسوبه بامتحانات الثانوية العامة أفسدت الفرحة على الجميع. أحمد سامي عبد الغني، يلقبه بعض أصدقائه ب"ميدو"، والذي يبلغ من العمر 18 عامًا، طالب من طلاب الثانوية العامة، يقيم بدائرة قسم أول سوهاج، لقي مصرعه منتحرًا بعد فشله في النجاح، ورسوبه هذا العام. كان أحمد قد قام بعد سماعه النتيجة واكتشافه رسوبه في 4 مواد بإحضار زجاجة مياه غازية مملوءة بالبنزين، وسكبها عليه وأشعل النيران في نفسه ولفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى سوهاج العام. كما ترك بعض الرسائل على حسابه عبر "الفيس بوك" يقول فيها: "ربنا يسهل، مش عارف أخرتها أيه"، وكان بذلك يقصد رحلته التعليمية التي انتهت بالانتحار. وكان قد تواصل عبر حسابه مع بعض أصدقائه يخبرهم بعدم الخوف من النتيجة، وأن الحياة ليست الثانوية العامة، وأخبرهم ألا يقلقوا بسبب النتيجة، وبنظرة شاب يائس من المستقبل قال في إحدى رسائله على صفحته الخاصة: "متاخدوش بالمجاميع وكده كده هتطلعوا تقعدوا على القهوة وأن مستقبله قد يضيع بسبب المجموع". والدته تروي تفاصيل الواقعة: "كنا قاعدين في البيت وفجأة دخل علينا أحمد متغير الوجه وفي عينيه شيء من الدموع وأغلق على نفسه غرفته ولم ينطق بكلمة واحدة، بعدها بدقائق خرج مسرعًا إلى خارج المنزل ولم نعلم عنه شيئًا لمدة تزيد على 4 ساعات". وأضافت أننا خرجنا نبحث عنه وسألنا أصدقاءه الذين أخبرونا أنه فور علمه بظهور النتيجة توجه للكشف عنها، واكتشف أنه راسب في 4 مواد، مما أصابه بصدمة. وأشارت والدته إلى أنها على نهاية اليوم تلقت اتصالًا هاتفيًا من ابنها قبل انتحاره يقول لها فيه: "متسأليش عني ومتزعليش مني وبلاش تدوري عليا ولا تعرفي مكاني، بعدها انقطع الاتصال". وبدموع الحسرة والألم تحدث إلينا والده ببعض الكلمات قال فيها: "انبي مات بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة وعرف أنه رسب في 4 مواد، حسبي الله ونعم الوكيل، الثانوية العامة قتلت ابني منهم لله اللي كانوا السبب، متهمًا القائمين على كنترول الثانوية العامة بأنهم معندهمش ضمير وأنهم تسببوا في رسوب نجله"، على حسب قوله. وأوضح الحاج محمود أحد أقاربه، أنهم عاودوا البحث عنه طيلة اليوم وفي ساعة متأخرة من الليل علموا من أحد الأهالي، أن (أحمد) ذهب إلى منطقة الغزل وهي منطقة نائية والحركة فيها ضعيفة، وأحضر زجاجة مملوءة بمادة البنزين، وسكبها على جسمه وبعدها أشعل النيران في نفسه، حسبما أفاد شهود عيان الواقعة، ما تسبب في إصابته بحروق من الدرجة الثالثة بكامل الجسم وصلت نسبتها 100%، وتم نقله إلى قسم الحروق بمستشفى سوهاج العام. فيما أكد مصطفى على، أحد المدرسين في مدرسة الطالب المنتحر، أن أحمد كان مجتهدًا ومستواه فوق المتوسط، وسلوكه داخل المدرسة يتميز بالهدوء، وأنه لم يكن مثيرًا لأي مشاكل داخل المدرسة. ترجع أحداث الواقعة عقب تلقي اللواء أحمد أبو الفتوح، مساعد الوزير مدير أمن سوهاج، بلاغًا من قسم شرطة أول سوهاج، بقيام طالب بالثانوية العامة يبلغ من العمر 18 عامًا بإشعال النار في نفسه، ما نتج عنه إصابته بحروق من الدرجة الثالثة، بنسبة 100% والحالة العامة سيئة جدًا، ولا يمكن استجوابه؛ على أثر رسوبه في الثانوية. بالفحص تبين من خلال التحريات التي أشرف عليها العميد خالد الشاذلي، مدير إدارة المباحث الجنائية، بوصول (أحمد سامي عبد الغنى السيد) 18 سنة طالب ثانوي، ويقيم بدائرة القسم، إلى مستشفى سوهاج العام مصاب بحروق نارية من الدرجة الثالثة بنسبة 100%، والحالة العامة سيئة جدًا، ولا يمكن استجوابه. وبسؤال والده موظف ويقيم بذات العنوان، قرر بأن نجله قام بإشعال النيران في نفسه؛ على أثر رسوبه في الثانوية العامة، ونفى الشبهة الجنائية إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى سوهاج العام. وبالعرض على النيابة العامة، قررت انتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة، وكذلك طلب تحريات المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها والتصريح بالدفن بعد ذلك.